القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 377 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: نمطية صورة الكردي في الذهنية العربية

 
الثلاثاء 01 تموز 2008


سيرالدين يوسف

يعد التنميط واحدة من جملة معضلات ما تعانيه العقلية العربية تجاه العناصر غير العربية ، الى جانب العلو والترفع وحب الذات بمفهومه الاناني، وما هو حلال له حرام على غيره، وتسخير الاسلام لغايته، وغيرها .
قيل قديما بان الصورة اقوى من الف كلمة، وقيل ايضا بانها تتحدث وتقنع، وصورة واحدة تكفي لتكذيب ملايين الكلمات، اذا الصورة اصدق التعابير لدى البشر، وسنحاول ان نركز هنا عليها بجزئها النمطي وبالتحديد نمطية صورة الكردي في التفكير العربي الراهن.


شابت صورة الكردي الكثير من التشويه واللغط قديما وحديثا في عقلية الانسان العربي، فقد يعتقد جزء من الشعب العربي حتى الان في نسب الكرد وأصلهم بأنهم أولاد الجن ، دون أي تفكير بالرجوع الى العلم ونظريات الوراثة بأن الجن لا يلدون بشرا والعكس بالعكس ودون الاخذ بمبادىء الاسلام وتعاليمه بان لكلٍ منهما عالمه الخاص به، لاحظوا الخرافة والجهل كيف ساهمتا بتشكيل هذا التنميط الذي يدعو الى السخرية في تلك الذهنية .

اما ثاني هذه الصور فقد اطلقها مؤخراً زعيم التيار الوطني الحر اللبناني ميشيل عون عندما قال (هيدا الكردي وهيدا الحيط ) نكاية عن عناد فؤاد السنيورة في ما يتعلق بالحلول
المقترحة لتشكيل الحكومة اللبنانية، دون ان يفكر الجنرال عون بما قاله، وتجريح مشاعر 40 مليون كردي يشكل 150 الف منهم او اكثر جزء هاما من النسيج الاجتماعي والسياسي اللبناني، وهتك حرمة عشرات الشهداء الكرد في قلعة الشقيف اثناء مقاومتها للقوات الاسرائيلية في منتصف الثمانينيات، وقد سبقه فؤاد السنيورة في ذلك سنة 2004 ابان بداية ترأسه للحكومة بنفس العبارة رغم اعتذاره فيما بعد عن ذلك.

ولا يذهب السوريين العرب بعيدا عن عدوهم السابق وحليفهم الراهن (عون ) في اطلاق صفة العناد والرأس السميك وعدم مناقشة الكردي اذا قال لا، على السوريين الاكراد شركائهم في الوطن الذين يشكلون ثاني قومية في البلاد، وكانوا دائما العنصر الباني والمخلص والمدافع والحاضر بقوة في التاريخ السياسي الحافل في سوريا .

وللمصريين بصمتهم في هذه الصورة، وتتجلى صورتهم المحملة عن الاكراد في بعض مشاهد مسلسلاتهم وافلامهم الدرامية بعبارة ( بتستكردني ) في اشارة الى جهل الكردي وغشمه وسذاجته، بالرغم من نشاط الاكراد المتميز في تاريخ مصر ودورهم في تقدمها ونهضتها.

اما العراقيون العرب فقد تعددت اشكال هذه الصورة لديهم عن اقرانهم الاكراد نتجة ثوراتهم التي لم تهدأ منذ انشاء الكيان العراقي الجديد في عشرينات القرن المنصرم والقتال الذي خاضته الحركة الكردية المسلحة، فصوُّر الاكراد بوحوش الجبال وبالمجرمين وقطاع الطرق ، فقد اكد لي احد العراقيين العرب ذات مرة وهو شيخ كان طاعن في السن ، بانهم كانوا يهددون اطفالهم بالاكراد الوحوش ان لم يناموا.

وبلا ادنى شك ساهمت جميع النمطيات السابقة اضافة الى الشحن الايدولوجي القومي والديني اللذين غذا عقل الانسان العربي وحبسته بالانفتاح على الآخر الى تشكيل اخطر انواع الصور النمطية عن الشعب الكردي في المخيلة العربية راهنا.

وهي (تهويد) الكردي المخلص لاسلامه تبعا للتاريخ، وتشبيه مناطقه باسرائيل ثانية، وبان كره الكردي للعربي يفوق كره اليهودي له، وانهم يسعون الى اقتطاع اجزاء من العراق وسوريا لاقامة دولة لهم على غرار اسرائيل، مما ادى الى التشكيك العربي في كل فعل كردي للمطالبة بحقوقه المشروعة والدفاع عن وجوده على ارض ابائه واجداده .

ومن منطق الحرص على توأمية العلاقة الكردية العربية وتاريخيتها وروابطها الدينية، آمل من النخبة الثقافية والسياسية العربية وبالاخص الاعلام العربي القيام بواجب تصحيح هذه الصورة التي تسيء الى عفة العربي ومروئته قبل تشويه الكردي، ولا شك ان بعض وسائل الاعلام العربية حققت قفزات مهمة في هذا المجال، فعوامل القوة بين الشعبين اكثر بكثير من عوامل الضعف اذا ما تم رفع الغشاوة التي حاصرت منطق التفكير العربي وافهامه بان ما حلال له يجب الا يكون حرام على الكردي بما فيها حق اقامة دولة كردية مستقلة في المدى المنظور اسوة بامم الارض قاطبة، "ولا يمكن ان تكون امة حرة وهي تستعبد امة اخرى" قالها ذات يوم جواهر لال نهرو، فالقضية الكردية يجب ان تحل بمباركة عربية وبذلك سوف يكسب العرب تعاطف وتأييد ما يناهز 40 مليون كردي في جوارهم الجغرافي والذين شكلوا على مر العصور اشد الموأزرين للقضايا العربية والتاريخ خير شاهد على ذلك .

*خاص بـ"العربية.نت"

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات