القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 490 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: من أيلول الثورة ... إلى أيلول الاستفتاء

 
السبت 03 تشرين الاول 2020


قهرمان مرعان آغا
وصف :
الرجال معادن هكذا يوصفون ، لما لهذا التوصيف من معاني ودلالات ، فالفلزات الحرة  في الطبيعة و خاصة الذهب كمعدن نفيس و ثمين ، لا يتفاعل بسهولة مع العناصر الأخرى ويظهر غالباً بشكل نقي حسب علماء الكيمياء ، فهو يختلف في تركيبته وصقله ولمعانه وبريقه وعياره وخواصه الأساسية ، عن باقي المعادن ، إضافة إلى قيمته المعنوية ، فهو يعتبر من الأصول الاحتياطية في النظام النقدي العالمي على مر العصور ، فلمعانه يختلف عن ما سواه ،لهذا يقال ( ليس كل ما يلمع ذهباً ) .


خاطرة :
 بيشمركة ثورة أيلول/1961 كانوا كالذهب الخالص في نظر الشعب الكوردي في عموم كوردستان ، خاصية الرجال هذه لم تأتي هكذا دون كلفة ، كانت الطهارة هي الصبغة التي فاقت كل الخصال الحميدة التي تشبَّعتْ بها أرواحهم في الحياة قبل الممات , رجال امتدت قاماتهم علو الجبال ، كانوا يستظلون بضوء الشمس عند طلوع الفجر الصادق ويهتدون بنور القمر مع بزوغ الهلال وفي القمم حيث الأعالي يسيرون فرادى وجماعات فوق هالات الغَمام ، كانت نفوسهم عذبة رقراقة كينابيع الوديان وقلوبهم كانت بيضاء كثلوج القمم ، لم يكن يحملون شيء من حوائج الدنيا سوى كسرة الخبز ونار التبغ ونصل الخنجر وحزام ذخيرة معدودة بالحساب ، ربما (البرنو) قد أخطأت الهدف ، كل الصخور كانت وسائد وكل المغارات كانت مساجد ، إرادتهم لم تكن ككل الإرادات وصبرهم وسعت المكان حيث الإنسان والنبات وطيور السماء ، إرادتهم الحرة كانت طليقة وشعورهم غامر بالكبرياء ومحفوف بغبطة الانتصار وكانت أرواحهم المقدسة تتحلّق في سماء الدنيا وأرض كوردستان عطشى (...فإن لم يصبها وابلٌ فطلٌ ...)  لهذا بقيت صورتهم حيةً ، نقيةً  في الوجدان ، كونهم  كانوا أقرب الخلق إلى الله .
الأثر:
إنهم كانوا يحملون في رقابهم أمانة قد استودعها الرئيس الشهيد بيشه وه قاضي محمد لدى السروك الملا مصطفى البارزاني ، فحافظوا على الراية رفرافةً  لتنتقل من بعدهم خفاقةً في قلب كل كوردستاني في هذا الكون ، فلم يكن هؤلاء الرجال الأوفياء ككل الرجال ، ولم يكن زمنهم الجميل ككل الأزمنة ، فكلما ضاقت بنا الدنيا ، علينا قراءة الصور والنظر إلى  كلمات تلك المآثر و البطولات .
المآلات :
شكَّل اتفاق الحكم الذاتي (بيان11آذار1970) علامة فارقة بين مرحلتين في النضال القومي الكوردستاني ، دفع تضحيات الشهداء الأبرار وانتصارات البيشمركة الأبطال ، أعتى نظام عنصري  للرضوخ والاعتراف بانتصار ثورة شعب وزعامة قائد أمام العالم وهكذا امتدت مسيرة التضحيات ، لحين الانتفاضة وتحقيق الفيدرالية وتكلَّلت بحق شعب كوردستان بتقرير مصيره النهائي ، وفق إرادته الحرة حول شكل الحكم مع العراق الاتحادي في يوم الاستفتاء في 25/ أيلول/2017 .   
في 25 أيلول 2020  (نشر في صحيفة كوردستان 641 تاريخ1/10/2020)

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 6


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات