بدأت فعاليات المظاهرة بالنشيد القومي الكوردي (أي رقيب) ثم عقد المتظاهرين حلقات الدبكة وإنشاد الأغاني الثورية وترديد هتافات واشعار الثورة, مطالبين بإسقاط النظام, وتحية أرواح شهداء الثورة السورية وعميدها المناضل مشعل التمو وتحية المدن السورية التي تتعرض الى الحملات العسكرية أمام أعين مراقبي الجامعة العربية -الذين لا حول لهم ولا قوة - , وكان لافتا مشاركة النساء بحماسهن وهتافاتهن وتنظيمهن الرائع.
 كما هي العادة فقد حمل الشباب عشرات اللافتات التي تعبر عن مضمون وروح الثورة السورية, وكانت تنسيقية (سوا) قد أصدرت بياناً قبل التظاهرة, دعت فيها جميع التنسيقيات بوقف رفع اللافتات لكي تخفف من هذا الكم الهائل من الشعارات والكرتون الذي يرمى في الشوارع في نهاية التظاهرة والتزمت هي لكن البقية لم يلتزموا بها.
 والقيت في المظاهرة عدة كلمات منها كلمة الناشط احمد موسى, جاء فيها: كم هي جميلة قامشلو بحضور هذه الأطياف, وهذا الشباب الثوري الجميل لكن الأجمل أن ننظم أنفسنا ونثبت للعالم أننا شعب حضاري وكم نحن إنسانيون, ونحن جزء من سوريا, وأرى اليوم أن العدد يتراوح بين ثلاث الى خمسة آلاف, وفي السابق كنا بعشرات الآلاف وليست هذه قامشلو التي عهدناها.. ووجه التحية للشهداء مشعل تمو ورستم جودي وكافة شهداء الثورة السورية.
 وألقى ايضا الناشط المستقل جميل أبو عادل كلمة, تحدث فيها عن تأسيس اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية في سوريا و اشار الى اهداف الاتحاد في إسقاط النظام, وعن استقلالية قراره, وقال اننا قدمنا التضحيات للأخوة في جنوب كردستان وشمالها طوال خمسون عاماً واكد ان دماء الشهداء وخاصة دم الشهيد مشعل التمو لن تذهب هدراً, ودعا الى الاتحاد ضد النظام, وقال ان سورية تجمع مختلف القوميات, واشاد بالأخوة العرب الذين يحضرون في التظاهرات. ثم أعطى الكلمة للمحامي الشيخ حسن علي الذي خاطب المتظاهرين قائلاً : سلام على قامشلو, قامشلاية.. ايها الأخوة ان هذا النظام ساقط لا محال, لكن يجب علينا أن نقول إن هذه سوريا لنا جميعاً ونحن في هذه المدينة جزء من المدن السورية المباركة كحمص وغيرها في الصمود أمام هذا النظام الحديدي, وقال: يجب علينا أن لا نقصي أحد في هذا الوطن, ويجب أن ننطلق من هذه المدينة التي تجمع كل مكونات الشعب السوري, ويجب علينا أن نؤسس للمرحلة المقبلة, بدون سياسة الإقصاء, وأن نحترم بعضنا البعض..
 ثم ألقى الصحافي سيامند إبراهيم كلمة مقتضبة تحدث فيها عن الوضع الكردي بشكل عام وعن سلمية الثورة المستمرة منذ عشرة أشهر,  ضد ظلم النظام الديكتاتوري المستبد, وايد كلام المحامي حسن علي بأن لا يكون تفكيرنا كتفكير نظام البعث إقصائي, و قال ان تراب سوريا يجمع العرب, الكرد,  والآثوريين.. ومن ثم خاطب ممثلي الكورد في خارج الوطن وفي المحافل الدولية, بأن لا يساوموا على حق من حقوقنا الكوردية, وأن يكونوا أقوياء وذو حنكة سياسة, وأصحاب إرادات حرة وذو حس عال بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ثم ألقى أبو هيثم باسم اتحاد قوى القبائل العربية قصيدة تحية للمدن الثائرة :
يسلاما ايها البلد   * * *  ونار تحرق الاسد
سلاما من ضمائرنا * * * لحمص الشيخ والولد
الى درعا الى دوما  * * *  الى برزة الى تلد
لجيش الحر بطلا * * * حماك الواحد الأحد
سيسقط ابن ناعسة  * * *  ومن كانوا له سند
انا الأُثور في بلدي * * * انا العرب انا الكرد
سنبقى سور تحمينا * * * بلا خوف بلا اسد
وايضا تم توزيع بيان باسم اتحاد قوى القبائل العربية , جاء فيه : " اقمنا اتحاد قوى القبائل العربية ليكون الحاضنة الكبرى لبعض التظيمات الشبابية التي نشأت في سورية في ظل الثورة المجيدة, وانقلبت الى عمل سياسي رائع لتكون فعالة في المجتمع وتستطيع ان تحافظ على الوحدة الوطنية في البلاد وتمنع الاقتتال الداخلي الذي يسعى اليه النظام كي يطيل من عمره.. ان دور الشباب كان فعالا فاستطاع ان يمنع أي فتنة طائفية ودمر مخططات هذا النظام المجرم الذي لعب على ورقة الفتنة الطائفية وخصوصا في محافظة الحسكة وكانت من مفرزات هذه الثورة ان وحدت بين ابناء الشعب السوري.. اليوم بعد ان اقمنا اتحاد قوى القبائل العربية فان مهمته الاولى من خلال ابنائه قد تمت ومهمته القادمة في هذه المرحلة هي تقوية الثورة في الشارع السوري والمحافظة على سلميتها لحين سقوط النظام الذي بات سقوطه قريبا ومهمتنا بعد سقوط النظام, الحفاظ على مؤسسات الدولة والمال العام والممتلكات الخاصة والحفاظ على ارواح الشعب السوري والوحدة الوطنية والامن والامان .."

المظاهرة الثانية انطلقت من امام جامع سلمان الفارسي الذي يتوسط أحياء (قناة السويس, العنترية وميسلون)  شاركت فيها مجموعات شبابية ومختلف الفعاليات المجتمعية والحزبية, ورفعت فيها الاعلام السورية والكوردية والكراتين التي كتبت عليها شعارات الثورة, ورفعت فيها لافتات لعدة تنسيقيات منها : اتحاد تنسيقيات شباب الكرد - ائتلاف شباب سوا (افاهي) -حركة حرية كوردستان – تنسيقية الشيخ معشوق – شباب الانتقام – جوانين روز آفا – حركة تحرير كوردستان – وغيرها.. وسادها الانقسام في بعض مراحلها نتيجة طغيان المظهر الحزبي على مشاركة انصار PYD  ورفعهم الاعلام الحزبية وصور زعيم حزبهم , ومحاولتهم إشغال مقدمة المظاهرة باعلامهم ولافتاتهم وبالتالي تجييرها لغايات وأهداف خارجة عن اهداف الثورة السورية, مما دفع الاطراف الأخرى بتغيير مسارها والعودة الى جامع سلمان الفارسي , الا ان انصار ب ي د لحقوا بهم ثانية وعمدوا الى استفزازهم ثانية من خلال التشويش بمضخم صوت على كلمة الناشط حسن صالح الذي اكد على ضرورة التكاتف والتوحد والعمل معا , وخاطب انصار ب ي د قائلاً " نحن الآن في كوردستان سوريا ونناضل هنا ضمن الثورة السورية , وعلينا ان لا نفكر لا في الشمال ولا في الجنوب ولا في الشرق, واضاف نحن مع اخوتنا في الأجزاء الأخرى, ولكن الآن نحن الذي بحاجة الى مساعدتهم ويحب ان يساعدوننا , واضاف القيادي في (حزب يكيتي) حسن صالح: قبل خمسون سنة سحبوا منا الجنسية , ومارسوا الظلم والاضطهاد ضدنا, حيث بقي 400 الف مواطن بدون هوية وحتى الآن هناك الكثيرون منهم مكتومون , وغيروا أسماء قرانا ومدننا وحتى غيروا اسم جبل كورداغ وحي الأكراد في دمشق وسموه بحي ركن الدين , وقال : كل واحد منا له اتجاهه السياسي ولكن هدفنا المشترك كوردستان سوريا واسقاط النظام السوري, وبسبب التشويش على كلمته طلب حسن صالح من انصار (ب ي د) وقف تشغيل مضخم الصوت وترجى منهم التوقف حتى الانتهاء من الكلمة وطلب منهم عدم تقسيم الشارع , ثم اكمل كلمته وتحدث عن المظالم التي اقترفها نظام البعث ضد الشعب الكوردي وقال كنا ندعو الى الاخوة العربية الكوردية فكانوا يرفضونها, وقال: ان نظام بشار الاسد يجب ان يسقط, ويجب ان يتوقف عن قتل الشعب وان يسحب جيشه من المدن والشوارع وان يطلق سراح المعتقلين ويسمح بالتظاهر السلمي ..