القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 508 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: يوم زلزلت عرش البعث السوري

 
الأربعاء 11 اذار 2020


محمد عكو

من أهم الأسباب والعوامل التي أدت إلى كوارث وانتكاسات سياسية وإقتصادية وعسكرية في جغرافية (سورية .العراق) هي وجود عقيدة قومية عربية شوفينية لها قناعة تامة غير قابل للجدال بأن من يعيش في هذه الرقعة الجغرافية هم عرب فقط لا غير دون جدال والقوميات المتواجدة فيها هي قوميات مهاجرة وتم ايواؤهم من باب الشفاعة وكرم الأخلاق.
والعقيدة الثانية هي عقيدة الإسلام العروبي (إسلام سني و إسلام شيعي) وتم تربية أجيال عدة منذ نشوء هذه المعتقدات على هذه القناعة حيث ساهمت المصالح الدولية و الاقتصادية وبدعم مباشر من قبل مراكز القرار الدولي بأن يكون الحاكم هو من أقلية دينية (صدام حسين حكم العراقيين وهو من أقلية سنية بوجود أغلبية عظمى هم الشيعة وكذلك حافظ الأسد وهو أيضا من أقلية علوية حكم السوريين ذات الأغلبية السنية ).


وعمل كل نظام وبمثابرة ومباركة القوى الأمنية والاستخباراتية في نشر قناعات وهمية (في سورية تم زرع ثقافة الممانعة والمقاومة وفي العراق نفس الثقافة ولكل نظام كان له خبراء في تسويق هذه البضاعة الفاسدة).
حيث في العراق كان صدام حسين ينظر له بأنه رسول وامير المؤمنين في نظر السنة جميعا و كان له دور بارز في وقف المد الشيعي و حامي البوابة الشرقية لهم و المضحك و المبكي بأنه كان الطفل المدلل لدى القطب الأمريكي ولكن سرعان ما أصيب بداء الجنون و العظمة السياسية حيث بعد انتهاء حربه مع إيران مهد الطريق و أخذ الشرعية في احتلال الكويت و لكن الفرحة لم تدوم و لم ترضى قبول القطب الأمريكي و سرعان ما انقلب السحر على الساحر و سقط في مزبلة التاريخ دون رجعة هو و عقيدته البعثية مع احفاد ميشيل عفلق.

وفي سورية كان حافظ الأسد رمزا من رموز المقاومة الوهمية تجاه الفكر الصهيوني و كذلك كان له دور بارز في فتح مجالات عدة لتغلغل الفكر الشيعي في حدوده المتاخمة لإسرائيل من خلال دعم ايراني و القطب الروسي .

بعد سقوط صنم العراقي و صعود الكوردي البارز في المنطقة بعد عام  2003 و كسب الكورد حقوقهم المشروعة و تشكيل نواة دولة او اقليم قومي بحت و انهيار هرم القومي البعثي مع الصبغة الإسلامية العروبية أدت إلى حالة من الكره و البغيضة و حقد ممنهج و مدروس من أيتام البعث و احفاده  تجاه الشعب الكوردي عموما و كان كرهم و حقدهم العروبي تتجلى في العلن لدى الشارع العربي في تلك الدول .
و في سورية بعد استلام النظام السوري بزعامة بشار الأسد دفة الحكم حيث عاش السوريين فترة قصيرة جدا في جو بنكهة ديمقراطية تحت أنظار الأجهزة الأمنية و المخابراتية حيث سميت تلك الفترة الوجيزة (ربيع دمشق).

حيث استطاع المعارضين من شخصيات و تنظيمات بعقد ورشة و ندوات مع مناقشة ورقة الحقوق و الديمقراطية في سورية و بحضور تنظيمات كوردية أيضا.

ولكن سرعان ما تراجع النظام السوري البعثي عن هذه الفسحة و استحكمت البلاد بقبضة حديدية من الأجهزة الأمنية و المخابراتية.

ان أي مكسب حقيقي ومشروع للكورد في جزء محتل هو استحقاق قومي لعموم الشعب الكوردي في اجزاؤه الأربعة المحتلة  .
و في ذلك اليوم الجمعة المصادف الثاني عشر من شهر آذار في عام الفان و أربعة كانت قامشلو جملية كما كانت دوما و الجماهير الرياضية تتجه إلى الملعب البلدي من أجل تشجيع فريقهم في الدوري السوري كما العادة و كان الفريق الخصم هو فريق دير الزور و استغرب الأهالي بقدوم هذا العدد الهائل من مشجعيه و يطوفون شوارع قامشلو مرددين شعارات و سب و قذف و تشهير برموز الكورد و كأن الكورد هم من أسقطوا رمزهم و  صنم عروبتهم الزائفة و ان سقوط بغداد مرت من هولير . 
و ايضا مراسل إذاعة دمشق في الحسكة المدعو خليل اقطيني لعب دورا قذرا في هذا الحدث من خلال تكراره جملة ....
مقتل و دهس ثلاث اطفال نتيجة الشغب بين جمهور نادي جهاد و نادي الفتوة .
كانت هذه النبرة و اللكنة هي كلمة السر و الطلقة الأولى في انتفاضة قامشلوا الباسلة.
تسارع الأهالي إلى الملعب من باب العفوية و الاطمئنان على ذويهم و شبابهم و أطفالهم الذين كانوا في الملعب البلدي.
و في هذه الأثناء كانت مسرح الإبادة الجماعية الممنهجة قيد التنفيذ و كانت هناك الخطة جاهزة للتنفيذ حيث تغاضي الأمن السوري و عدم تفتيش الجمهور القادم من دير الزور تؤكد و بدليل القاطع بأن هذه المؤامرة مدروسة و لها غاية معينة هي الرد على المكاسب الكوردية التي حصل عليها الكورد في كوردستان العراق و ايضا رسالة إلى معارضين النظام البعثي السوري من الكورد  بأن القوة العسكرية هي السلاح الوحيد و مازال رائحة ربيع دمشق لم تذبل بعد .

في غضون فترة زمنية قصيرة خرجت قامشلو على بكرة ابيها في مواجهة الظلم القادم من أقبية الأمنية و المخابراتية و بأيادي عروبية حاقدة على الشعب الكوردي فقط لكونهم كورد و هم أصحاب الأرض والتاريخ .

انتفاضة قامشلوا الباسلة كانت انتفاضة شعبية و جماهيرية و سلمية عفوية كانت دون تنظيم مسبق و تخطيط ممنهج كما فعلوا هؤلاء الحاقدين العرب و العروبيبن .
جاءت ردة الفعل على سياسات العنصرية و الشوفينية البعثية تجاه الشعب الكوردي في سوريا منذ استلام الحكم في انقلاب عسكري في الثامن من آذار عام 1963 .
خلال هذه الفتر الوجيزة زلزلت أركان النظام في دمشق العاصمة السورية و الذي مهد إلى إبادة قومية مدروسة هو المجرم سليم كبول محافظ الحسكة الذي أمر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل المدنيين دون رحمة و شقفة فقط لانهم شعب يعيش على أرضه التاريخية و سرعان ما انتفض الكورد في عموم تواجدهم الجغرافي من رأس العين حتى عين ديوار و من كوباني إلى عفرين إلى شيخ مقصود في حلب و من زورافا إلى خارج الحدود المصطنعة بين الكورد في المدن الكوردية في عموم جغرافية كوردستان الكبرى و انتهاء في العواصم و المدن الأوربية..
و هنا للتاريخ أؤكد جازما لولا إيصال هول الإبادة العرقية الممنهجة و المدروسة إلى الإعلام الكوردي الذي يستحق كل الشكر و العرفان في إيصال صوت شعب ونقل المقاطع الفيديو الى وكالات الأنباء العالمية بأن هناك شعب يعيش على أرضه التاريخية يستباح دمه و يقتل برصاص الحي وهم عزل و بصدور عارية يقاومون معركة حقيقة لكونهم كورد دون سبب اخر ...
و كذلك خروج الجالية الكوردية في المهجر في اعتصامات و تظاهرات سلمية أمام السفارات الأوربية لولا هذه العوامل لكان الشعب الكوردي برمته يكرر المجازر العرقية و الإبادة الجماعية كما حصل في مهاباد و برزان و حلبجة و ديرسيم ...

سقط المقبور صدام حسين و معه سقط أحفاده إلى مزبلة التاريخ دون رجعة ..
سقط المجرم سليم كبول أيضا ومعه سقط القناع عن مفهوم اللحمة الوطنية في سورية ..

شهداء الانتفاضة الكوردية في قامشلو هم من زلزلوا عرش الاسد بدمائهم الطاهرة و كانت أرضية خصبة لتوحيد الشارع الكوردي في عموم جغرافية الكورد في سورية. حيث تم توثيق تسع و ثلاثون شهيدا ماعدا حوالي الفين من المعتلقين الكورد لدى النظام و عانوا شتى انواع العذاب من قبل الأجهزة الأمنية و بدعم من بعض و اكرر من بعض شخصيات حاقدة من المكون العربي و المسيحي الذين قاموا بتصوير الفيديو و إرسالها إلى الامن السوري تحت مفهوم عروبة سورية هي خط أحمر و تحت بند اللحمة الوطنية في سورية...
كانت هناك مجازر و اعتقالات و تعذيب و تنكيل و تشريد و تصفية جسدية إلى وقتنا الراهن....

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات