القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

























 

 
 

مقالات: مولد الرسول نيروز للكرد و المسلمين والإنسانية

 
الأحد 08 اذار 2009


بقلم محمد معتز الخزنوي

تحتفل الأمم بالمناسبات، وكل أمة تعطي لنفسها الخصوصية، واعتقد أن الجميع يشتركون في المبادىء، وعندما نريد أن نلقي نظرة على الشعوب التي تحتفل اليوم (بنيروز) وهو اليوم الجديد هذا اليوم الذي للشعب الكردي فيه نصيب، وعندما بحثت فيها كانت النتيجة هو صراع بين الخير والشر صراع بين الحق و الباطل صراع بين الظالم والمظلوم ومهما طال ليالي الظلم، فلا بد لفجر الحق إن ينجلي، ولابد للباطل أن يندحر و إذا كان (كاوا) قد قطع رأس الظلم حينها وان لم يجتث الظلم من جذوره، ولكن يُحترم لعمله البطولي، لأنه وهب نفسه من أجل أن يرفع الظلم عن شعبه


وعندما أشاع نور الإسلام بولادة سيد الكون الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم، و جاء بمنهج الهي أنقذ الإنسان من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد، أخرجهم من جور الحكام إلى عدل القران، وكان الدستور  الإلهي الأول على لسان رسوله  صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم محرما فلا تظالموا)، وقال صلى الله عليه و سلم في الدستور الثاني (اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة و اتقوا الشح فان الشح اهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم و استحلوا محارهم)، ودعا إلى نصرة الظالم و المظلوم بمفهوم أخرى  حينما قال (انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله انصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف انصره، فقال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فان ذلك نصره )، ورفض الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون شاهدا على الظلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال) نحلني أبى نحلاً فقالت أمي عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءه ليشهده على صدقتي فقال: "أكل ولدك نحلت مثله" قال: لا، فقال: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"، وقال: "إني لا أشهد على جور"، قال: فرجع أبي فرد تلك الصدقة ) متفق عليه، وجعل الله بينه و بين المظلومين طريقا  مفتوحا دون رقابة، وحواجز فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث معاذ إلى اليمن فقال له ( اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها و بين الله حجاب)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم  حتى يفطر و الإمام العادل و دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك و لو بعد حين) ولم يكتفي بذلك بل وعد أولئك الذين يقطعون أراضي الناس و يحتلونها سواء كانوا أفرادا  أو حكومات  لأن للشعب حق في أرضه روى البخاري في صحيحه ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضيين)، وأيضا (عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي أن رسول الله قال) من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه، فقد أوجب الله له النار، وحرم عليه الجنة (، فقال رجل: وإن كان شيـئاً يسيراً يا رسول الله؟ فقال وإن قضيباً من أراك )، ونصر المنهج المحمدي الإنسانية و عدم ظلم غير المسلمين من أهل الكتاب حينما يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من أذى ذميا  فأنا خصمه،  ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة )، و ليس فحسب وإذا تكلم منهج رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الإنسانية هذا لا يعني انه ترك المخلوقات الأخر التي  تعيش مع الإنسان في هذا الكون الفسيح لان الإنسان يستفيد من الحيوان من لحوم و صوف و غير ذلك، ولكنه في الوقت نفسه حرم الظلم و الاعتداء عليها لأن الله يقول  في كتابه العزيز ( وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ) إذاً إنهم أمم مثلنا لا يحق لنا ظلمهم، وقد مر رسول الله صلى الله عليه و سلم ببعير لصق ظهره ببطنه  فقال :
( اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة و كلوها صالحة )، وكذلك رأى رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته: فقال صلى الله عليه وسلم أتريد ان تميتها موتتين هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها )، منهجٌ لم يترك حتى الطبيعة التي نعيش فيها فأمرت بعدم الظلم عليها، وذلك من خلال التلوث المائي و الهوائي و النباتي  حيث يقول الله تعالى ( و لا تفسد في الأرض بعد إصلاحها ) نعم دستور الهي محكم متكامل بينها للناس لكي يطبقوها على أرض الواقع، ومن يخالف ذلك و يظلم المخلوقات و يعتدي عليهم سيكون له عقاب شديد يوم القيامة، وندرك ذلك عندما نقرأ كلام الله في كتابه العزيز حينما يقول {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء} وقوله سبحانه { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} وقوله تعالى) سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } وقوله)  إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته )، ثم قرأ) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ }، وقوله تعالى { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }، ولو تأملنا خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع نرى فيها أن الظلم مرفوض وممنوع وحرام في المنهج الإلهي، وفي رسالة خاتم الأنبياء و المرسلين، وذلك حينما قال: ( أيها الناس اسمعوا قولي ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، ........... وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتاب الله وسنة نبيه . أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت ؟)
نعم منهج يثاب الإنسان على فعل الخير، ويضاعف الله له الحسنات  إلى سبعمائة ضعف إلى ما يشاء الله، ويعاقب على فعل الشر والظلم ويكون مصيره جهنم و بئس المصير ويتجلى العدالة الإلهية والمنهج النبوي حينما أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت الحق المبين (لا فرق بين عربي و لا عجمي  و ابيض و لا اسود إلا بالتقوى) إذاً أليس من الإنصاف أن نحتفل بولادة سيد البشرية و نفديه بأرواحنا و أموالنا في سبيل منهجه
أليس من الواجب علينا أن نفرح بولادته لأن منهجه اخرج البشرية من الظلمات إلى النور، وهو الذي فرح بولادته حينما سأله رجل عن صوم يوم الاثنين فقال يوم ولدت فيه
أليس من الوفاء أن نحي ذكر ميلاده و نفتخر بمنهجه و نرفع رؤوسنا عاليا برسالته التي كانت مكان إعجاب من الأعداء قبل الأصدقاء، وصدق (برناردشو) لو كان محمد يعيش الآن بيننا لحل مشكل القرن العشرين، ويتناول كوب من الشاي أو فنجان من القهوة  نعم لو كنا منصفين، وندعي أننا دعاة الحرية لعدنا إلى كتاب الله و منهج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نرفع الظلم عنه و نزيل الغشاوة عن أعينينا، ونجعل الثاني عشر من ربيع الأول نيروز أمتنا لأنه يوم عزة وكرامة للمظلمين، وننفق تلك الأموال على الفقراء والمساكين الذين  يفترشون الأرض و يلتحفون السماء.
almohtaz@hotmail.com

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات