القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 347 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

حوارات: لقاء مع السيد عبد الباقي حسيني رئيس الجالية الكردية السورية في النرويج

 
الخميس 26 شباط 2009


أجرى الحوار: أحمد مصطفى

تقديم : الأستاذ عبد الباقي حسيني من مواليد / القامشلي / سوريا، حائز على الإجازة في الهندسة الزراعية – جامعة دمشق – وماجستير في العلوم الزراعية – جامعة أوسلو-
عضو المجلس البلدي، لبلدية أولنساكر في مقاطعة أكرشهوس، عن حزب العمال النرويجي، لفترة 2007- 2011.
 له العديد من الكتابات والدراسات في السياسة والأدب بللغتين الكردية والعربية، حرر أكثر من مجلة،" كورزك كول" و" زانين" في سوريا، و" الربيع الجديد" في النرويج، له كتاب عن التراث الكردي تحت عنوان " قصص الأمراء"، له عدة مؤلفات قيد الطبع.


أستاذ عبد الباقي، فرصة طيبة أن ألتقي بشخصية كردية سورية وطنية في المملكة النرويجية، بداية حبذا لو تعطينا فكرة عن الجالية الكردية السورية في النرويج محور حديثنا، كيف تأسست؟

الجالية الكردية السورية في النرويج تتكون من عدة فعاليات كردية سورية تقيم على أراضي مملكة النرويج. ومن هذه الفعاليات، فعاليات سياسية وثقافية وإجتماعية.
 فكرة تكوين هذه الجالية أتت نتيجة تزايد قدوم أكراد سوريا الى النرويج. ففي سنة 2006، تكونت فكرة تشكيل جمعية لأكراد سوريا في النرويج، وبعد المؤتمر التحضيري لهذه الجمعية وحضور عدد لابأس به من أفراد الجالية الكردية السورية المقيمة في العاصمة أوسلو وضواحيها. تمخضت النتيجة الى بناء نواة للجالية الكردية السورية في النرويج. بعد ذلك أراد مجموعة كبيرة من أفراد الجالية على توسيع فكرة الجمعية الى " مجلس أكراد سوريا في النرويج" كون أسم جمعية أكراد سوريا لا تفي بالغرض، بالإضافة الى ان البعض أستخدم أسم الجمعية بشكل سلبي.
في بداية 2008 عقد المؤتمر العام للجالية الكردية السورية في النرويج، وحضرها عدد كبير من أفراد الجالية، وتم في المؤتمر توضيح كل الإشكالات السابقة، وأعتمد الحاضرون على ان هذه المؤسسة الجديدة، ستكون حال لسان أكراد سوريا في النرويج. هنا أود ان أوضح للرأي العام، بأن الجالية الكردية السورية في النرويج تضم أغلب الشرائح الكردية هنا، وتغيب عنها في الوقت ذاته بعض الأفراد، وذلك لظروف خاصة بهم، ونحن بدورنا نحترم آراءهم ونقدر ظروفهم. 

أمام التحديات التي يتعرض لها الشعب الكوردي خصوصا والسوري عموما
، ما دور الجالية في إيصال الواقع الحقيقي الصعب الى الحكومة النرويجية .. وما هي الخطوات التي اتخذتموها مؤخرا لنقل معاناة شعبنا الى الدوائر الرسمية في المملكة؟

أكاد أجزم لك بأن جميع أفراد الجالية الكردية السورية مشغولة بالهم السوري العام والهم الكردي الخاص، بالرغم من أننا نعيش على بعد آلاف الأميال عن الوطن الأم. في الحقيقة هناك عدة وسائل لإيصال معانات شعبنا السوري عموما والكردي خصوصا الى المنظمات الأنسانية والمهتمة بحقوق الأنسان في النرويج. وهذه الوسائل تختلف من مقاطعة الى آخرى. نحن هنا في العاصمة أوسلو والضواحي المحيطة بها، لنا فرص أكثر في إيصال صوت الجالية الى المنظمات الأنسانية والدولية الموجودة في العاصمة، وكذلك الإتصال ببعض المسؤولين في الحكومة النرويجية.
في الفترة الأخيرة كانت للجالية لقاء خاص مع وزير خارجية النرويج السيد يوناس غار ستوره، وقد قدمت الجالية رسالة خاصة الى السيد الوزير موضحاً فيها معانات الشعب الكردي في سوريا، والتركيز على المراسيم الحكومية المجحفة بحق شعبنا الكردي في سوريا وخاصة المرسوم 49 المتعلق بشراء وبيع العقارات الحدودية.

هل عمل الجالية مقتصرعلى خدمة الكورد في المملكة ام باقي السوريين أيضا
؟

أخي أحمد، مهما كانت الأفكار والآراء عندنا في سوريا، نبقى نحن الأكراد جزء من الوطن الأم سوريا. بلاشك الهم العام هو همنا، لكن على الجميع ان يعرف ان الأكراد في سوريا لهم خصوصيتهم. ونحن هنا في الجالية الكردية السورية تختصر فعالياتنا على المسائل القومية لشعبنا الكردي في سوريا. ولا مانع أبداً ان نشارك أخواننا السوريين من القومية العربية همومهم أيضاً. لكن كما تعرف ان نسبة الأخوة السوريين من أصل عربي قليل جداً، والعلاقة تكاد لا تذكر. العلاقة بين الجالية الكردية السورية في النرويج والسوريين الآخرين هي علاقات فردية.  

 الجاليات الكوردية في الخارج كبيرة وذات إمكانات لا يستهان بها
. ما السبب في بقاء الوضع المتردي بسوريا دون اي تقدم ملموس؟  بل على العكس لقد شهد العام الماضي وهذا العام الكثير من موجات الإعتقال والخطف والقتل في الساحة الكردية خصوصا والسورية عموما بشكل يدعو للقلق.

الجاليات الكردية السورية في الخارج حديثة العهد على الساحة الأوربية، ودورها في الوقت الحالي بسيط بالمقارنة مع الهالة الإعلامية التي تسوق في صفحات الأنترنيت، وهذه هي الحقيقة. لكن مع هذا كله، هناك مبادرات جيدة من بعض الجماعات التي اندمجت مع المجتمعات التي تعيش بينها، واتقنت لغتها، على إيصال معانات الشعب السوري عموما والشعب الكردي في سوريا خصوصا، الى الحكومات الأوربية. ولكن كما تعلم ياأخي أحمد ان السياسة الأوربية بالرغم من تمسكها بالديموقراطية وحقوق الأنسان،  لا تخلو من النفاق والمصالح الدولية.   

 لقد رأينا ان النظام السوري منذ اعوام لم تنفع معه العزلة التي فرضها المجتمع الدولي
، ولا التهديدات التي كانت أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء ولاية الرئيس بوش الابن وحتى اسرائيل، وبالعكس كلما ازدادت الضغوط على النظام من الخارج إزداد قمع الشعب وحركات المعارضة والنشطاء في الداخل، ما السبب برأيكم؟

كتبت في هذا الإتجاه قبل عدة أعوام مقال في جريدة القدس العربي، تحت عنوان " ضعفاء يسحقون الأضعف منهم"، وهذا هو حال النظام والمعارضة السورية. لكن أريد قول شيئ مهم هنا، ليدرك كل من النظام والمعارضة ان الإعتماد على الخارج، وأخذ صكوك الغفران منه، أو إنتظار بركاته، لهو خاطئ. ان قوة النظام وقوة المعارضة هي من قوة الداخل، والعلاقة السليمة بين كل من هذه القوتين من جهة والشعب من جهة آخرى، هي التي تحدد مصير سوريا.   

 هل ترى أن النظام السوري ينفع معه الحوار السلمي لعملية التغيير الشاملة لبنى الحياة
؟ أم على المعارضة اتخاذ خطوات أكثر جرأة وأكثر جدية، فقد طال الانتظار وكله على حساب الشعب.

مهما تململ النظام، وإبتعد عن هموم الشعب، وحاول ان يتهرب من المستحقات التي تترتب عليه في هذه المرحلة، بالنهاية ستكون إتجاه بوصلة النظام نحو الشعب في الداخل. لان النظام لا يمكن ان يستمر بهذه العنجهية الى الآخر. ولا يمكن تجاهل متطلبات الشعب بهذه الطريقة. ولا يمكن ان يخدر الشعب بالشعارات البالية التي أكل الدهر عليها ومضى، من قبيل ان حزب البعث هو "قائد المجتمع والدولة" ، وان ما يسمى ب" الجبهة الوطنية" هي التي تشكل القوام السياسي للشعب السوري ، الخ...
أما المعارضة الموجودة في الداخل، عليها إتخاذ آليات معينة يمكن التحرك ضمن إطارها، وتستخدم الوسائل الممكنة للوصول الى أهدافها، وكل هذا ضمن التحرك السياسي السلمي، وعدم الإعتماد على بركات الخارج، أي الإكتفاء بالعامل الذاتي الداخلي.    

 سؤال وبصراحة : من وجهة نظركم أستاذ حسيني هل ترى في حل القضية الكوردية بسوريا
، إقامة فدرالية على غرار كردستان العراق أم تعايش سلمي مع باقي اطياف الشعب السوري، مع حصول الكورد على كامل حقوقهم؟ وهل في ظل نظام البعث الراهن ممكن حصول ذلك؟ أي التعايش سيكون بين الأكراد والعرب في المستقبل؟ 

قبل ثلاثة سنوات عقد مؤتمر أكراد سوريا في العاصمة البلجيكية بروكسل، وتمخض عن هذا المؤتمر تشكيل ما يسمى" المجلس الوطني الكردستاني- سوريا" وقد إنتخبت كأحد الأعضاء في هذه المجلس. المجلس وقتها تبنت فكرة الفيدرالية في سوريا وذلك لتأمين الحقوق المشروعة للشعب الكردي في سوريا. بالرغم من أنني لست مع هذا الطرح في الوقت الحالي، لكن هذا أيضاً مطروح في الأجندة الكردية السورية. التعايش مع الأخوة العرب في سوريا لا مفر منه، مع ضمان كامل الحقوق الكردية. من وجهة نظري ان الوضع الكردي في سوريا يختلف تماما عن أوضاع الكورد في الأجزاء الأخرى من كردستان. وعليه ينحصر الحق الكردي في سوريا الآن على الإعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا ومنحه حق الإدارة المحلية مبدئيا، ومن ثم السير بالخطوات اللاحقة من الحكم الذاتي، فالفيدرالية.
الشق الثالث من السؤال، فيما يتعلق بالنظام البعثي وتهربه من حقيقة الوجود الكردي في سوريا، ومحاولة طمس هويته. أقول لهذا النظام، خذوا العبرة من النظام البعثي في العراق، ولا تضعوا الغربال أمام الشمس.
التعايش بين الأكراد والعرب حقيقة ساطعة، والتاريخ السوري القديم والحديث شاهد على ذلك.الوحدة الوطنية لن تكون الا بوجود جميع هذه المكونات على هذه الأرض، وتحقيق العدالة والمساواة بين كافة أطياف هذا البلد.     


الكاتب أحمد مصطفى ورئيس الجالية الكردية السورية في النرويج السيد عبدالباقي حسيني

 إضافة لخدمة الجالية لأبنائها في مساعدتهم على دخول كافة مجالات الحياة في المملكة هل تساعدهم على الاحتفاظ بهويتهم الأم وثقافتهم وفلكلورهم، حبذا لو تشرح كيف؟

الأحتفاظ بالهوية الوطنية والقومية هي من أهم الأهداف التي تسعى لها الجالية، بالإضافة الى التكيف في المجتمع الجديد والإندماج فيه. النرويج كما تعرف ياصديقي بلد يحترم فيه جميع الثقافات الوافدة اليها من العالم، وهي تشجع هذه الثقافات وتدعمها. بالنسبة لنا، لغة الأم " اللغة الكردية" هي أحد الركائز الأساسية التي ندعمها في الجالية، بالرغم من ان الحكومة النرويجية تتيح لأبنائنا التعلم بلغة الأم في المدارس. أما مايخص الفلكلور، فنحن بصدد تشكيل فرقة رقص فنية خاصة بأكراد سوريا قريباً، ولنا علاقة مع بعض الفرق الفلكلورية الكردية الأخرى. كما أننا نحتفل بالمناسبات القومية الكردية كل سنة (عيد النوروز مثلاً)، ونعمل على إحياء المناسبات التاريخية أيضاً. 

 قبل ان أنهي أسئلتي،
أسمح لي أيضا أن أهنئكم على فوز / ابنكم / ماني حسيني على توليه رئاسة منظمة ( آوف ) للشباب عن حزب العمال النرويجي لمقاطعة / أكرشهوس / وهوما زال طالبا في كلية العلوم السياسية، وهذا يدل على النشاط الجيد الذي تبذلونه لدخول الحياة السياسية في المملكة كأسرة وكجالية، هل هذا هو نوع من الإندماج؟

أولاً أشكرك على هذه الشعور الطيب. نعم، طالما نعيش في هذه المملكة فمن واجب الأنسان الإندماج في هذه المجتمع والتفاعل معه في كل أمور الحياة. في السؤال السابق ذكرت لك أننا نحافظ على بعض الخصوصيات المتعلقة بنا نحن الكورد، لكن هذا لا يعني اننا سنعزل أنفسنا عن المحيط الذي نعيشه، بل على العكس يجب التحرك بسرعة والإندماج مع المجتمع والإستفادة منه ومن الإمكانات المتوفرة هنا. إدارة الجالية تنصح رعاياها دائماً للإستفادة من الديموقراطية والمساواة في هذا البلد. الشخص النشيط والقادر يمكن ان يصل الى أعلى المراتب الحكومية في هذه المملكة.

ختاما
، وبعد الشكر على استقبالكم لي، وعلى حُسن الضيافة أيضا وبمناسبة اقتراب أعياد النوروز أقول لكم: كل عام وأنتم بخير،  تمنياتنا بالتوفيق لجهودكم الطيبة .

أوسلو –   25 /2/2009

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.85
تصويتات: 14


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات