القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 516 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الكورد بين منطقة آمنة و منطقة قاتلة- ج5

 
الأحد 24 اذار 2019


زاكروس عثمان 

بالنسبة للمنطقة الآمنة والتي من المرجح انها لن تجد النور، الموضوع لا يحتاج الى عبقري حتى يعرف يختار الموقف الاصوب، الذي من المفروض ان يدعمه الجميع، بغض النظر ان كان هذا الموقف صادر عن ENKS او TEV-DEM او الخط الثالث، اذ لا قيمة للسكرتير والحزب والاطار امام قيمة الشعب، واذا رأيت ان الحزب الذي اعارضه يسير على الطريق القويم فمن واجبي ان اسانده، وان وجدت ان السكرتير الذي اعبده يقودني الى هلاك حتمي من واجبي ان اعارضه.


قلنا اننا امام ثلاث خيارات، الاول منطقة دولية، والثاني مستعمرة تركية- سلفية، والثالث النظام السوري، بالنسبة للأحزاب فقد حددت خياراتها وفقا لنزوات مسؤوليها ومصالحها، ولكن ما هو الخيار الذي يخدم قضية روزئافايي كوردستان، ربما نجد الاجابة الشافية في تاريخ العالم المعاصر، حيث هناك قضايا كانت مشابهة لحد كبير لقضية كوردستان، اذ طبقت مشاريع لتسوية قضايا شعوب كانت بلدانها مستعمرات تحت الاحتلال، وكانت القوى الدولية والاقليمية تختلف فيما بينها على الكيفية التي يقررون بها مصير هذه المستعمرة او تلك، تماما كما تختلف اليوم على تقرير مصير الشعب الكوردي.

وهناك نماذج مختلفة لتسوية اوضاع المستعمرات، والاراضي محل النزاعات، والدارج هو عند تحرر المستعمرة او خروجها من الحروب والازمات، فأنها تحتاج فترة انتقالية لتحقيق الامن والاستقرار وبناء المؤسسات الدستورية والحكومية وتأسيس السلطة، وحيث انها بمفردها لا تستطيع انجاز ذلك، فأنها بالمرحلة الانتقالية تحتاج الى طرف اخر يساعدها على بناء ذاتها، المقصود بالطرف الاخر هو (دولة منتدبة) او (مجموعة دول) او (الامم المتحدة)، لإدارة المستعمرة السابقة مدة زمنية محددة.

بعض المستعمرات خرجت من سيطرة الدولة المحتلة، وتم تسليمها الى دولة اخرى للإشراف على المرحلة الانتقالية فيها، ولكن بمرور الزمن تحولت الدولة الضامنة الى قوة احتلال ورفضت منح الاستقلال الى المستعمرة الناهضة، وصادرت حق شعبها في تقرير مصيره، هذا النموذج وجد بعد خروج ايطاليا من اريتريا اذ تم تسليمها مؤقتا الى جارتها اثيوبيا الا ان الاخيرة قررت ضم اريتريا الى اراضيها وصادرت استقلالها، ما اجبر الإرتيريين لخوض حرب طويلة ودامية ضد اثيوبيا لنيل الاستقلال، ومن حسن حظ الإرتيريين ان أثيوبيا وقعت بمشاكل داخلية اضعفتها واجبرتها على سحب جيشها من ايريتريا ومنحها الاستقلال.

هذه التجربة الخطيرة تشبه الى حد كبير قضية روزئافايي كوردستان، التي تكاد تخرج من حرب دامت ثمان سنوات، وتحتاج وصاية طرف اخر لتمر بمرحلة انتقالية ريثما يتم تطبيع الاوضاع فيها، فاذا كان الوصي تركيا فلا حاجة ان نفكر حتى ندرك ان لدى انقرة مليون سبب كي تحتل المنطقة الى الابد، كما احتلت اثيوبيا لأريتريا، وبالتالي الامن القومي الكوردستاني يرفض الوصاية التركية، وفي سياق المقال ذكرت اسباب رفض منطقة أمنة تحت سيطرة الجيش التركي. 

وكانت بعض المستعمرات او المناطق المحتلة اوفر حظا من اريتريا حيث انها في المرحلة الانتقالية خضعت لوصاية مجموعة دول ما خلق توازن قوى منعت اية دولة من الانفراد بالمستعمرة او ضمها الى اراضيها، لهذا قررت مجموعة هذه الدول بعد انقضاء المرحلة الانتقالية، منح الاستقلال للمستعمرة، كما حدث في المانيا بعد الحرب العالمية الثانية، والتي وقعت تحت سيطرة امريكا فرنسا بريطانيا من جهة وروسيا من جهة اخرى، الا ان توازن الرعب بين هذه الدول دفعها بعد فترة وجيزة الى منح الاستقلال لألمانيا، في صيغة دولتين حيث اسس الحلفاء جمهورية المانيا الفيدرالية، واسست روسيا جمهورية المانيا الديمقراطية. 

ولو فرضنا ان المنطقة الآمنة في روزئافايي كوردستان سوف تكون تحت وصاية امريكا وحلفائها، بعيدا عن تركيا، حينها يمكن القول ان الكورد محظوظون جدا، إذ ليس هناك مخاوف من ان تقوم واشنطن بتطبيق سياسة تطهير قومي وتغيير ديموغرافي، وابادة الكورد، وجلب المغول والتركمان والقوقاز و سوريين من الداخل لتوطينهم في روزئافايي كوردستان، كذلك لن تقبل امريكا ان تتحول المنطقة الى امارة سلفية- شوفينية، هذا غير سعي واشنطن الى اعمار المنطقة الآمنة ليس من جانب تأسيس البنى المادية التحتية فحسب بل كذلك ايجاد دستور للمنطقة ومؤسسات حكومية تتوفر فيها الحد الادنى من المعايير الدستورية والقانونية. 

وسوف يكون الكورد اكثر حظا لو تقرر ان تكون المنطقة الآمنة الخاصة بهم تحت وصاية الامم المتحدة، كما حصل لعشرات المستعمرات في افريقيا واسيا، لان من يشرف عليها ستكون قوات متعددة الجنسية تابعة للأمم المتحدة، بموجب اتفاقات وقرارات وضمانات دولية، وبالتالي انتفاء اي تهديد داخلي او خارجي لروزئافايي كوردستان كونها في عهدة المجتمع الدولي، هذه نقطة والنقطة الثانية هو ان اي تطور او منجز سياسي يتحقق سوف يتم صونه وحمايته من الامم المتحدة، فلو تأسس اقليم فيدرالي وحكومة وبرلمان سيحظى ذلك بدعم وحماية الامم المتحدة، ولن نذهب بعيدا هذا هو اقليم باشوري كوردستان يعيش وضع تتوفر فيه كافة مقومات الدولة بفضل قرار امريكا وحلفائها بحماية الاقليم ودعم مشروعه الفيدرالي، الذي ما كان ليصمد ربع قرن بدون توفر حماية دولية له، حيث تتحين تركيا وغيرها الفرص لضرب الاقليم. 

من كل ذلك يتبين انه لا مستقبل للكورد مع الدول المحتلة لبلادهم (تركيا، ايران، العراق، سوريا)، بل المستقبل والحل يكون مع الدول الغربية، وسيكون افضل لو اتى الحل من المنظمة الدولية، انطلاقا من هذه الحقيقة، اقول للشرذمة التي تدعوا تركيا الى احتلال روزئافايي كوردستان، ترى هل انقرة راضية بتجربة باشوري كوردستان في بناء حكومة كوردية وتأسيس برلمان واعلان الفيدرالية، هل تسمح تركيا بتطور هذه التجربة فيما لو حصلت على فرصة للانقضاض عليها، اليس الاتراك يجدون في هولير/ اربيل مستنقعا مزعج بالنسبة لهم، اذاً كيف ترضى انقرة بحكم ذاتي في روزئافايي كوردستان ان كانت ما زالت ترفض فيدرالية باشوري كوردستان.  

وانه شيء يمزق القلب ويثقل الضمير، ان تجد هذه الشرذمة تطبل وتزمر لتركيا على مدار الساعة، كي تأتي وتحتل روزئافايي كوردستان، رغم ادراكهم التام ان قدوم الاتراك سوف يقود الى زوال مشروع الادارة الذاتية- كمنجز تحقق على ارض الواقع- يمتلك فرصة لتوطيده وتثبيته كمكسب للكورد وليس للاحزاب، فيما لو قررت الدول الكبرى تبني هذا المشروع الواعد، هنا اريد ان اسأل العقول والضمائر، لو تم زوال هذا المشروع، هل يمتلك الكورد او ENKS اية فرصة تسمح لهم الاتيان بمشروع بديل وفوري، ولا اظن ان الاجابة ستكون ايجابية، حيث لن تقبل تركيا ولا السلطة الحاكمة بدمشق سواء كانت حكومة الاسد او حكومة مؤلفة من المعارضات الحالية، للكورد ليس بالحصول على مشروع حل بل حتى السماح لهم بالتنفس، والمثل يقول (عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة)، والعصفور الذي بيد الكورد هو الادارة الذاتية بما فيها من عيوب ونواقص، اما عصافير ENKS فهي ليست موجودة حتى على اية شجرة، بل موجودة في اقفاص ذهبية بإستنبول تزقزق وفق مشيئة اردوغان.
يتبع

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات