القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 265 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

لن يتحقق حل من دون اعتبار لإرادة الكردي

 
الأحد 28 حزيران 2009


نحن أيضاً نعلم بأن كردستان ليست مستعمرة تقليدية ، حتى إننا شخَّصنا بأنها في وضع أسوأ بكثير من المستعمرات التقليدية. ، فإن لم تستطعوا التحليل لن تستطيعوا التوصل إلى جواب لقضاياكم أيضاً ، لقد تم سلب كل شيء من يد الأكراد ، حتى أن أغلب الأكراد غير مدركين لذلك ، ولا يعلمون كيف يعيشون ، وما الذي فقدوه ! وإنْ لم تكن تدرك ما الذي فقدته فلن تعلم عن ماذا ستبحث . للإنسان طبيعته المجتمعية ، وعليهم أن يحلوا أنفسهم على الصعيد المادي ، إنهم عاجزون حتى عن القيام بذلك ، فحتى كفرد ؛ إن لم تستطع تحليل ذاتك ، ولم تستطع تعريف هويتك الكردية ، فإنك ستعجز عن معرفة شخصيتك أيضاً.


لهذا السبب أقول للنساء دائماً ؛ هل تعرفن كيف تعشن ، ومن أنتن حتى يمكنكن كيف تعشن العشق والحب ؟ فأنا منذ القديم وقفت بعيداً عن ظاهرة الطفولة والمرأة ، ولم أكتب الشعر من أجل المرأة كما فعل ناظم حكمت ، وللحقيقة فإنني أقيمهما عالياً بشكل مذهل ، وفعلت الكثير من أجلهن ، ولكن أيضاً يجب رؤية حقيقة أن المرأة لم تصبح امرأة حرة بمستواها الراهن . وأقولها من أجل الرجال الأكراد أيضاً ، إذا كانت لديهم ذرة من الناموس والكرامة عليهم أن يسألوا أولاً سؤال "لماذا نحن في هذه الحال؟" فليدركوا هذا الأمر ويبحثوا عنه . وأنا أقول كل ذلك لهذا السبب ، فإن فهمتم هذا ، فستدخلون في بذل جهود ونضال مذهل من أجل حل هذا الأمر . لقد تركت أمي في الثامنة من عمري ، وتركت أسرتي ، ولم أتقرب من المرأة والأطفال وما شابه ذلك ، ولم أعد إليهم مرة أخرى لما يتجاوز الخمسين عاماً ، فأنا هكذا لأنني أدركت هذا الأمر بعض الشيء . فقد وجدت أنه ليس للأكراد طبيعتهم المجتمعية المادية ، ولأنني سألت عن سبب ذلك ، ولأنني فهمت هذا الأمر بعض الشيء فإنني مختلف عنكم ، ولكن هل تعلمون أن تطور الأكراد وحتى الوعي بالكردايتية يمر عبر تحقيق ذاتكم كأفراد ، والسبيل إلى ذلك يمر عبر إيجاد الحل لوجودكم المادي وطبيعتكم المجتمعية ؟ . ليس للأكراد أية حياة ، ولا ميادين لهم في الحياة ، هذا ما يجب رؤيته . فإن لم تكوِّنوا هذا لن تستطيعوا حل ذاتكم ولا الحياة ، ولا الأسرة ، ولا الطفل ولا أي شيء آخر، وكل من لديه ضمير عليه أن ينظر إلى الأمور من هذا الجانب ، هذه هي حقيقة الأمر .
بعض علماء الاجتماع لا يستطيع التخلص من المواقف الوضعية ، ويتناول الأمر من وجهة نظر الدولة-القومية التقليدية ، فهم لا يرون أن الدولة-القومية في حقيقتها ليست سوى خداع . وفي الأصل ، الشيء الذي يسمونه بالدولة القومية لا يعني حرية الأمم أيضاً ، ولكن الرأسمالية تستخدمها من أجل إعاشة نفسها ، و Hobsbawn يناقش ذلك بدرجة معينة ولكنه يبقى عاجزاً ، ولا يستطيع تحليل كيف تعتاش الرأسمالية بهذا الشكل . هذا الأمر موجود لدى ماركس أيضاً ، فلأنه لم يستطع تحليل الرأسمالية بشكل كاف هانحن نرى تجربة الاشتراكية المشيدة على مدى مائة وخمسين سنة أمام أنظارنا ، فهي لم تستطع التخلص من خدمة الرأسمالية ، لماذا الرأسمالية ناجحة إلى هذه الدرجة ؟ لأنهم أي ماركس ولينين والصين كلهم لم يستطيعوا التنصل من الوضعية ومفهوم الدولة-القومية التقليدي ووقعوا في الأخطاء . فها هو وضع الصين في الميدان ، فهي تُعتبر أكبر داعم للرأسمالية في يومنا . "واللرشتاين" أيضاً يقول ، ولكن الشيء الذي يتردد في قوله هو : "نحن نشأنا في مشتل الرأسمالية ، وكلنا وصلنا إلى ما نحن فيه بدعم الرأسمالية" . ولهذا لا يستطيعون نقد الرأسمالية . وفي الحقيقة أنا حاولت حل هذا في نقاشات الحداثة . كل هؤلاء السوسيولوجيون لم يفهموا كيف عاشت الرأسمالية على الاستغلال والنهب ، قائلة لكل قومية "لك حقوقك" ، لتُجزِّئها وتُمزقها إلى دويلات حتى وصلنا إلى يومنا هذا . إن هذا الأمر موضوع مهم للنقاش ، نحن استطعنا تجاوز كل هذه الأمور بعض الشيء ، فأنا لا أرى الدولة-القومية حلاً ، وحاولت طرح الحدث للميدان ضمن إطار الحريات الديموقراطية المجتمعية ، وكوّنت مرافعاتي على هذا الأساس ، وحللت هذا الموضوع ولم يبق عالم سوسيولوجي إلا وحللته وتجاوزته ، فأنا صاحب فكر في هذا الموضوع ، فأنا هنا أتولى مهام علماء الاجتماع أيضاً .
إنني سأتقدم للأكراد باقتراحاتي للحل مع شهر آب ، وأعتقد أن التوقعات في هذا الاتجاه أيضاً ، في الحقيقة كنت قد شرحت وناقشت الأسس النظرية للأمر في مرافعاتي الأخيرة ، وبات طرح الاقتراحات العملية أمراً سهلاً لأبعد الحدود بالنسبة لي ، ولكنني أود معرفة ورؤية أراء الجميع بهذا الصدد وكيفية تفكيرهم ومواقفهم ، سأناقش كل هذا مكثفاً في شهر تموز ، فأنا سأقوم بوضع خريطة طريق  وسأقول للأكراد ؛ هذا ما أستطيع القيام به من أجلكم ، وعليكم أن تناقشوه وتفهموه بتعمق  هاهم عقدوا مؤتمر مجتمعهم الديموقراطي  هذه الأنشطة غير ممكنة بالاجتماع ليوم أو يومين ، بل يجب العمل بشكل مستمر ومنظم ، وليأتي إلى دياربكر أصحاب الآراء المختلفة والمثقفون ليتناقشوا حول القضية الكردية ولتتواجه الأفكار المختلفة إذا تطلب الأمر ، وأقترح أن يكوِّنوا نتيجة متوافق عليها ، فلو كنت أنا لناقشت موضوع الإبادة الثقافية ، فلو تم التدقيق في المادة المتعلقة بها في مواثيق الأمم المتحدة لانكشف بجلاء أن الأكراد تعرّضوا لإبادة ثقافية ثقيلة جداً . حتى هذه لا يتم نقاشها بشكل كافي .
لقد شرحت في مرافعاتي ، هناك تطبيق لأربع إبادات أساسية على الأكراد ، ففي الحقيقة انضم الأكراد إلى الكفاح التحرري خلال مرحلة التحرر الوطني في أعوام 1920-1925 ، وأخذوا مكانهم فيها ، لقد ارتكب مصطفى كمال أموراً سلبية ضد الأكراد بسبب التمردات ، ولكنه ليس معادياً للأكراد كما يُعتقد ، فأنا قمت بتحليل مصطفى كمال بشكل جيد جداً ، عليهم مناقشة الكمالية بشكل صحيح ، فلم يكن موقفه من الأكراد على هذا النحو في مطلع العشرينيات ، وكان للأكراد مكان ودور في دستور 1921 ، ولهذا عليهم نقاش هذا الدستور جيداً . بعد عام 1925 تذرعوا بالتمردات الكردية المعروفة وأمور أخرى ليطبقوا الإبادة الثقافية على الأكراد . الأرمن يسمونها بـ"الكارثة الكبرى" . فقد تعرّض الأرمن للإبادة الجسدية ، وتشتتوا في كافة أنحاء العالم ، وأصبحوا أغنياء حيثما ذهبوا ولديهم حياتهم ، ونفي الروم أمام الأنظار ، فقد تم نفيهم إلى اليونان ، ولديهم أيضاً حياتهم ومن يتحدث باسمهم . والسريان تشتتوا في أوروبا ولديهم حياتهم بهذا الشكل أو ذاك . فماذا لدى الأكراد ؟ هم عاشوا كل هذه الكوارث ، ولكن الأكراد عاشوا أسوأ أشكال الإبادة وهي الإبادة الثقافية . والآن أيضاً لا زالوا يعيشون أكبر كارثة أصلاً وهي الإبادة الثقافية ، وهم لا يرون هذا ، ولهذا أطالب بالنقاش ، إقتراحي لمؤتمر المجتمع الديموقراطي هو : أن يناقشوا ما تم معايشته بعد عام 1924 ، في عام 1924 و1925 و 1926 وما بعدها ، كل سنة بسنتها حتى يومنا ، عندما أقول الإبادات ، والإبادة الثقافية ، فأنا لا أقصد بأن الأتراك سفاحون ، كما ليس لدي معاداة أو عداء نحوهم ، وفي الحقيقة نعيش بشكل متداخل وأشعر بالصداقة نحوهم ، وأطالب بالعيش المشترك بين الأكراد والأتراك نظراً لمحبتي لهم ، والموقف المعكوس لا يليق بشخصيتي الإنسانية والديموقراطية . وأقول للدولة لا داعي لخوفهم ، فنحن نعيش معاً على مدى مئات السنين ، وقد كوّننا مجتمعاً ديموقراطياً ونستطيع إبراز الإرادة لوضع دستور ديموقراطي . إن وضع الأتراك أسوأ من وضع الأكراد ولكنهم لا يعرفون حتى من الذي وضعهم في هذه الحال . وفي الحقيقة فإن خمسة وتسعين بالمائة من الأتراك لا يفهمون ما يجري حولهم . ربما نسبة من يعرفون لا تتجاوز عشرة بالمائة كحد أقصى ، وهؤلاء العشرة بالمائة هم المسؤولون عما يجري . يقولون أن كل هذه المبالغ ، التريليونات قد ضاعت في لحظة واحدة ، الإقتصاد سيء جداً . لقد تُرك ثمانين بالمائة من المجتمع بدون عمل ، إنها كارثة .
أوجه النداء إلى السيد أردوغان مرة أخرى ؛ إذا كنتم تتحدثون عن الكمالية ، فقد كان لمصطفى كمال تجربتان في الديموقراطية ، لنكشف عنها ، ولنكشف عن دستور 1921 . حيث لم يستطع مصطفى كمال النجاح في كلتا تجربتيه الديموقراطيتين ، لقد خنقوه ، ولا يريد أحد الكشف عن هذا لأنه لا يناسب أهواءهم ، فمصطفى كمال كان يميل إلى منح كل الأكراد في دستور 1921 حقوقاً وحكماً ذاتياً واسعاً . ولكن حدثت التمردات والمؤامرات في تلك المرحلة ، والذين اعتمد عليهم مصطفى كمال وأخذوا مكانهم في حرب التحرير من أكراد وإسلاميين وشيوعيين تعرضوا للتصفية . الأكراد بالتمردات المعلومة ، أما مصطفى صبحي (رئيس الحزب الشيوعي) ورفاقه فقد تمت تصفيتهم رغم أن لينين كان قد هيأ مصطفى كمال ، كما تمت تصفية الإسلاميين بالأساليب المعروفة . ولكن من الواضح أن التحرر ماكان ليتحقق لو لم تنضم هذه الشرائح . الأهم من التمردات هو قيام كوادر الاتحاد والترقي بحبس مصطفى كمال ومحاصرته حتى الممات ، هذا ما يجب معرفته جيداً . عندما كان مصطفى كمال على فراش الموت ، طلب منح بعض الأشياء لأولاد إينونو(عصمت إينونو، رئيس تركيا بعد مصطفى كمال) ، ولكن لماذا لم ينادي إينونو وهو على فراش الموت ؟ فلو كانت علاقتهما جيدة لماذا لا يطلبه ؟ ألا يطلب الإنسان مناداة أصدقائه وهو على فراش الموت ، ألا يوَّدعهم ؟ مما يعني أنه كانت بينهما تناقضات قاتلة . في الحقيقة كانت زمرة عسكرية ومدنية صغيرة من تركيا تحاصر مصطفى كمال ، نحن نسمي هذه الزمرة بـ"أرغنكون" ، وأرغنكون يبرز من بين هؤلاء ، وفي الحقيقة تاريخ أرغنكون أقدم من ذلك ، أنه يصل إلى المنتمين إلى الاتحاد والترقي . فهؤلاء الرجال نهبوا كل شيء وكل المجتمع في سبيل منافعهم الذاتية ، وهم الذين آلوا بكل المجتمع والأتراك إلى هذه الحال ، وهم ليسوا أتراكاً في الحقيقة ، حيث يجب علينا تعريف ومعرفة ما نسميه بالتركياتية أيضاً ، فهناك خمسين نوعاً ، بل خمسمائة نوع من التركياتية . هؤلاء الرجال منذ الاتحاد والترقي لا يعتمدون على المجتمع لإعاشة أنفسهم ، بل يقومون بتطوير كل أشكال العلاقات مع انكلترا والولايات المتحدة في الخارج . وهم ليسوا مستقلين كما يُعتقد ، هكذا مضوا حتى الآن ، ولكن من الآن فصاعداً لن يستطيعوا المضي هكذا ، كما ترى انكلترا والولايات المتحدة . وأصلاً الانكليز هم السبب أكثر من الأتراك فيما يعانيه الأكراد اليوم ، فالانكليز ضحوا بالأكراد في سبيل جيوسياسية الشرق الأوسط ، هم يعرفون هذا بشكل جيد جداً ، ولكنهم لا يريدون للأكراد أن يعرفوا . وأنا أيضاً ناقشت ذلك لفترة طويلة ، وتصرفت بمنتهى الحذر عندما فهمته وناقشته مع المجتمع ، لأنهم يعرفون بأن ذلك سيوَّلد غضباً كبيراً وانفجاراً إذا أدرك المجتمع هذا الأمر ، ولهذا يريد كل هؤلاء لعب أدوارهم دون أن يفهمهم أحد ، والحقيقة هي أن الولايات المتحدة سحبت دعمها من أرغنكون ، وهم يكبحون JITEM(استخبارات الجندارما) لتحديده أيضاً ، فإن استطاعوا القضاء على أرغنكون سيصلون إلى الحل ، وفي حال العكس فسيتأسس بدلاً منه JITEM جديد ، أو قوة تدخل سريع ، وسيتوضح هذا الأمر خلال عدة شهور ، وعندها سنفهم من الذي سيتولى قيادتها .
أرغنكون الذي يُحاكم اليوم هي الشريحة العلمانية منه ، وأرغنكون العسكري ، وما سيتطور بعد الآن هو أرغنكون المدني ، ويمكن أن يضم شرائح كثيرة من أوساط عديدة جداً ، وهذا هو أخطرها ، فممارسات حزب الله(تركيا)"حزب الكونترا" الوحشية أمام الأنظار ، هذا هو أرغنكون الآرابيسك ، إن هؤلاء أكثر خطورة ، فالجيش لديهم نظام وانضباط على الأقل ، وهذا ليس موجود لدى هؤلاء ، إنهم خطيرون جداً . فإذا تمعنّا في التوقيت لدى حملة اعتقال خمسمائة شخص من DTP(حزب المجتمع الديموقراطي) ، فهي تأتي متزامنة مع اليوم الذي يخطب فيه باشبوغ(رئيس هيئة الأركان) ، فعندما كان يتحدث وردت في حديثه عدة تأكيدات إنسانية هامة ، فكان يتحدث عن تقليص الحرب ، وفي نفس اللحظة وربما من دون علمه كانوا يقومون بعملياتهم ضد DTP في مواجهة خطابه ، ولا زالت العمليات مستمرة ، لقد اعتقلوا خمسمائة شخصاً ، وبهذا الأمر يقولون "لن تستطيع حل القضية الكردية بمفردك" ، وحتى ربما لم يكن للجيش علم بالعمليات الموجهة ضد DTP ، فقد قاموا بذلك من داخل الأمن العام . في الإعلام يتحدثون عن "غولان"(فتح الله غولان) ولكن قوته لوحده لا تكفي لهذا الأمر ، ولا داعي لتضخيمه إلى هذه الدرجة ، ففي النتيجة هو إمام لقرية من أرضروم .
إذا كانوا يريدون الوحدة فالوحدة ، وإذا كانوا يريدون التكامل فالتكامل ، فنحن مستعدون لها ، حيث يمكن تكوين المجتمع الديموقراطي لتحقيق هذا الأمر . من هنا أوجه ندائي إلى السيد رئيس الجمهورية ؛ رأسمال قيصري (محافظة في وسط الأناضول ينتمي غول إليها) في واقعه لا يدخل ضمن رأسمل الرأسمالية كثيراً . السيد غول يمثل رأسمال قيصري بعض الشيء ، وأنا من هنا انادي السيد غول ، نحن لا نعترض على وجودكم ، كما لا نعادي غناكم ، عش غناكم هذا ، ولكن افتحوا مجالاً للمجتمع الديموقراطي ، واعترفوا بمساحة لحياتنا الديموقراطية . فنحن لا نعترض على حياتكم الغنية ، ولكن عليكم أيضاً إبداء الاحترام نحو حياة المجتمع الديموقراطي . كما أنادي السيد أردوغان : ياسيد أردوغان ؛ يمكن أن تكون تاجراً من منطقة البحر الأسود ، ونحن لا نتدخل في تاجريتكم ، فربما تجيدون التجارة ، ولكن هذه الأمور لا تسير بمُكر البحر الأسود ، وإذا لم تعطَ فرصة للمجتمع الديموقراطي والإرادة الديموقراطية للمجتمع ، فإنكم لن تستطيعوا حل هذه القضية بالحقوق الفردية ، وبصنع الكردي التابع لكم .
إنهم يحاولون صنع أكراد مزيَفين ، وقد كوًنوا حماة القرى من قبل ، وسيقولون الحقوق الفردية ، ولن يعترفوا بحقوق الأكراد مرة أخرى . يستحيل قبول مثل هذا الأمر ، إنهم يفحصوننا ؛ ويفكرون في : هل لازال الأكرادُ ، نفس الكرديَ القديم ؟ وهل نستطيع خداعهم ؟ . فإن استطاعوا القيام بذلك ، سيتظاهرون بأنهم يمنحون حقاً أو حقين ، ثم يفعلون ما يريدون ، ويعتقدون أنهم قادرون على القيام بذلك بالتحادث مع الولايات المتحدة وانكلترا وقوى أخرى . بينما الأكراد ليسوا الكردي القديم ، ولا أظن أنهم سينخدعون بحق أو حقين صُورِيين . ياسيد رئيس الوزراء ؛ إذا كنتم تريدون حل هذه القضية ، فإن هذا لن يكون بالقوى الخارجية وما شابهها ، وأنا أقول : لنعش معاً إذا كان هذا مطلوباً ، وإذا كان المراد وحدة المصير فليكن ، ولكن يجب تلبية متطلباتها ، فلن يتحقق حل بدون اعتبار لإرادة الكردي .
قرأت في إحدى كتابات إيلتر توركمان(سفير قديم ومستشار حكومة) القديمة ، كانت في جريدة صادرة قبل أربعين يوماً حيث يقول : "لن نعترف بأية إرادة كردية ، فإذا كان لابد من إلقاء خطوة على صعيد القضية الكردية ، فسيكون ذلك من طرف واحد وبإرادتنا" . فماذا يقصد بذلك ؟ نحن لا نعترف بأية إرادة كردية ولو صغيرة ، ويريدون أن يقولوا للأكراد ؛ نحن لا نعترف بأي مخاطب منكم ولا بإرادتكم ، إن هذه قلة إحترام ، وتحقير ! يفرضون على الأكراد مفهوم "الحُرمة" ، والأكراد لن يقبلوا بذلك . ياسيد أردوغان : أنا أيضاً لا أقبل به . نحن لسنا أطفالاً ، لم تعودوا قادرين على خداعنا بهذا الشكل . لقد جرّبوا صنع الكردي التابع لهم بالكردايتية المزيفة وتنظيم حماة القرى ، ولكن لن يستطيعوا حل القضية بذلك ، بل تتحول القضية بذلك إلى مأزق . إنهم يعتمدون في ذلك على الآغوات والعشائر ، فبهذه الذهنية ستحدث مئات الأحداث من قبيل Zangirte (القرية التي حدثت فيها مجزرة مؤخراً)، ولم يعد الأكراد يرضون بذلك ، لا في الجبال ولا في أي مكان آخر ، فإن جعلوهم بدون مخاطب سياسياً ، فهاهي الاجتماعات تعقد في دياربكر وتبرز الإرادة هناك ، وهم أيضاً لن يرضوا .
في الآونة الأخيرة بشكل خاص يقتطعون كل الأخبار  المتعلقة بالأكراد من الصحف والمجلات قبل إعطائي إياها ، فلا يريدونني أن أعلم شيئاً ، ولكن قوة المعاني لدي عالية ، أحياناً أستطيع استنباط النتائج من جملة واحدة ، فلو أقرأها يكون أفضل ولكن هذا غير متاح وهذا لا يعني أنني فقدت قوة المعنى ، فأنا أدرك وأفهم المقصود بالمنع ، وهو إذا كان سيحدث حل ، فيجب أن تتوفر الإمكانيات لدي لتفسير كل هذه الأمور .
ياسيد غول ، وياسيد أردوغان ، وياسيد باشبوغ : أنت تقول للفرد "إنك موجود" كفرد ، ولكن ليس لديك مجتمع ! . هل هذا ممكن ؟ الأفراد الذين ليس لديهم مجتمع محكوم عليهم بالفناء ، فلكل فرد مجتمعه ، فالفرد يستحيل أن يحيا بمفرده مستقلاً حتى ليوم واحد من دون مجتمع ، فلن يستطيع البقاء ولو لأربع وعشرين ساعة . الفرد من دون مجتمعه لن يتجاوز أن يكون قرداً ، بل هو قرد . الفرد له مجتمعه ، ويفنى الفرد الذي ليس له مجتمع ، بل هو محكوم بالفناء . إنهم يرغموننا على هذا . الفرد موجود أولاً ، ثم لديه مجتمعه ويتوحد الفرد مع مجتمعه ليبقى . تركيا تستقوى بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وانكلترا ، وتحاول ربط البعض بذاتها من أجل منح أقل الحقوق ، وخداع الأكراد وحل القضية من دون مخاطب . فإذا كانوا يظنون أنهم سيربطون زعماء الأكراد بأنفسهم ويحلون القضية الكردية بذلك ، فهم يخدعو أنفسهم . فمخاطبو الأكراد باتوا معروفين ، والسياسة من عمل التفاوض . هناك قول لـ"كارل سميث" يعجبني : "القضايا تحل بالمفاوضات ، وإذا لم تكن هناك مفاوضات سياسية ، فهناك حرب" . هذا يعني إما أن يجري تفاوض سياسي لحل القضية وإما أن تكون القضية سبباً للحرب . ولهذا أوجه ندائي للسيد أردوغان مرة أخرى : لا تخافوا من التفاوض مع الأكراد ، وعليك أن تجعل الأكراد مخاطباً ، وأنا لا أقول ذلك للدولة عموماً وللحكومة خاصة فقط ، بل أقولها لكل شرائح المجتمع ، وأعتقد أن الجميع ينتظر مخططي للحل ، فمن الضروري أن يناقش الجميع بشكل مذهل أمر "كيف نحل القضية الكردية" خلال الشهور الثلاث القادمة ، وأنا ساقيم الأمور حسب ذلك ، وكنت قد طرحت الأسس السياسية في مرافعاتي ، وسأضع إقتراحاتي العملية بشأن الحل . فقد تبدأ المفاوضات في المستقبل .
الآن أردوغان محافظ معتدل ناطق باسم الإسلاميين ، وهو رئيس الوزراء . وهناك ناطق باسم الليبراليين هو أحمد آلتان وياسمين جونكار(رئيس تحرير ومحررة في جريدة الطرف) ورفاقهما ، محيط "الطرف" (جريدة) هم الناطق عن الليبراليين ، وأنا الناطق باسم الأكراد . قرأت مقالة قديمة جداً لـ أحمد آلتان ، يقول فيها فليفعل كذا ... وكذا . يمكن أن يقال له ولياسمين جونكار : إنهما لم يفهماني مطلقاً . إن رئيس الوزراء يلقي بعض الخطوات في القضية الكردية لأنه مرغم على ذلك . فهم لا يفعلون ذلك لأنهم يعرفون القضية الكردية حقاً . إن القضية الكردية هي قضية جادة لوجود هذا المجتمع . فالمشاكل التي يشهدها الأتراك اجتماعياً ، حيث تُرتكب الجرائم كل يوم ، والظاهرة التي تُسمى بالجنون الاجتماعي ، كلها باتت مشكلة اجتماعية بالنسبة للأتراك ، وهي في نفس الوقت قضية ضمير ، فالقضية الكردية هي قضية ضمير ، لايمكن تحمل عبئها ضميرياً ، فالقضية الكردية ستتحول إلى مسألة ضميرية بالنسبة للأتراك ، وعندها سأقول للسيد أردوغان : إن هذه ليست قضية وجود للأكراد فقط ، بل هي قضية وجود للأتراك أيضاً .
أمامنا ثلاثة أشهر مصيرية حرِجة ، فبعد الآن لا يحتمل الانتظار لا لشهر ولا حتى ليوم واحد ، وفي المخطط الذي أقترحه للحل لا يتم تعريف حق الأكراد فقط ، بل حق الأتراك أيضاً في إبراز إرادة ديموقراطية . بل حتى أن اقتراحي يتجاوز في ديموقراطيته أمثلة كل من انكلترا وأسبانيا . فليس مهماً أن يحيا الفرد في أي مكان ، بل يجب إبراز إرادة دستورية ديموقراطية بالمعنى المجتمعي . ولكن إذا تم تناول الأمر للإلهاء والتصفية ، فلن أكون مسؤولاً عما سيحدث بعد ذلك . فإذا كانوا لا زالوا يفرضون اللاحل رغم كل ما طرحناه من أجل الحل ، فذلك يعني أننا أمام إبادة ثقافية . أنا قلت أربع إبادات ، الإبادة الثقافية والإبادة المجتمعية ، والإبادة السياسية ، والإبادة الاقتصادية . وهم سيدافعون عن أنفسهم في مواجهة ذلك . أما إذا أصرت الدولة قائلة "لابد أن أسحقكم وأقضي عليكم ، وسأجعلكم مثل الطالبان والتاميل" ، فلن أقول شيئاً . ولكن جبال كردستان غير مناسبة كثيراً لذلك ، والأكراد سيضطرون للدفاع عن حياتهم الذاتية وحريتهم . والكفاح الذي يخوضونه سيصبح بعد ذلك دفاعاً عن الذات وكفاحاً من أجل الحرية . وأنا سأنسحب بعدها ، والذي أتوا بي إلى هنا ربما يقتلونني ، وربما أموت تلقائياً ، ولن يبقى شيء أستطيع القيام به هنا من أجلهم ، لن يبقى أي شيء أستطيع القيام به من أجلهم . وهم الذين سيقررون كيفية الحل والكفاح الذي سيعملون به . وأقول بضرورة تناول هذه المرحلة بمنتهى المسؤولية من طرف الجميع ، فنحن نقوم بما يقع على عاتقنا من مسؤوليات على أكمل وجه ، ليس الحكومة فقط ، بل على المعارضة أيضاً تناول نقاش الحل هذا بمسؤولية .  
انعقد مؤتمر المجتمع الديموقراطي في دياربكر ، يجب خوض هذه الأنشطة بمنتهى الجدية ، تسخير الذات للشعب ليس أمراً سهلاً ، فإذا كان يبرز باسم الشعب ويقول شيئاً فلا يمكن التهرب من المسؤولية ، وعلى الجميع أن يتولوا مسؤولياتهم . ويمكن عقد مؤتمر الجمهورية الديموقراطية في استانبول أو أنقرا ، حيث يجب انضمام الجميع إليه من مثقفين وليبراليين ومعارضين ، فمن الأهمية أن يأخذ الجميع مكانه من كل الشرائح ليقول كلمته في هذه الاجتماعات حتى ولو كان معارضاً .
إن ابتداءنا بهذا النضال كان من خلال "الجبهة الشعبية لتحرير تركيا" ، فقد بدأت النضال فعلياً معهم ، بعد استشهاد "ماهر جايان" و "عمر آينا"(قائدان ثوريان للشباب الجامعي) ورفاقهما في قيزيلدره بتاريخ 30 آذار 1972 ، حاولت القيام بما استطعت عليه ، وفي السادس من أيار أخذوا "دنيز"(قائد ثوري جرى إعدامه مع رفيقيه في ذلك اليوم) ورفيقيه من سجن ماماق ، وقمت بما استطعت عليه ضميرياً في مواجهة هذا الأمر ، وأنا ممثل عنهم ، فأنا الذي أخوض نضالهم منذ سبع وثلاثين سنة ، ونحن بدأنا بهذا العمل من هنا على تراث ماهر ودنيز ورفاقهما ، فأنا ليست لدي مشكلة من قبيل المنصب والمقام ، وأنا مضطر فعلاً في هذا الوقت أن أكون ناطقاً باسم الأكراد ، مثلما أنا ناطق فعلي باسم هؤلاء ، أو على الأقل باسم شريحة كبيرة منهم .
هناك ديموقراطيون إسلاميون في تركيا ، وكذلك ديموقراطيون ليبراليون ، ولكن الديموقراطيون المتطرفون هم الذين يخوضون النضال من أجل الحل حتى يصلوا إلى نتيجة ، وعليهم أن يبرزوا هذه الإرادة والتنظيم ، والديموقراطيون المتطرفون يضمون حزب وجبهة التحرير الشعبية الثورية DHKP-C والمجموعات الأخرى من اليسار التركي ،فهناك من يسمون أنفسهم بحزب أو بمبادرة ، ويجب على كل هؤلاء حضور المؤتمر ، فالمعارضة الراهنة لن تتمخض عن شيء ، فكل من "بايكال"(رئيس CHP) و "باخجلي"(رئيس MHP) يساومان على التركمان مع الدولة ويعتقدون أنهم بذلك يقومون بمهمة المعارضة ، فـ "بايكال" لن يتحمل لفترة طويلة المساومة على التركمان في غربي طوروس ، وكذلك  "باخجلي" على تركمان وسط طوروس ، فبهذه السياسة لن يفعلا شيئاً سوى حشر التركمان في وسط الأناضول ، ولن يتمكنا من القيام بهذه المعارضة لمدة طويلة . أنا أتوقع ظهور إرادة دستور ديموقراطي من هذا المؤتمر ، وأنا أسميهم بـ"تحالف الدستور الديموقراطي" أو "تحالف مؤسسي الدستور الديموقراطي" .
بشأن مسألة الألغام أريد أن أقول لإسرائيل ما يلي ؛ أنا لست معادياً لإسرائيل واليهود ، ولكن عليهم أن لا يستقووا بقوى الدولة ليوجدوا لهم مكاناً من خلال شراء الأراضي سراً في حران ، ويمكن أن يكون هناك حيٌ يهوديٌ في أورفا ، فأنا لا أعترض على عيش اليهود في أورفا ، ويمكن أن يكون هناك حيٌ للأرمن أيضاً ، بل يجب أن يكون ، ويجب أن يعبروا عن أنفسهم على أساس ديموقراطي مكشوف على الأغلب ، ولهذا أطالب بالمجتمع الشفاف .
أبعث بتحياتي إلى أبناء شعبنا ، وشعب دياربكر وجرموك بشكل خاص .
    24 حــــــــــزيران 2009 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات