القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 637 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: فقيه الورد

 
الأثنين 22 ايار 2006


بقلم: أحمد حيدر



متلبسا بالجرم المشهود ، ضبطنا كميات هائلة من الورد في غرفتك المسقوفة بالورد ، غرفتك المعلقة في مدائح الآلهة كحدائق بابل !
اعترف ، ولا تحاول أن تخفي عنا دموعها المسيلة فوق زهو عمامتك المطرزة بالتويج اعترف ، ولا داع  للتردد ، من أين جئت بكل هذا الورد ؟ الورد في كل مكان ، في الباحة فوق سطح البيت  ، في الممرات ، في خزانة ثيابك ، في جيبك ، و على المشجب  ......!



ساعاتك تشير إلى الورد في كل الأوقات ، مواعيدك ورد ، تحيتك ورد ، و عناقك ورد في حقيبتك الدبلوماسية ورد ، وبين أوراقك الخصوصية ورد ، ومذكراتك ورد 
فوق الطاولة ورد ، محبرتك ورد ، سجادة الصلاة ورد ، وصلاتك ورد عاداتك ورد ، هتافك ورد !؟
رأيناك تذرف الورد على روح الشهيد فرهاد صبري ، في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده
حتى فاض الورد في مقبرة الشهداء ! ورأيناك أيضا تهدي الورد للأحبة الموزعين في العواصم  البعيدة ، تداري منافيهم بالورد ،  وكيف اغرورقت عيون الخائبين في قامشلو  بالدموع، وأنت   ترميهم بالورد عبر الفضائيات  !!؟
سريرك مفخخ بالورد ورنين هاتفك الجوال ورد ، والمكالمة الأخيرة التي تلقيتها كانت من ورد مجهول !!
اعترف ، يردد الجلاد ، ويهوي بفؤوس الحقد على شجر الورد الطالع من حيطان الزنزانة
المنفردة ، وهي تمد أغصانها – بعناد – بين القضبان ، تستطلع حنين البراعم !!؟
اعترف ، أنت متورط بالورد ، تشهد الحقول التي تتربص بك وتشهد الطيور التي تحوم في ظلك !
أتذكر ، كنت تعانق الشمال ، والورد يتساقط منك ، عندما يعود من رحلة طويلة ، ولا تهدأ
إذا ماتأخر في النوم حلما  تتلو ماتيسر لك من الورد ، وتدعو له بالورد ! نادرا ماكنت تتركه ، ترافقه في مشاويره السرية ، وفي سهراته الخاصة
أجهشت بالورد ذات ربيع ، عندما عاد الشمال من سفر طارئ مضرجا بالخيبة ، يتلوى من طعنات غادرة ، أجهشت بالورد طويلا ، وزملته بعباءتك ، وسهرت قرب رأسه حتى الصباح تنزع الشوك من رجليه ، وتداوي جراحه بالورد ، وتعد له  كأس( الزهورات ) أتذكر ، كيف استرخى في حنانك الدافئ وأنت تقرأ له الورد ، وتتبادلان بحذر شديد، همسات عذبة !!؟
اعترف ، يردد الجلاد وهو يشهر حقده الدفين ، و يدوس بجزمته على الوردالذي يطلع بغزارة في الزنزانة حتى طفحت الزنزانة المنفردة بالورد ،طفح السجن كله ،طفح البلاد  !!؟

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 1
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات