القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 493 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: رسالة عاجلة إلى د. عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد في سوريا

 
الخميس 23 اب 2007


إبراهيم اليوسف
dylynet@hotmail.com

لقد قرأت تصريحاتكم الأخيرة ، وليتك ما صرّحت ، وليتنا ما قرأنا تصريحاً- وعيدا ً - كهذا ،لك، أو لسواك ، وليت ما صرّحت به لا يتحقّق ، حول رفع الدعم الحكوميّ عن بعض المواد الأساسية، بالنسبة إلى مواطننا ،البائس ، كي يبدأ ذلك ب : البنزين وعلى حد قولك "زيادة أسعار المحروقات في سورية ستبدأ خلال الأسابيع المقبلة بشكل تدريجي وسيكون أولها البنزين"- انتهى كلامك ، وذلك ضمن دورة" الإجهاز" على المواطن الفقير ، من محدودي وعديمي الدخل ، أعني دورة" الغلاء" المريب ، والتآمر على لقمة المواطن، وعلاقة المواطن ببلده


ولنرى مقابل ذلك ، أنه سوف يدفع لمواطننا اثنا عشر ألف ليرة سورية ،كهبة ، أو كصدقة ، لا أدري ، بالنسبة للعائلة الواحدة ،و كبدل عن الضّحك عليه ، وسرقته، وتحويله إلى علف للناهبين، لذرّ الرّماد في الأعين ، وإسكات الألسنة عمّا يجري، وذلك بعد مجرّد أسابيع ممّا قاله سيادة الرئيس  د. بشار الأسد رئيس الجمهورية ، مطمئناً مواطننا ، في خطاب القسم، بأنّ رفع الدعم لن يتمّ إلا "في حالة  واحدة وهي إصدا ر مجلس الأمن قرارا ًبموجب الفصل السابع، وها أن تستبق لرفعه في مبادرة غير مفهومة منك......!
د. الدردري......!
 قبل كلّ شيء ، أحبّ أن أقول لك صارخاً ، لا مواربا ً، و لاهامساً  في أذنكً ( لأن كلّ من يوافقك على رأيك مستفيد أو جبان):
إنّني كرب ّ أسرة من زغب الحواصل، وإن كانت ربوبية أيّ أب أطفاله جائعون ناقصة وكاذبة ،سأدفع لك سنويا ًاثني عشر ألف ليرة سورية ، بدلاً عن أن تدفع لي من جيب الحكومة،المرتّق المفتّق ، شريطة أن تكفّ وحكومتك الموقّرة عن فتح باب زيادة الأسعار التي اكتوينا بألهبتها المستعرة ، وهي تنال من أرواحنا التي تكاد أن تتفحّم ، بل وكرامتنا ( بل وأية كرامة لمجوّع منهوب اللقمة ، لايحكي؟ ) وذلك في سياق صرف الأنظار عمّا يجري في ضبط الرّقابة ، وكأنّ المشكلة مع الذئاب الرقابية السارقة – ولا أقصد الشّرفاء في أيّ موقع البتّة – هذه الرّقابة التي لم تستطع طويلاً  ضبط سعر أجرة التاكسي بين أحياء المدينة، رغم كل الوعود ، والاحتجاجات، والمطالب ..........!
د. الدردري......!
خلال أسابيع فقط ، ارتفع سعر كلّ شيء ، وبقي المواطن هو الأرخص ، بدءاً بالسكر، و الزيت، و السمن ، و الشّاي، و الفواكه، و الخضار، و اللحوم، والغاز ، والأدوية , بل الطبابة ، إلى درجة مرعبة , تقشعرّ لها الأبدان , هل تفهم معنى أن تقول لي زوجتي – مثلاً – منذ يومين فقط : اشترينا" تنكة الزيت" التي كان سعرها قبل شهر بمبلغ- 800 ل س–ب –1280 ل. س – أي بزيادة – 380 – ليرة سورية على التنكة الواحدة , و هكذا ارتفع سعر كيلو الشاي من 180 ل. س – إلى- 260- ل س , و ارتفع سعر كيلو الفروج من – 45ل. س – إلى – 100 – ل س , و الصابون أصبح سعره ضعفين , و لن أتحدّث عن أسعار البطاطا ( وياعيني على البطاطا ) و البندورة، والخيار .....!
لقد شددنا الأحزمة على البطون كثيراً , نتيجة إملاقنا , و تراكمت الديون على مواطنيك البؤساء , لدرجة أن مواطناً مثلي ، لم يبق من راتبه الشهري، إلا حوالي – 2000 – ل س ، من أصل حوالي- 15000 – ألف , أسدّدها كأقساط متراكمة علي , فكيف تريدني أن أربي أبنائي , تربية صحيحة , سليمة ، و أعلمهم الطاعة التي تلقيناها ببغاوياً ....!
بل و هل ترضى – و أنا الذي أخدم منذ سبعة و عشرين عاماً بلدي , و تخرجت على يديّ أجيال من النشء ,هم الآن في كل مواقع الحياة - أن يعيش أولادك كما يعيش أولادي , أجل , لتعش و أسرتك , شهرياً – بمبلغ ألفي ليرة سورية ,  هل تقبل، هل ترضى حرمك وأولادك ؟ مع أن أوضاعي، وأمثالي ، أحسن من أوضاع كثيرين من الشارع السوري , ممن هم دون دخل نهائياً....!
أسألك - نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاقتصاد  - و أسأل حكومتك العتيدة , من أين أتيتمونا ؟ أعني من أيّ كوكب نزلتم علينا بالبراشكوت ، وهل أنتم – حقاً - من بلدنا سوريا ، وإلا فلما لاتشعرون بما يجري في الشارع السوري، حيث الجوع الحقيقيّ ، أجل، يا سيادة نائب رئيس مجلس الوزراء ، وأيتها الحكومة، بحق دالات التصريح المرعب: في بلدكم ثمّة جوع حقيقيّ ، فهلا فكرتم في مقاومة هذا الجوع ، مع أن أبناء كلّ منكم على حده، يعيشون في رفاهية ، وبحبوحة ، ولا أسترسل في توصيف حالاتهم ، هنا ، بأكثر..........!
كمواطن ، غيور على مواطني، ووطني ، وكراض عن عملي على مدى حوالي ثلاثة عقود ، أرفع صوتي عاليا ً ، وأنا مقبل على التقاعد الهروبي ، بحثاً عن اللقمة ، كي تفكروا بالعمل على الاتّجاه الآخر ، لتفكروا بأن يصل من جمل ثرواتنا الأذن إلينا ، إن لم نقل حصتنا من الدخل الوطني، كاملة ، وأن تنعكس ثرواتنا علينا ، لا على حراميتنا ، كي تخلق تلك العلاقة المتوخاة بين المواطن/ الوطن , لا أن يتمّ التخريب المنظّم من الداخل , كي يسهل بذلك ابتلاعنا من قبل الأعداء , والقوى التي لا تريد لنا الخير......!
- سيادة نائب رئيس مجلس الوزراء  ............ألا هل بلغت ....!؟

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات