القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 528 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الخلاف والأختلاف و كتاب بلا قضية

 
الأحد 27 كانون الثاني 2008


صلاح الدين بلال * 

عرف المفكر "جاك دريدا " تعبير الأختلاف بعنوانيين وهما "التأجيل و الأختلاف" وذلك حسب كتابتهما على الشكل التالي / الإخـ  ـ ( ت )ـ لاف  / أي " الإخلاف و الإختلاف " , بهذا يكون "جاك دريدا" قد أو صلنا الى قاعدة فكرية توضح لنا الأختلاف وأحتوائها على قاعدة فكرية كامنة بها توصل أي قضية الى الإخلاف / التأجيل / ولكن الأختلاف الذي نريد أن نشير أليه في الحالة الكردية هي القاعدة المنتاقضة في الاختلاف والتي يتبناها مجمعة كبيرة من المثقفين ويتقن ممارستها الساسة والمشتغلين في الفكر والادب والكتابة, وتتلخص في الأصرار الى الإخلاف دون أظهار الأختلاف


وهذه الحالة تتطبق على الواقع والتحديات التي نعيشها في الحراك التعارضي  للقوى والأحزاب والكتاب والمثقفين على أمتداد الساحة الكوردستانية وعلى طول بلاد الغربة والمهجر, لذا سمة سؤال يطرح نفسه من صلب الحال "الكوردي" على الدوام عن الآخر الذي يوحي لنا أنه يشكل مركزا مرجعيا  لتقاطع فكري والذي يجاهد ببسالة وبلا حساب في قيادتنا الى انفصال مع الواقع وانقطاع التجانس الفكري مع الحدث الفعل والعنف المدمي و الانكسار في التوازن القومي لعدم التكامل معه وبنتائجه الكارثية.
 وثمة أسئلة أخرى تتطرح نفسها أيضا هل تمنح الكتابة لبعض المثقفين الكورد حضورا على مجرى الأحداث لتسويقها في مسار تاريخي يعيد البحث في دور هؤلاء " الكتاب !!! " ودور وفعل الكتابة في ظل أحداث تشكل حداً لغويا فاصلا بين البطولة والجبن, وبين الحقيقة والخديعة , وبين المسؤولية والهلامية.
 ان الأحداث الطاغية المتاخمة للحدود "الوطن القومي / كوردستان / الحلم المشترك " وفي الجبال والمدن الكوردية وفي محيط الكورد, تدفع بنا شئنا أم أبينا على التعامل مع حزمة المطارق التي تريد أن تضرب رؤوسنا وتسعى لتحطيم  كياننا الى  أبراز "رد الفعل" الانساني والقومي اولاً , المبدئي العقائدي ثانياً وثالثاً, في ظل المطالبة بسكوتنا وألزامنا بترديد شعار "لا أسمع لا أرى لا اتكلم " وبدون أن نحرك ساكنا. يدفعنا ذلك للبحث في وسائل الدفاع عن ذاتنا وعن التوغل في البعد المركزي لقضية تحمل أبعاد لا يمكننا فيعل نحر انسانيتنا او سلخ هويتنا عن جلودنا , لأرضاء الطرف الآخر الذي يريد ان يفرض هيمنته على كوردية عقولنا وترابنا وتعريضها مجانا الى التفكك والتمزق عبر وسائل  متعددة / عسكرـ لوجية /  وسيكولوجية / و / أعلامية /.
 في المقابل نجد أنفسنا مجبرين للدفاع عن أنفسنا أمام همجية شرسة قل مثيلها في القرن الواحد والعشرون ولم يبقى لها نظير لها, لما يجري اليوم من فظائع الموت المنسي, المسكوت عنه ضد الكورد من المحيط الجغرافي الشرق ألأوسطي و من ايدلوجيات مسكونة بغريزة  العنف العبثي والتي تخوض حرب الخلاف والأختلاف والإخلاف لكل المواثيق والحقوق, بينما نشهد "كورديا وأقليميا ودوليا " سكون مشبوها في دهاليز عقول الكتبة الكورد الذين أخذهم التردد عن أخذ المبادرة لموقعهم في تشريح الأحداث للرأي العام مما يجري من حولنا, لتدفع بنا مجدداً حزمة من تسائلات عدة  أبرزها, عن موقعنا... وموقفنا.... وقلمنا.... ومصير هويتنا...  وتحديد اتجاهات كتابنا ومثقفينا...... ومكانة مواقعهم من ضفة الهوية المستصرخة أو من أغراءات الضفة الآخرى.
 ثمة تقاطعات حادة تفرض علينا من جيوش تنتهك حرمة جبالنا وثمة قطعان من الغوغاء يسعون دمارا في سهولنا وثمة ذئاب تنهش الخراب في قرانا. فيما الكثير من الساسة ومدعي الفكر والتنوير والكتابة والإعلام أصابهم الجمود والصمم بالرغم من أصوات القذائف و المدافع وأطنان القنابل, التي تدك قرانا وصدور جبالنا وعذرية ما تبقى من تاريخنا يوميا  لتحدث فيها  نزفا وتشريدا, وقتلا وترهيبا, أختلافا وتدميرا لماضينا وواقعنا ومستقبلنا, انها قضية موقف وموقع فأما أن يكون لقلمنا وموقفنا في ضفة الهوية موقعا أو نكون خرافا وعراة على الضفة الأخرى فمجرى النهر ليس فيه اكثر من ضفتين, والا لماذا الصمت في زمن الصخب ولماذا يصر البعض على الغناء في فراغ اللاموقف واللا موقع  وبلاهة اللا مسؤولية عن الهدف الاستراتجي للمستقبل الكوردي, ليأتي من يحدثنا عن شهداء ودماء بلا قضية وبلا هدف اليس أحرى بنا أن نزيل الرماد عن عيون " كتاب بلا قضية"   عسى ان تذهب الغشاوة عن بصيرتهم وفكاكة عقولهم, لذا يبقى السؤال مطروحا اين هم كتابنا و مثقفينا ولمن يكتبون , السؤال يزيد في الطين بلة عندما يقدم البعض على تحريض الكوردي بعضاً على بعض الكوردي وأطلاق سهام الشك والتخوين والدعوة لرمي الآخرين المختلفين في مجرى النهر.
 فنهر الأحداث يجري والمنطقة تشهد صراع تتدافع فيها دول وجيوش تلاحمت مصالحها واهدافها الطورانية و الشوفينية والأصولية وتوحدت على مشروع مشترك لذبح الهوية والوطن الكوردي.
ان هذه القوى التي تحمل شررا ونشاط محموما من ثقافة العبث التاريخي والغاء الآخر المختلف وشرعنة هذه الامحاء إعلاميا وفكريا وحضاريا بقوة المدافع والطيران والقتل والسجون, لا يجد له أثرا ولا الماً عند البعض  الصامت والغارق في احلام وردية وفي ثبات النفاق والتمسح بالسلطة والخداع.
الدفاع عن المقدسات هو حق تمارسه كل الشعوب منهم ما زال متعشقا بأرضه وجباله ومنهم ما أصاب التفكيك لغته وديمومته وبعد انتمائه فتشتت فيهم الهوية حتى اصبحو أثر بعد عين, فأن كنا نريد الحياة فيجب ان نسعى الى  التواصل و التقاطع برغم الإختلاف وليس للخلاف, ولكن حذاري ثم حذاري من الخلاف والطعن بالظهور والصمت في القبور والأختباء في الجحور,  فالكتاب هم أكثر الكائنات التي يمكنها التنبه والتنبيه لحجم أي كارثة أو التبشير بأي انتصار او مأساة, وكتابنا و أقلامنا الكوردية مطالبة اليوم وليس غدا لأخذ موقعها فليس لها ضفة غير ضفة قضيتها بغض النظر عن هذا الجزء أو ذاك  الفتات, فكردستان المجزاءة  لوحة لا يمكن تقطيعها ولا يمكن فصل تداخل الوان قوس قزحها, ولا يمكن فك ترابطها ومؤثراتها, لذا لا سبيل الى حاملي لواء الفكر والتنوير من الكورد غير سرج  اقلامهم وإطلاق خيول افكارهم  لللمشاركة في معركة الدفاع عن  كوردستان المستقبل و الهوية  وكوردستان القضية وكوردستان الجبال وكوردستان الشهادة و الشهداء.
المانيا
26/ 01 / 2008
صلاح الدين بلال
كاتب وإعلامي .
رئيس تحرير
موقع شبكة الأخبار الكردية 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات