القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 372 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: حديث صديق (بعثي) (2)

 
الأثنين 14 نيسان 2008


حسن برو

بعدأ أن تفرقنا مرغمين أنا وصديقي البعثي، وذلك بعد تدخل الطفيلي وجلوسه معنا التقينا في ساعة متأخرة من ليلة يوم الخميس ، وبعد أنا تكلمنا عن الطفيلي ودخوله إلى أحاديثنا ، وأبدى استغرابه عن لقائنا من خلال قوله  للمثل العربي القائل (شو اللي جمع الشامي مع المغربي) ضحكنا ونحن حذران من وجوده في المكان الذي نلتقي فيه عادة ًرجعنا لحديثنا السابق دخل صديقي مباشرة في الحديث الذي لم ننه بعد في ليلة الأربعاء الماضي ، فقال : ياصديقي أنا سمعت كلامك ليلتها ولكني لم أقتنع بعدة أفكار منها فرضية أن كردستان قد قسمت مثلما تم تقسيم الوطن العربي في بداية الاحتلال الأوربي للمنطقة، لم تكن كردستان موجودة يومها (أيام الاحتلال الفرنسي)


كما أن لفظة كردستان لم تكن موجودة في التاريخ يوماً فمن أين أتيتم بهذه التسمية ، ولذلك لم أقتنع بأفكارك كثيراً علماً بأنني من المتعاطفين معكم ، فلم يكن بيدي إلا أن أرد قائلاً : صحيح لم تكن لفظة كردستان موجودة إلا في بداية القرن السادس عشرة بعد أن كتب عليها العرب والأوربيين نتيجة تجوالهم في المناطق التي يسكنها الأكراد في الجزيرة السورية وتركيا وإيران والعراق ووجدوا بأن لهذا الشعب ما يميزه عن الأخر من خلال الصفات واللغة والعادات والتقاليد وحتى وجود بعض الديانات لم ولن توجد يوماً في أي قطر من الأقطار العربية و لذلك سميت المناطق التي يسكنها الأكراد بكردستان  والمقصود به (أرض الأكراد) مثلما ماهي بلوشتان (أرض البلوش) وهند ستان (أرض الهنود)
وان الأقطار والدول العربية لم تكن موجودة حتى في العهد العثماني الإسلامي لسبب بسيط لأن الدول القومية لم تكن موجودة وقتها وإنما كانت الدولة الإسلامية والتي كانت تضم جميع الشعوب والقوميات التي اعتنقت الديانة الإسلامية ، إلا أنه وبعد مجيء الاستعمار الأوربي للمنطقة وتقسيم الإرث العثماني فيما بينها ، تم تقسيم هذه الدول حسب الرغبة وحينها تشكلت الأحزاب في المنطقة على أسس قومية ،ولم يظهر مصطلح الوطن العربي إلا بعد أن استقلت بعض الدول العربية من الاحتلال الفرنسي البريطاني الايطالي ، وبعد هزيمة الجيوش العربية في حرب (1948) وتكريس أمر الواقع بتقسيم فلسطين ، واستلام بعض الأحزاب العروبية للسلطة في عدة دول منها (مصر واليمن وفيما بعد سورية والعراق) وظهور شعارات عن الوحدة العربية ومساعدة مصر لجميع القوى التي كانت تناضل ضد الاحتلال الأجنبي، هذا ماصعد وتيرة الشعارات أكثر من الأفعال ، ومن المعروف أن أفكار التي جاء بها ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث من فرنسا والتي كانت تحمل في طياتها الكثير من (نظرية هتلر) هو من أو ل الواضعين لفكر االعروبي في المنطقة وأن حزب البعث استأثر بالسلطة بعد انقلاب ولم يأتي إلى الحكم بطريقة ديمقراطية ،وقد كرس ذلك في الدستور، إلا أنني يا صديقي: لن أناقش بمسألة الحق التاريخي  بل يجب أن نتناقش في الأمر كسوريين (على مختلف انتمائتنا القومية والدينية والطائفية حتى) ونحاول أن نعترف كلاً منا بالأخر ، وليس نفيه ومحاولة صهره  .
فرد صديقي قائلاً : أنا أيضاً أتفق معك وبخاصة بعد أن قطعت الأمل في مسألة الوحدة والتضامن العربي  وعدم اتفاق العرب على كلمة واحدة وهذا ماظهر جلياً في مؤتمر القمة العربية والتي غاب عنها رجالات أمريكا (مصر سعودية والعراق والسنيورة) وحاولوا إفشال القمة التي نجحت سورية في تجنب فشلها على الأقل على المستوى العام ، أنا أيضاً أحس بالخطر وأنه يجب ترتيب البيت الداخلي من خلال تصحيح الأخطاء ، ولايجب الإساءة لسورية من خلال تضخيم هذه الأخطاء فمثلاً : انتخابات مجلس الشعب الأخيرة أنا برأيي كان يجب أن يترك الحزب الحرية الكاملة في هذه الانتخابات ومع ذلك أن متأكد بأن الحزب البعث كان سيفوز فيها وحتى على حساب أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وحتى المستقلين ، لأسباب عدة منها !- أن حزب البعث العربي هو أكبر حزب في سورية ولا تستطيع نكر ذلك, وأن عدد الأعضاء فيه يتجاوز الخمسة مليون وان لهم أقارب وأن حصل انتخاب ديمقراطي سيفوز حزب البعث حتماً ، ولنضع مسألة الأكراد في الموضوع وأن فازوا فيها (أي المجلس) ..... ففي جميع الأحول لن يتجاوز عدد الفائزين في الانتخاب عشرة أشخاص فماذا سيفعلون ؟ في مجلس الشعب فيه (250) شخص فالحالة الديمقراطية تفرض رأي الأكثرية  ، أما الحالة الموجودة وإيماناً منّا بالديمقراطية الشعبية وليس الديمقراطية الأمريكية التي أتتنا على ظهر الدبابات ، فأننا نرشح أحزاب الجبهة الوطنية ونعطيهم مقاعد في المجلس، كما أن البعثيين فيهم من الأكراد والمسيحين وحتى الأشوريين في الجزيرة ،وبذلك برأيي تتجسد الديمقراطية في مجلس الشعب فهل تستطيع أن تنكر بأن للأكراد ممثلين في المجلس ؟ وفعلاً من خلال الأرقام التي طرحها صديقي بالحساب الرقمي فيها وجهة نظر ، فقلت يا أخي : لا يمكن تبسيط الأمور هكذا أو اختزالها الديمقراطية في الانتخابات فقط إنما هناك أمور كثيرة يجب فعلها قبل أن نصل إلى مسألة الانتخابات والتي تعتبر الانتخابات أبسطها فمثلاً يجب أن نبدأ بالدستور وننتهي بالانتخابات فلا يوجد في كل قوانين العالم يجعل من حزب ما وصياً على أمة ودستورها ،! ويجب أن نبدأ أيضاً بمسألة الحريات العامة وإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية ، وإصدار قانون للأحزاب وأيضاً قانوناً جديداً للمطبوعات بدلاً من القانون الأخير الصادر والذي يشبه في كثير من فقراته قانون العقوبات أكثر منه كقانون مطبوعات ، وإلغاء المحاكم الاستثنائية و المشاريع الاستثنائية بحق الأكراد .....هذه الخطوات ستجعل من الانتخابات حالة ديمقراطية فهذه من أبسط شروط الديمقراطية  وهناك معايير دولية معروفة في شأن الانتخابات سأذكرها لك  منها 1- أن تكون الانتخابات حرة  أي أن لايوضع عليها قيود سوى مسائل محددة مثلاً كالعمر ومرور سنوات محددة لكسبه الجنسية الوطنية 2- أن تكون الانتخابات نزيهة أي أن لايتم التزوير فيها بدأً من التحضير لها في وسائل الإعلام وانتهاءً بالفرز واعلان النتائج 3- أن تكون هذه الانتخابات دورية ومحددة في أطر زمنية 4- وأن لا يتم التدخل من قبل السلطات الأمنية وتخويف الناس وأن يكون للمراقبين دور في الانتخابات سواء أكان من المنظمات الوطنية أو من المنظمات الدولية وطبعاً يجب حماية هؤلاء وضمان انتقالهم بحرية ودون ضغوط ، فما الذي كان متوفراً من كل هذه الأمور يا صديقي ألم نكن نعلم بفوز المرشحين قبل أيام من ظهور نتائجها ؟ ثم أن ألا تعرف كيف ظهرت قوائم (الظل) للمستقلين وعلى قلتهم ،بصراحة أنا أتعجب بشكل كبير جداً وهي من سخرية القدر أن تتم  الانتخابات بحرية كاملة في دولتين محتلتين مثل العراق وفلسطين وأن لا تكون هناك حرية في الانتخابات في دول أخرى تسمى مستقلة ، أما بالنسبة للأكراد الذين ينتمون إلى حزب البعث فهم يدافعون عن قناعتهم كالبعثيين العرب ، ولنكن صادقين مع أنفسنا كم الناس تعرف انتسبوا إلى حزب البعث نتيجة الحفاظ على مصالحهم ، وهذا بالأسس ربما يقولوه البعض من البعثيين بأن المنتفعين والمتسلقين انتسبوا إلى صفوف الحزب ......عندها خرج من البا ب لنودع بعضنا البعض تاركين باب النقاش مفتوحاً بين السوريين من خلال أحاديث الأصدقاء.

----
كلنا شركاء13/4/2008

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات