القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 512 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: عادت حليمة لمدرستها القديمة

 
السبت 16 نيسان 2011


المحامي: مصطفى ابراهيم

يبدو أن الدكتور أحمد الحاج علي أبرز منظري حزب البعث والناطق الرسمي بأسم النظام السوري قد قرأ الرسالة التي تلقتها رئيسة تحرير جريدة تشرين السيدة سميرة مسالمة من مركز القرار عقاباً على بعض تصريحاتها الخجولة حول الأحداث الدموية في درعا والحراك الجماهيري العفوي العالي النبرة المطالب بالحرية والكرامة غير المألوف والمسموح به طيلة أربع عقود ونيف قراءة هادئة ومعمقة فاستوعب منها الدروس والعبر والمسار الذي يجب عليه أن يسلكه للحفاظ على مواقعه ومنافعه وربما حياته لذا شاهدناه في إطلالته الأخيرة على قناة العربية رابط الجأش صريحاً واضحاً في طرحه وتحليله للأحداث


 مردداً أنغام الأسطوانة المشروخة بأن القضية قد توضحت وسقط القناع عن وجوه المتظاهرين على ساحة الوطن بجميع مكوناته القومية والدينية والمذهبية فما هم إلا دمى وجواسيس وعملاء ينفذون مؤامرة دولية كبيرة خططتها الولايات المتحدة الأميركية بالتنسيق مع اسرائيل وبعض دول الجوار للنيل من سوريا ونظامها الصامد كالطور الشامخ أمام المخططات الأمبريالية والحاضن لقوى المقاومة والتحرير وأن الجهات المختصة على وشك الكشف عن أبعاد وأطراف تلك المؤامرة أمام الرأي العام السوري والأقليمي والدولي فيما ظهر بداية الأحداث بمدينة درعا على بعض الفضائيات مرتبكاً متلعثماً يختار كلماته بصعوبة يدور ويوارب حول  الأسئلة الموجهة إليه من مقدمي البرامج يحاول بصعوبة أن يمسك العصا من الوسط فيضطر أحيانأ الاقرار بمشروعية مطاليب المتظاهرين ووصف القتلى بالشهداء مبرراً في ذات الوقت ممارسات قوى الأمن الوحشية الناجم عن الفوضى والتوتر النفسي لعناصره وبمعنى أدق فإنه كان يتناوب بالضرب على النعل والمسمار وسياسة العصى والجزرة إرضاءً لطرفي الصراع .

بيد أن الضريبة التي دفعتها السيدة مسالمة لتصريحاتها الخجولة وبيان وزارة الداخلية الأخيرة بعدم تساهلها وتهاونها مع المتظاهرين الذين يهددون أمن وسلامة الوطن والمواطن قد أعاد الدكتور الى رشده وأيقظه من الأحلام والخيالات التي راودته في بداية الأحداث بأن لا مكان للوسطية والحيادية بين النظام المقاوم الممانع وبين أعداءه من الخونة المارقين الذين ينفذون مخططات الأمبريالية والصهيونية وأن التغريد خارج سرب الأجهزة الأمنية وسمفونياته المعروفة حتى بموال خجول هي خطوط حمراء لذا عاد صاحبنا الى السرب يغرد ويغني نفس الأغاني لحناً ونغماً ومفردات فهذه هي طبيعة ومسار ومسيرة الأنظمة الأستبدادية تعاقب عناصرها بأشد مما تعاقب خصومها ومعارضيها لأنها ترفض رفضاً مطلقاً أن يظهر على المسرح شاهد من أهل البيت يكشف عن عوراته ويسقط الأقنعة عن المجرمين والقتلة أو ينشر غسيلهم القذر على الحبال والمشاجب والأشارة الى الفاسدين واللصوص والناهين للمال العام البالغة مئات المليارات من القطع الأجنبي وتداعياتها الكارثية التي دفعت نسبة مخيفة من أبناء الشعب السوري الى هاوية الفقر وشفير المجاعة خدمة لهدف (أسمى) هو بقاء القائد الرمز شامخاً بهامته الى الأبد منتشياً بنصره المبين على أبناء شعبه الذي يرى البعض من جوقة مجلس الشعب بأن سوريا باتت ضيقة على مقاسه لا تتناسب ومنجزاته وإنتصاراته فعليه أن يحكم العالم بقاراته الخمسة .
وبحسب إعتقادي المتواضع بأن السيد خالد عبود وهو أيضاً أحد عناصر الأوركسترا في جوقة مجلس الشعب كان صادقاً مع نفسه ومبادئه وأيدلوجيته منذ البداية اكثر مما كان عليه الدكتور حينما قال (بأن سوريا بلدنا ونحن أحرار فيها) بالنهج والتخطيط والممارسة قتلاً وسلباً ونهباً وكماً للأفواه وكبتاً للحريات ) التي تتطابق  مع مقولة المصري الصعيدي (دي مراتي وأنا حر بيها).فتلك هي المأساة والكارثة أن ينحدر الخطاب السياسي والثقافي الى هذا الدرك من الانحطاط الأخلاقي والانساني الذي يدخل في خانة الجريمة ضد الانسانية بامتياز وإغتيالاً مع سبق الاصرار للموروث الثقافي والحضاري للشعب السوري الذي سنتقم عاجلاً أو آجلاً من كل الجلادين والقتلة والمنافقين والمتملقين بعقاب قاسي وشديد فالتاريخ لا يرحم والأيتام والآرامل لن يغفروا ولن يسامحوا مصاصي دماء آبائهم وأزواجهم وسيعرف الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
16-4-2011 
  سياسي كوردي سوري


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.8
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات