القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 502 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: غربان حي الفزاعات أنبأتني بمقتلك يا مشعل !

 
الأثنين 10 تشرين الاول 2011


صالح دمي جر – بيروت

 لإنشغالي بتغطية مهرجان بيروت الدولي للسينما وقدوم وفد سينمائي كردي من إقليم كردستان العراق للمشاركة فيه, إنقطعت لمدة ساعة ونصف الساعة عن أخبار ثورة وطني سوريا وتطورات أحداثها. في يوم لا ينبغي أن يبتعد فيه السوري المحكوم باللاتظاهر عبرة أو عنوة عن التلفاز والراديو والفيس بوك إلا في الحالات الطارئة. وخاصة في الوقت الفاصل بين عصر يوم الجمعة حيث حناجر الثورة تصدح بالحرية والتغيير وإسقاط نظام فقد الأهلية وإنتهت شرعيته مذ قتل أطفال درعا, وغروب شمسه حيث رصاصات الغدر تصطاد الرؤوس والأعناق والصدور العارية الحاضنة لقلوب تنبض لمستقبل سوريا اللابعث وحيث يحصي الثوار ضحاياهم.


الغروب البيروتي الجميل الذي تزامن مع عرض فيلم (حي الفزاعات)  للمخرج الكردي حسن علي, إنتقل  إلى سواد مبرر بداية بفعل الليل وإطفاء الأنوارفي الصالة.  لكنه ما برح أن تحول قلقاً شاركت في إثارته  أسراب الغربان ونعيقها المتناوب طوال مدة الفيلم وهي تصطاد حبات القمح قبل أن تتزاوج مع الأرض والمطر في حقل حي كردي تنهمر التعاسه من أزقته وزواريبه.
في خضم هذا النعيق تلقيت رسالة من صديق يقول: صالح بالله عليك أخبرني ما الذي يجري؟!  أربكني سؤاله ولامس قلقي التوتر, علمت من الكلمات و علاقتي بهذا الصديق أن مصاباً يخص الوضع في سوريا قد وقع, فتركت الفزاعات التي نصبت على كل مساحة الحقل و ضجيج العلب التي تعبت أيادي أطفال الحي من خضها , تتعارك مع أسراب الغربان وجشع مالك الحقل. وإنسحبت من الصالة .
أجريت إتصالاً في البهو العلوي فتلقيت النبأ الفاجعة. لقد قتلوا مشعل التمو.
إصطادته أياد الغدر والإرهاب لأنه أبى إلا أن يكون الصوت الكردي الصارخ في وجه جبروتهم. هو مشعل إذاً هذه المرة , حبة القمح المتخمة بالإباء التي آثرت التزاوج مع تراب قامشلو رغم يقينها أنها طريدة الغربان الحائمة فوق أحلام السوريين ومحط أنظار الخفافيش التي تعشق السواد وتسكن العتمة.
هو مشعل الذي خرج من الزنزانة الى خارج أبى أن يسميه بالحيز الحر مع وجود نظام يعيث ظلماً و فساداً .فقال علانية: إبصقوا في وجه جلاديكم, المستقبل لكم. آمن بمستقبل خال من نظام العصابات فقتل على أيدي عصابات النظام.
 قفل صديقي الخط أو قفلته. إتصلت بالشهيد متسللاً خارج  قانون الأزرار والأرقام, وقلت: 
نم ياصديقاً سمعني مرات وسمعته عشرات المرات ولكنني لم أحظ بلقاءه يوماً , نم قرير العين فأنت  المشعل الذي إختار النهار والضياء وطناً نهائياً لكل السوريين. نم يا فارساً تلكأ حديثاً من صهوة حصانٍ نعاهدك أننا لن نتركه وحيدا و لن يخفت صهيله ما حيينا.
توقفت عن الكلام لكن مقلتاي مضتا رغماً عن الداخل والخارج.

9-10-2011

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.