القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 367 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الى رقيق شيوعي: الفلاح جاء أولآ أم الملاك؟

 
الأحد 23 تشرين الثاني 2008


ديـــار ســـليمان

يقول الخبر الذي إنتشر قبل أيام أن العلماء قد إكتشفوا أن البيضة جاءت قبل الدجاجة وبذلك تم وضع حد للأحجية المحـيرة، و لكن الخبر يضيف: توجد مشكلة أُخرى و أُحجية جديدة: الديناصور جاء أولآ أم البيضة؟ولمن يود معرفة حل الأحجية الجديدة يرجى الرجوع الى مقال رفيق شيوعي: (البارتي... والتصعيد في الاتجاه الخاطئ)، الذي قد يجيب على الأحجية الأخرى أيضآ: أيهما أكثر تأثيرآ ويدخل في جيب رفيق شيوعي أولآ: شقة المجلس أم سيارة الجبهة؟ 


وكنت أظن أن الأحجية الشيوعية قد سبق حلها هي الأخرى بعد القيام بتفكيك الستارة الحديدية التي كانت تخفي خلفها مستنقع الساحة الحمراء الذي يولغ فيه ديناصور جهنمي شرس، وكنت أظن أن العلماء لا يحتاجون الى دراسة الأعشاش الشيوعية المنتشرة كالجزر النائية هنا و هناك بما تحويه من بيوض متحجرة خلفها ذلك الديناصور لتفكيكها أيضآ بإعتبارها فقدت قدرتها على الإيذاء بهزات إرتدادية، لكنها بقيت وبقيت معها الأحجية: أيهما ألحق ضررآ أكثر بالبيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية: الننظام الديناصوري البائد أم البيض الشيوعي المتحجر الذي يفقس من وقتٍ لآخر فتخرج منه المسوخ الثورية الوراثية مثل بول بوت وكاسترو وكيم إيل سونغ ـ جونغ إيل وتشاوشيسكو وأخيرآ وليس آخرآ ـ ومع حفظ الحقوق التراتبية ـ عائلة بكداش وملحقاتها والذي كان عميدها الخالد لا يستخدم كلمة سوريا إلا مرفقة بالعربية (سوريا العربية)؟
يعتقد الحزب الشيوعي السوري نفسه ـ وأنا أؤكد صحة ما يذهب إليه ـ أنه ومنذ دخوله الى ما يسمى مجلس الشعب يعيش في حفله تنكرية طويلة يرتدي خلالها رداء العمال والفلاحين حتى أنه تقمص الدور وأصبح لا يفارقه حتى خارج المجلس، لكنني أرى خلافآ له أن هذا الرداء قد أصبح عتيقآ و باخت ألوانه وتمزق ولم يعد يناسب المرحلة والدور المرسوم له حتى أصبح صاحبه يظهر عاريآ تمامآ وهو متمسك ببقايا تلك الخرق في الحفلة التي يجري تجديدها كل أربع سنوات.
اليوم يشترك حزب الحمر في لعبة شد الحبل مع الحكومة الحاضنة له وميدانها هذه المرة مرسوم العلاقات الزرعية الصادر في العام 2004 في جمهورية المراسيم التي ينام ويصحو مواطنيها على مرسوم أيٌ منها كالطوفان يكاد يغرق الجميع، واللعبة قد تكون مسـلية من حيث المبدأ لولا أن هذا المرسوم هو الذي أستخدم بدلآ من الحبل الذي لف في وسطه حول عنق المواطن الكوردي، فيقوم الرفاق الشيوعيون بجر طرفهم بإعتبارهم يمثلون الفلاح و يقوم الرفاق البعثيون بجر الطرف الآخر بإعتبارهم يمثلون الملاك بينما من في الوسط يختنق شيئآ فشيئآ.
     أحد الرفاق الشيوعيين الذين يلعبون دور الكومبارس على خشبة الجبهة الوطنية التقدمية مقابل أجر معلوم إضافة الى دوره في حفلات مجلس الشعب، ممن شعر مؤخرآ و متأخرآ بأن البساط قد سحب من تحت قدميه ـ هذا إذا كان هناك بساط أصلآ ـ وذلك من خلال خروج الوطنيين الكورد في  يوم الأرض و العرض المشهود في الثاني من نوفمبر الحالي إحتجاجآ على مرسوم التطهير العرقي 49 و ذلك في محاولة لقطع الحفلة التنكرية على أصحابها في مجلسهم العتيد، فجوبهوا كما أصبح معروفآ بجنجويد النظام الذين حاولوا دون جدوى إشراكهم معهم في طقوس دفن الرؤوس في الرمال، وبدلآ من أن نسمع صوت رفيق يستنكر سلوك هؤلاء الغير حضاري وجدناه يستنكر سلوك أهلنا و يلقي علينا الفذلكات النضالية في مواقفه (الواضحة التي لم تخطر على بال أحد من المرسوم) و يتهم أهلنا بالتحزب و التحرك الإنفرادي بداعي أن المرسوم شأن سوري عام.
نعم المرسوم  في الحقيقة ـ ويجب أن يكون شأنـآ وهمـآ سوريآ عامآ ـ لما يلحقه من ظلم بأكثر من ثلاثة ملايين مواطن سوري هم تعداد القومية الكوردية في البلاد، وعلى العكس مما يتصوره ـ رفيق شيوعي ـ فالأيام لم تنتهي والساحات لم تحتكر بخروج المواطنين الكورد بعديد أحزابهم في اليوم المشهود، وإذا كان صادقآ ـ وهذا مستبعد ـ فليترجم لنا على أرض الواقع وليجعلها مرئية لكل ذي بصر(مواقفه الواضحة التي لم تخطر على بال أحد من المرسوم) والتي لم نراها أو نسمعها.
وهنا معلومة برسم رفيق نفسه وغيره وهي أن الكورد يعتبرون الآن أن هناك برلمانآ يمثلهم مكونآ من 195 عضوآ هم طليعة من خرج في يوم الأرض و العرض وتم إعتقالهم فيه، لقد برهن هؤلاء الأبطال الذين دخلوا القلب والتاريخ الكورديين بأنهم خير من يمثلنا سواءٌ كبرلمان أو كمرجعية كوردية.   
وعودة الى مرسوم العلاقات الزراعية الذي يحاول شيوعيو المجلس والجبهة بمثل هذه المواقف توجيه رسالة لاسيادهم بأنه لا زال لهم رصيد في الشارع لعل وعسى ذلك يساعدهم في الإحتفاظ بالمزايا التي يتمتعون بها.
فهؤلاء الذين لا زالوا يعيشون في أوهام الصراع الطبقي و يقفون عند حدوده هم الأكثر بعدآ عن فهم الإبادة القومية التي يتعرض لها الشعب الكوردي في سوريا، ولعل القول بإن تحرك الملاك الكوردي على أعلى المستويات لإصدار ذلك المرسوم و كأن له اليد الطولى في رسم السياسة السورية يحمل من المغالطات ما ينسف هذا الإدعاء من أساسه، فالمواطن الكوردي سواء أكان ملاكآ أو فلاحآ يقف في جهة واحدة في صراعه من أجل البقاء ضد السلطة المستبدة برسمها ومراسيمها الموجهة ضده وأقصى ما وصل إليه كما أصبح واضحآ هو محاولة الإقتراب من (مجلس الشعب)، والصراع لم يكن موجودآ في البيت الكوردي الواحد الذي يتعرض بمجمله لهزات عميقة هذه الأيام نتيجة المرسوم العنصري رقم 49، والفقر الذي يعانيه المواطن الكوردي نتيجة السياسات الشوفينية لا يقتصر على قطاع دون آخر، وإن الذهاب الى غير ذلك المنطق وذلك بنزع فتيل الإشكالات الحاصلة نتيجة تطبيق هذا المرسوم كما حصل في غير مكان يؤدي الى ضرب المواطنين الكورد ببعضهم المسألة التي تصب في النهاية في خدمة المشروع العنصري الهادف الى ضرب القضية الكوردية في الصميم.     
إن الإقطاعي الوحيد الموجود في المناطق الكوردية هو الدولة وأجهزتها وأزلامها الذين يملكون معظم الأراضي الزراعية، وما عدا هؤلاء ممن له صلة ما بالأرض هم الفلاحون الكورد الذين يكادون يجدون ما يسد رمقهم، فهل يقوم الرفاق الشيوعيون الذين يدعون أنهم أساتذة تنظيم الإعتصامات في ردهم المائع على مظاهرة يوم الأرض والعرض، وأصحاب نظرية (الترابط الكفاحي في المجلس).. بين من ومن!؟ ونظرية (أن الموضوع مطروح أمام القيادة السياسية).. الى متى!؟ ونظرية (أننا سوف وسـ...وسـ..) بالتصعيد ضد الإقطاعي الحقيقي في الإتجاه الصحيح، أقسم برأس المنجل و برأس الشاكوش أنني أشك في ذلك.
ملاحظة: الحلفان برأس الأشياء أصبح عادة سياسية تستوجب إصدار فتوى بشأنها تكفيرآ أو تحليلآ.  

23.11.2008
  diarseleman@hotmail.de

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.13
تصويتات: 15


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات