القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 360 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: مجرد قطعة حلوى عراقية سوداء

 
السبت 10 تشرين الثاني 2007


جان كورد
08.11.2007

ردا على سؤال حول "الاجراءات" التركية حيال الكورد العراقيين، فيما إذا سعوا إلى اقامة دولة كوردية مستقلة في كوردستان العراق، بعد أن تحقق تحالف قوي بين الحزبين الكبيرين في جنوب كوردستان، عما إذا كانت هذه "الاجراءات" التي تلفظ بها السياسي العريق بولند أجاويد في 6 آوكتوبر 2002، تشمل "عملية عسكرية" لتركيا في جنوب كوردستان، أجاب بصراحة :"آمل أن لا يحدث ذلك، ولكن إذا تبين أنها ضرورية فإننا سنفكر في الأمر (أي التدخل العسكري) بالتأكيد.


وليس هناك مايمكن توضيح واقع وحقيقة الأزمة الكوردية – التركية الحالية بصورة أكثر شفافية مما أبداه أجاويد من موقف....فالأمر يتعلق اليوم باحتمال قيام دولة كوردية أكثر مما يتعلق بتواجد بضعة آلاف مقاتل لحزب "تركي" له (20) نائبا في برلمان أنقره تحت راية صفراء بدلا عن الراية الحمراء لحزب العمال الكوردستاني "المنظومة الاجتماعية الديموقراطية الكوردستانية بتوابعها وملحقاتها وأعلامها العديدة التي لم نعد نعلم أهي أعلام أفريقية أم لمنظمات لاتينو-أمريكية، فقد اختلط الأمر علينا حقا، منذ اختطاف واعتقال زعيم هذا الحزب..." قبل سنوات...
تركيا تريد بصراحة عدة أشياء، مقابل وقوفها مع الأمريكان وحلفائهم في خندق المواجهة مع ايران وسوريا، فيما إذا شنت الولايات المتحدة حربا عليهما من باب "الضربة الوقائية لتفادي حرب ذرية مستقبلية" قد تشنها إيران على إسرائيل، وتستولي على منابع البترول العربية وتتقدم في عمق العالم العربي السني لتقضي على سلطانهم الديني وترسخ دعائم الدولة الفاطمية من جديد...
 وما تريده تركيا اليوم مقابل خدماتها التي تحتاج إليها الادارة الأمريكية هو مجرد قطعة من الحلوى العراقية، حيث البترول والماء والأراضي الخصبة والسوق الاستهلاكية الواسعة و...و...و...ولما لا؟ فهي الدولة الكبرى في المنطقة وثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو، ومركزها الاستراتيجي بين الشرق الأوسط وجمهوريات الاتحاد السوفياتي المنفرط والاتحاد الأوربي، وهي الدولة التي فيها قاعدة انجرليك وتطل بموانئها العديدة على كل من البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط وما بينهما....وتمر عبر أراضيها مختلف أشكال الدعم اللوجستي للقوات الأمريكية في العراق... والكبار يفرضون شروطهم على بعضهم بعضا حول طاولة المساومات والتحالفات التي تذكرنا بطاولات القمار الشهيرة في لاس فيغاس وهونغ كونغ...
الجنرالات الطورانيون يعملون على توريط حكومة أردوغان في ورطة كبيرة اسمها كوردستان العراق، ولكنهم مدركون بأنهم سيخرجون من الحرب على كوردستان هذه المرة بمرارة أشد وخسارة كبرى، وقد يحدث لهم ما حدث للأمريكان في فيتنام... حيث تم توحيد الشمال والجنوب بعد الحرب... لذا فإنهم يطلبون غطاء شرعيا من البرلمان وموافقة من دول العالم الكبرى على هذه المغامرة... وبقدر ما يضغطون على أردوغان يعلمون مدى صلابة حكومته وتأييد البرلمان له وكيف سيتعامل مع العالم الخارجي، وفي حال الفشل فإنهم سيقومون بواجبهم العسكري في خدمة الأتاتورية العلمانية بانقلاب عسكري كما فعلوا في الماضي كلما رأوا في الشارع التركي خطرا على ارث أبيهم مصطفى كمال... وأردوغان يعلم ماذا يريد العسكريون، ففعل ما أرادوه، ونفذ الأوامر، وهاهو يعود من واشنطن ويقول لهم: " يارجال، يا محمدجيكية، هذا أصعب مما تتوقعون!"...
أما السياسيون الأكثر حنكة وخبرة فيقولون:" دعونا نلعب لعبة أخرى!، نضغط على العراقيين بعربهم وكردهم بقوة حتى يضطروا هم بأنفسهم إلى قتال "الإرهابيين!"... وإذا ما رأينا الأجواء مناسبة نحتل سلسلة من الجبال بذريعة اعادة ترسيم الحدود التي كان عليها خلاف في زمن الاستعمار البريطاني أثناء انتدابه على العراق في القرن الماضي، ويمكن لنا المساومة عليها مستقبلا، مثلما تفعل اسرائيل مع سوريا حول الجولان، أو كما فعلت في جنوب لبنان بعد احتلالها لأجزاء منه في ثمانينات القرن العشرين... وبذلك يمكن أن نحقق من خلال المساومة على جبال شاهقة لايعيش فيها سوى القرويون والرعاة بازالة الموضوع الأرمني من طاولة مجلس الشيوخ الأمريكي، ونعرقل تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي بصدد كركوك والمناطق التي في مثل وضعها الاداري، ونسلب الكورد شيئا من الحلوى السوداء (البترول)، إضافة إلى المزيد من المساعدات الأمريكية المالية والعسكرية لدى الاتفاق على مسودة عمل جديدة..."
وهناك من يقول في تركيا:"دعونا نعمل شيئا آخر! نزيد من علاقاتنا الاقتصادية والتجارية مع هؤلاء الكورد، بتقوية شركاتنا هناك، وهم "أغبياء!" لن يشعروا باحتلالنا البطيء لمدنهم، وسنكون أسياد الموقف هناك، مثلما فعلنا من قبل مع شمال قبرص..." وتلقى هذه الخطة قبولا أكبر منذ أن افتتحت المنافسة ايران قنصليتها في عاصمة كوردستان العراق هولير...
وليس غريبا أن تاخذ حكومة أردوغان بهذا الرأي، وهذا أخطر مايمكن أن يحدث لكوردستان العراق، إن لم ينتبه الكورد جميعا إلى هذه الخطة الخبيثة... أما التهديد العسكري أو احتمال الهجوم العسكري فإنه لايزال واردا، منذ أيام بولند أجاويد، وسيبقى سيفا مسلطا على رأس الحكومة الكوردية في الاقليم إلى أن يشاء الله...
وسط هذه المعمعة أو القعقعة الكبرى، أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، السيد جورج دبليو بوش، أن حزب العمال الكوردستاني "تنظيم إرهابي!" وعدو لتركيا والعراق وللولايات المتحدة الأمريكية في آن واحد، على الرغم من أن هذا الحزب لم يقتل أي جندي أمريكي حتى اليوم، لا في العراق ولا في تركيا... وهذا التصريح لم يأت لمجرد ارضاء حكومة تركيا ودغدغة مشاعر اليمين التركي، ولايمكن أخذ المسألة كمزاح، فعندما يعلن رئيس أهم دولة في العالم حزبا ما كعدو إرهابي، فإن لهذا التصريح انعكاسات على السياسة الدولية عموما تجاه هذا الحزب، وباعتقادي أن ليس لصالح حزب العمال الكوردستاني مطلقا أن يعامل دوليا كتنظيم "القاعدة" أو "حزب الله" أو "حماس" أو غيرها...
إن على الأمة الكوردية عدم السماح لأحد أن يزج بها في حرب باردة أو ساخنة مع العالم الحر الديموقراطي وقوى المجتمع الدولي الكبرى، وهذا يعني تجاوز مرحلة "خلينا نبوس بعضنا وانتهى"... أي يجب اتخاذ كل ما يتطلبه الموقف الجديد من اجراءات لاثبات أن الحركة السياسية الكوردية عامة لاتقبل بأن يسيء إلى سمعتها فصيل من فصائلها، مهما كان قويا وكبيرا ومؤمنا بمبادئه ووفي لزعيمه، فالقضية ليست قضية حزب العمال الكوردستاني وحده وانما هي قضية كل حركة التحرر الوطني الكوردستاني... فهل ندخل الآن في حرب مع الولايات المتحدة لصالح  آيديولوجية حزب العمال الكوردستاني أم على هذا الحزب أن يعمل كل ما في وسعه ليزيل عن نفسه هذه التهمة التي ستكون نتائجها سلبية للغاية له بالتأكيد؟ 
وبرأيي كإنسان كوردي يعشق الحرية لنفسه ولأمته أقول بصراحة:
"إن حزب العمال الكوردستاني قادر على اخراج نفسه من دائرة النار هذه بالتخلص من آيديولوجيته الكلاسيكية التي لا تتناسب حقا مع واقعه الحالي، ولاتساعده الظروف الدولية على تحقيق أهدافه الفكرية تلك، لأن الحياة السياسية للبشرية تغيرت وتطورت بسرعة مذهلة، والأفكار التي حملها الحزب في سبعينات القرن الماضي ما عادت تلائم مساره الحديث... وهذا يعني التخلص من كثير مما يعرقل التجديد في الحزب، وكوادره الشباب يعلمون بالتأكيد ماذا تريد الأمة الكوردية منهم في هذا الصدد...وإلا فإنهم سيسيئون إلى أنفسهم وإلى أمتهم في الوقت ذاته...فإن كان سبب إعلانهم من قبل الأمريكان "تنظيما إرهابيا" هو خوفهم من تركيا أو علاقاتهم الحميمة معها، فلماذا وضع الأوربيون من قبل إسم حزب العمال الكوردستاني ومشتقاته أيضا في قائمة "المنظمات الإرهابية"؟ وإذا كان ذلك بسبب أنه حزب يعمل على تحرير الكورد وكوردستان، فلماذا علاقات العديد من الأحزاب الكوردستانية الأخرى مع الغرب عموما جيدة، ومنها ما قد حرر فعلا جزءا من كوردستان؟...
وفي النهاية يجب الاعتراف بأن الموضوع خطير ويجب مناقشته مع كوادر حزب العمال الكوردستاني المستعدين للعمل من أجل ازالة الخلاف، بين حزبهم وبين العالم الحر الديموقراطي، بصبر وعلانية وشفافية ودون أن تكون هناك ممنوعات أو تابوهات... وعقد مؤتمرات لمناقشة هذا الموضوع أمام الرأي العام مهم وضروري للغاية، وبشرط أن ترافقه نغيرات وتحولات في سياسة وآيديولوجية وممارسات هذا الحزب ملموسة على الأرض... ولن يتحقق هذا بمعزل عن باقي فصائل حركة التحرر الوطني الكوردستاني بالتأكيد...

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات