اشتدّت الأزمة من جديد، بين العسكرتاريا التركية وحزب العمال الكردستاني (P.K.K). ومن الجدير بالذكر، أن الأزمة التي بدأت تتصاعد في الآونة الأخيرة، لتطفو على سطح الأحداث وتحتل واجهة القضايا في الشرق الأوسط، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد.

    إذ تعهدا ومنذ تسنمهما لمنصبيهما، بإيجاد حلٍ سياسي وسلمي للقضية الكردية في تركيا، و زعَمَا بأن في جعبتيهما برامج تستهدف : تعديل الدستور وتطوير الولايات الكردية المهمشة إقتصادياً وخدمياً وإحداث فضائية ناطقة بالكردية ورفع الحظر عن اللغة والثقافة الكرديتين والافراج عن السجناء وإصدار عفو شامل عن المحكومين... الخ، بحيث تعود المياه بعدها الى مجاريها ؛ كل ذلك في إطار المساعي التركية المحمومة للانضمام إلى الإتحاد الأوربي.

   أجل، لقد أثبت التاريخ خرافة الحل العسكري التركي، وباتت هذه الحقيقة تتجلى الآن للقاصي والداني على نحو أوضح، في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والداخلية التي تعصف بتركيا ؛ تلك التي  تستوجب ـ في الوقت نفسه ـ من حزب العمال الكردستاني وبالضرورة، مراجعة شاملة وقراءة متأنية للأوضاع المستجدة تلك، كيلا يضطرّ مستقبلاً للإنجرار الى مواقف قد تنعكس سلباً على تجربة كردستان العراق، تلك التجربة التي تتطلب منا جميعاً ـ بما في ذلك أنصار حزب العمال الكردستاني ـ صيانتها، لأنها أمانة تاريخية في أعناقنا جميعاً، أينما كانت مواقعنا.