القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 348 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا.. بعض من حكاية الجوائز الأدبية

 
الجمعة 24 كانون الثاني 2020


إبراهيم اليوسف

استطاعت جوائز الأدب والإبداع التي يشرف عليها الاتحاد العام للكتاب والصحفيين، أن تترك صدى إيجابياً طيباً عما يتعلق بالأدب والإبداع الكرديين- وللحقيقة فإن المصطلح هو: الأدب الإبداعي- لأن فيها- أي الجوائز- تقديراً لثلاثة أطراف: الأديب المبدع الذي نحيي ذكراه بعد رحيله بإطلاق جائزة أدبية باسمه، والمبدع الذي ينال تلك الجائزة، والأدب الكردي، بل يمكننا إضافة طرف آخر، وهو حضارة إنساننا، بل وجودنا برمته، وترسيخ هويتنا، وإن كان لايمكن الفصل بين إنساننا هذا وإبداعه، لأن الإبداع هو روح أية حضارة، أو أية أمة، أو أي شعب. 


لربما هذا الحديث- وهو المقدمة فحسب- يحتاج إلى بعض الشروحات الضرورية، خارج إشارات الأضوء الحمراء التي لا أريد الاقتراب منها، بهذا الصدد، لاسيما إن هناك- وإن في حدود ضيقة- يتم طرح آراء مختلفة: كل منها نتيجة داع خاص. بعضها نتيجة غيرة على هذه المؤسسة التي غدت عريقة ولها ثقلها الثقافي الكردستاني، ولايمكن تجاوزها، وإن بشيء من القسوة من قبل بعض محبينا من المثقفين، إذ إنها- أي المؤسسة- تستمد أهميتها من حضور عضواتها وأعضائها، من جهة، ومن جهة أخرى، من قدمها. من عمقها الزمني، وإن رآه بعضنا قليلاً، إذ احتفلنا بالأمس بمرور خمسة عشر عاماً على تأسيس الاتحاد الذي غدا جبهة ثقافية كردستانية لا يتنكر لها إلا جاحد، باعتبارها كانت أول مؤسسة "نقابية" لأصحاب الأقلام: صحفيين وكتاباً، ومفردة (نقابة) أضعها هكذا بين قوسين، لأنه لايوجد بين كرد سوريا، وحتى الآن مؤسسة نقابية فاعلة تستطيع تأمين استحقاقات الكتاب: الصحية، والتأمينية، والتقاعدية إلخ، إلا أنها من جانب آخر-وأتحدث هنا عن الاتحاد العام كامتداد لرابطة الكتاب والصحفيين- رهن نفسه ليكون لسان حال المثقفين والثقافة الكردية، بالرغم من أنه كان محارباً من قبل النظام، وتم التآمر عليه من قبل المؤسسة الحزبية هنا وهناك في إطار محاولات إيجادها لمكاتب ثقافية حزبية لنفسها- بعد أن رفضنا الفكرة مصرين على استقلاليتنا التي ندفع ثمنها- ويكفي الاتحاد فخراً أنه لم يمول حتى الآن لامن قبل أية جهة كردستانية أو معارضة أوغيرها، بل لما يزل يعتمد على اشتراكات المكتب التنفيذي، ولجنة أنشطته، وإن كنا نجد أنه لابد من أن تعمل- بعد الآن- وفق المعاييرالدولية لتحقيق إمكان التحرك، وهوما حققنا قاعدته الأولى.
أتذكر، أننا في منتدى الثلاثاء الثقافي، أو ملتقى الثلاثاء الثقافي قمنا بسلسلة تكريمات ومنح جوائز لعدد من الأسماء الجديدة، والقديمة، في مرحلتي الثمانينيات والتسعينيات، وهناك من مبدعينا من يعتد بها، حتى الآن، ويعدها من جملة الدوافع التي جذبته نحو عالم الإبداع أكثر، كما أننا في- مجلة مواسم- عندما قررنا إطلاق جائزة جكرخوين التي بارك لنا كسرى جكرخوين- نجل الشاعر جكرخوين- في رسالة نشرت في موقع" كسكسور، ولايزال يفعل ذلك، مشكوراً- كما غيره من أبناء وأسر الجوائز- بعد كل دورة جديدة من الجائزة، إذ إن الجائزة تم إطلاقها- من قبلنا حقاً- وبالتعاون مع أسرة مواسم، وبرعاية "جناح قاسيون- الحزب الشيوعي السوري" بعيد العام 2000، وتم تكريم الشاعر سيدايي كلش- لتمنح جائزة جكرخوين، في مابعد لأسماء مهمة: 
بي بهار - ملا نوري هساري - محمد علي حسو - خليل محمد علي - فرهاد عجمو - كوني رش – دلدارميدي- دحام عبدالفتاح - كجا كورد... إلخ.
ثمة جوائز عدة أطلقناها، منها جائزة قامشلو في العام 2004-2005، ومنحت لعدد من الناشطين السوريين، وإن تغير موقفي شحصياً من بعضهم، الآن، بعد امتحان الثورة السورية، بالإضافة إلى جائزة- القلم الذهبي- التي منحت للشهيد مشعل التمو في إحدى محاكماته، وكنت حاضراً آنذاك، وسلم شقيقه المحامي عبدالحميد قلم الجائزة له 2008، من وراء القضبان، وكان ذلك بمثابة تضامن مع الصديق الكاتب مشعل من قبل رابطة الكتاب والصحفيين، وهكذا بالنسبة لجائزة حامد بدرخان التي دعوت لإطلاقها في العام 1996 في جريدة- صوت الشعب- للحزب الشيوعي السوري.
وتتالت الجوائز بعد تشكيل المكتب التنفيذي الجديد مع بدايات العام 2011 ومنها: جائزة رشيد كرد- جائزة الشهيد مشعل التمو- جائزة ملا أحمدي بالو- جائزة ملا نوري هساري- جائزة عبدالرحمن آلوجي- جوائز بينوسا نو...إلخ، إضافة إلى جوائز أخرى كنت وراء فكرة إطلاقها: جائزة قامشلو - جائزة الشهيد معشوق الخزنوي التي تركت شأنها- في ما بعد- لأنجال الشهيد، وهكذا بالنسبة للجوائز، التي لقيت صدى كبيراً، وإن كانت هناك أصوات حريصة غيورة حتى في المكتب التنفيذي للاتحاد العام مع عدم كثرتها، و ضرورة تقنينها، والا تكون سنوية، حالياً، إلا أن أكثرية الأصوات هي مع هذه الجوائز، وقد أضيفت إليها مؤخراً جائزتان أخريان هما جائزة الشاعر قدري جان وجائزة الشاعر تيريج!
الثقافة الكردية كانت محاربة، وممنوعة، واحتفاؤنا بها، مع سوانا، من عنوا بها، وبرموزها، ليس-الآن- فقط، بل حتى في زمن الخوف، هونتاج رؤية لنا، كما أن سعينا لتكريم القامات الأدبية العالية، كان جد مهم، وهي التفاتة إليهم في زمن التنكر المنظم لهم، وهو ما كان يبهج هؤلاء الأدباء، بالرغم من أنهم مدركون أن ما نقوم به إنما هو معنوي، وليس له- الآن- أي مقابل مالي، إلا أنه كان ولايزال يتم الاهتمام الإعلامي بهؤلاء المكرمين، من خلال تسليط الضوء عليهم، وعلى أصحاب الجوائز، أعني من سميت الجوائز بأسمائهم، ولقد تناول الإعلام العربي، أكثر من مرة أخبار هذه الجوائز، منذ انطلاقتها، ولا حاجة هنا لشرح أهمية اسمي: المكرم وصاحب الجائزة، من دون أن ننسى أبعاداً أخرى: نشر ثقافة الجوائز " ثقافة الحب"، وتأصيل الهوية الثقافية، في الوقت الذي لما يتخلص بعضنا من عقدة النقص تجاه الآخر...إلخ
زمن التنكر المنظم لهم، وهو ما كان يبهج هؤلاء الأدباء، بالرغم من أنهم مدركون أن ما نقوم به إنما هو معنوي، وليس له- الآن- أي مقابل مالي، إلا أنه كان ولايزال يتم الاهتمام الإعلامي بهؤلاء المكرمين، من خلال تسليط الضوء عليهم، وعلى أصحاب الجوائز، أعني من سميت الجوائز بأسمائهم، ولقد تناول الإعلام العربي، أكثر من مرة أخبار هذه الجوائز، منذ انطلاقتها، ولا حاجة هنا لشرح أهمية اسمي: المكرم وصاحب الجائزة، من دون أن ننسى أبعاداً أخرى: نشر ثقافة الجوائز " ثقافة الحب"، وتأصيل الهوية الثقافية، في الوقت الذي لما يتخلص بعضنا من عقدة النقص تجاه الآخر...إلخ
إذا كان أكثر ما قلته، أعلاه، هو بخصوص جائزة واحدة، وهو ما يقاس على الجوائز الأخرى التي تثير أسئلة وحوارات بين أوساط المثقفين، وهذا بحد ذاته كاف للمساهمة في الحراك الثقافي الذي نسعى لتحقيقه، ليلعب دوره المناسب، لاسيما وإن الإبداع الكردي ثري وغني- برغم كل محاولات إعدامه- وهناك الكثير من الإنجازات المبهرة التي لو أتيحت لها الترجمة- مثلاً- إلى اللغات العالمية لأخذت بعداً آخر، بعد كل هذا الحصار التاريخي على الكرد وثقافتهم، وإبداعهم، بل بعد كل عمليات النهب المنظم لحضارتهم!
أجل، ثمة حرب- موازية لدوافع ذاتية عمياء- تمت على هذه الجوائز مع بدايات غطرسة صناعة- أبطال ثقافيين وهميين- وتم الاتصال مع عدد من الأسر التي ينتمي إليها من سميت الجوائز بأسمائهم، فقيل لهم عنا: هم أسسوا هذه الجوائز في زمن الخوف، ثم إن مبدعينا ملك للجميع، أنتم من تأخرتم!
لن نخفي على القارىء الكريم، أننا في أسرة الجوائز- وأنا أكثر من يلح على وجودها وإيجادها- نسعى إلى أن يتم ضبط عملها، لتمنح بعد دراسات مستفيضة، بالرغم من أنها تمنح الآن على نحو مؤسسي: إذ ثمة لجان تؤخذ ا آراؤها، وتتم مناقشة جملة من الأسماء، قبل أن يتم إقرار منحها لهذا الاسم أو ذاك، وبالرغم من عملنا منذ ما يقارب العقدين- كشخص وقبل إطلاق الرابطة/ الاتحاد، فإننا لم نقع في أخطاء كبيرة من حيث الجهة المكرمة، التي يتم منح الجائزة لها، وأننا-حقاً- نأمل أن يكون- في الغد-: لكل جائزة من هذه الجوائز مؤسستها الخاصة، وأن يتم إعادة تكريم كل من تم منح الجوائز لهم بعد اضطرارنا للسفر بعيداً عن الوطن، ما قبل الحرب، وما بعدها!
وإذا علمنا أن من بين المشرفين على جائزة من وزن: جائزة حامد بدرخان- ما خلا- أعضاء أسرتها، في أكثر من دورة كانت أسماء سورية، ذات وزن ثقافي وإبداعي، وهم من أصدقاء الكرد، وإن ضمن فهم وطني إنساني، كما: د. صبحي حديدي- حسان عزت....، وأنها منحت لأسماء عربية كبيرة كما: علي كنعان- فرج بيرقدار- فواز قادري إلخ.. فإن في هذا ما يجعل من جوائزنا ذات بعد لا يستعصي فهمه على  متابعنا النبيه..! 
من هنا، فإن جوائز الاتحاد بحاجة إلى نقد جاد، ومكثف، و كبير، وقبل ذلك: إلى تعاون من لدن كل معني بأمر الثقافة الكردية، لكي نتطور، ولكن ليس على غرار بعض ما نقرؤه على ألسنة بعض الغيارى وإن كان- ببساطة- لدينا ما نقوله هنا وهناك، إلا أننا نترفع عن أية نعوت تكتب بلغة خارج المسؤولية الأدبية، والتقاليد الثقافية، وأنا-هنا- لست مع أي صاحب رأي يقول: إن أمماً كبرى جوائزها محدودة، فنحن أيضاً شعب تعدادنا بالملايين، وأدبنا أكثر حاجة للتعريف به عبر كل السبل، ناهيك عن أن مبدعنا الذي طالما حورب بحاجة إلى أن نلتفت إليه، وإن ضمن حدود الإمكانات.
ليس لنا موقف من أحد، وجوائزنا تمنح لكل من ترتئي اللجان المسؤولة عن أنه يستحقها، بالرغم من إحساسنا أن من يستحقون الجوائز جد كثر، وهذا الشعور لدى بعضهم- ولدينا ما نرافع به عن رأينا- وراء ردود بعض الأحبة التي نتفهمها، وهنا أعني من لا يطرح رأيه، لأن من يطرح رأيه فهو يقدم مادة من الممكن تأسيس الحوار عليها بما يخدم ثقافتنا وأدبنا وإبداعنا الذي جاءت هذه الجوائز لتكون إعلاناً عن: ماض وحاضر يدعوان للاعتزاز.
وإذا كان لدينا في أسرة الاتحاد العام للكتاب والصحفيين روح الإصرار على متابعة مشروع الجوائز، بكل ما لدينا من إمكانات، فإننا أحوج لسماع مجمل الآراء الحريصة لتطوير جوائزنا هذه، مقابل معرفتنا بأن منح الجوائز لأسماء محددة لا يعني أن غيرها ليس جديراً- وقد نخطىء أو نصيب في برنامج أولوياتنا- إلا أننا نؤكد بأننا في الوقت نفسه أحوج إلى التعمق في ثقافة الجوائز الأدبية، لاسيما إن ليس لدينا المقابل المالي الممنوح لمن تمنح له الجائزة.
وأخيراً، أتمنى لو أستطيع في مقالات مقبلة، أن أستفيض في مناقشة أمور أخرى أعمق مما تخلفه الجوائز- أية جوائز مهما كانت عالمية، من عواصف ردود فعل طبيعية، في كل مرة، وهي لدينا مؤشرعلى نجاح الغاية المتوخاة من جوائز الاتحاد، وذلك لأن نقد الجوائز-أيضاً- هو ليس فوق النقد، لاسيما ضمن إطار حالات موصوفة.

*
عن" بينوسانو" النسخة العربية

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.14
تصويتات: 14


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات