القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 588 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: أبناء الوطن بحاجة إلى وطن

 
الخميس 04 تشرين الاول 2018


ليلى قمر 

ربما يكون إسم وطن بلا أبناء أشبه ما يكون في درجة خطورتها كحالة أم أنجبت العديد من الأبناء ربتهم وانشاتهم و هي تكد وتشقى وتضحي بتفان لسنين طويلة من عمرها ملبية لهم بما ملكت يداها من مستلزمات وما أن يشتد عودهم والدهر قد نال من همتها وصحتها فينتهي بها المطاف لتصبح أسيرة لمقعد وسرير في دار العجزة وهذا أفضل احتمال أمام حالات قد تكون أسوأ بكثير من حصرها في غرفة مؤجرة وبين حيطان باردة ومهملة إلى درجة أن بعضهن حتى في لقمة عيشها وتنتظر مايجود عليه فاعلي الخير 
في الوطن أي وطن يفترض أن يتساوى فيها ناسها وأن يتشاركوا بما يجود به هذا الوطن من خيرات وسبل رفاهية كانت كأسس حقيقية نهاية للحق ومرادفاتها الواجب كقاعدة عدالة راسخة فما من شعب يقدم ابناؤه وبناته للذود عن وطنهم إلى درجة الافتداء بالروح أن لم تكن الغاية المثلى لهكذا وطن هو تحقيق الكرامة والعدالة والمساواة لابل خلق شعور حقيقي عند جميع المواطنين المفترضين بأن أرضهم كما السماء فيه متسع للجميع يتساوى فيه جميعهم كما ماؤها وناتجها هو لتلبية حاجة الجميع 


وعندما يدرك المرء ذلك وأنه من أجل ذلك يخوض غمار البناء أو الإنتاج وحتى المعارك فحينها سيتم درك الصعاب والإرهاق والموت أيضا لأنه يدرك بأنه ينشىء آفاقا مستقبلية لمجتمعه ووطنه والتاريخ البشري بكل مافيه حبلى بشواهد كثيرة لمجتمعات تضافرت جهود ابنائها وأسست اوطانها منطلقة في الأساس لابل وكركيزة رئيسية على جهود أبنائها وإرادة انتفت فيها الشخصانية والعصبوية القبلية منها والفئوية على الرغم من أنه قد توجد بعض الحالات الفردية ربما والتي قد لا ترتقي كظاهرة يقابلها بعض السياقات التي وبأسم الوطن ومصلحتها والشعب ومطالبيها وبها يمارسون أبشع السياسات التي قد تغلف بما شاء وهب الشعارات وهي في الحقيقة إنما تمارس وبوعي فوقي تماما بحقيقة كل تلك الممارسات و أهدافها وهنا وبعيدا عن التنظير والفلسفة وفي حالتنا الكوردية والتعسف والذي مورس بحقنا تاريخيا والتي استهدفت كينونيتنا القومية ومخاضات نضالاتنا على مر الدهور وتحديد الثورات و عشرات الآلاف من الشهداء نستهدف كلنا استقلال وطننا لن نبني فيه آمالنا ونؤسس ما حلمنا به وهذه العواصف الهابة علينا والتي تعصف بيننا فتفتك بالأساس وتشتت البنية الرئيسية تحت حجة ايديولوجيات تسعى إلى سياحة فكرية في فضاءات حتى المختبرات ستعجز عن تطبيقاتها العملية والأدهى بأنه وتحت سقف عناوين الأدلجة بريقها يسحق الأخر وفي تفسير بشع واحد المقصلة في نفي لنفي يتنج دائما نفيه الآخر 
إن أبشع إنعكاس له كذا تواترات وفي بيئة يدفع فيها الأنظمة المتحكمة شعبها إلى حالة الإعتراف الفردي الذي ينمو ويتكتل ليشكل ظاهرة جمعية تؤدي إلى نزوحات داخلية أو هجرة خارجية وضغط نفسي وشعور بالإحباط كما ونزاعات ايكولوجية تشرح البنية المجتمعية وتخلق سياسة منمطة أو ما يمكن تسميتها بالإكراه والمكروه خاصة أن أنظمة النموذج والتفكير الأوحد تجاهر في تطبيقها على أرض الواقع فيصبح الوطن بامكاناته بقرة حلوب فقط لمن يرى بعدساتها ويسمع من خلال سماعاتها وحينها سيصبح حالة المريض المتنازع وأهله أمام باب مشفى وطبيب يفترض بأنه أقسم بقسم أبو قراط ذاته مثل النادل أمام باب مطعم أو حارس أمني لمتجر يطلب منك أن تدفع أو يطردك 
أن تستهدف وطنا ومجتمعا رزينا لن تفيدك بالمطلق جرعة الشعارات وبناء أو محاولة ترسيخ قناعات مافوق مجتمعية وإن نبني جميعا أوهام غير واقعية وخلط المحليات الأساسيات وكلنا يعلم إن المجتمعات ستائر في غالبيتها السائد إلى حين وبعضهم يرى في التصورات والمواقف والممارسات وكأنها من المقدسات ولكن ما أن تكتشف أو تظهر الحقائق فإنها تثور وتنخفض وقد تؤدي إلى كوارث يمكن تفاديها وبكل بساطة وهذه البساطة هو أن يبدأ كل فرد منا بذاته وأسرته بأن يرسخ مفهوم التشارك كما في جدران البيت ومستلزماته وطعامها والأهم أفرادها واحزانها 
إن مفهوم التشارك أو المشاركة هي من أهم أسس بناء المجتمعات انطلاقا من بيوتها وعائلاتهم 
و الآن وكمثال يقال عن الزوجين شريك وشريكة في الحياة وهكذا تتطور لتعم البيئة من خلال الحي أو القرية لتغطي مفهوم الأمم والأوطان أيضا وعليه أفلا نكون محقين في سؤالنا عم وطن بجمعنا ونحلم فيه بتحقيق أملنا بجمع شتاتنا الذي بعثرته اتفاقيات ومؤامرات دولية وأن نجعل من أرض هذا الوطن حاضنة لكل ناسها أم أن ارادات المغتصبين ستستمر تمزق فينا وبعضها يزين لبعضه كما نحن نفرش زهورا لبعضنا الآخر فنزيد من حالة التخاصم البيني ويتخضخم حجم الاغتراب للغالبية فتستفرغ بقاعنا أكثر وناسنا تتشتت في بقاع العالم بحثا عن وهن جديد
كم هو فظيع أن يعمل بعضهم في مواجهة بعضهم ليجعلوا من كلهم مجرد مشاريع تستهدف فقط
إلى ما عجزت عنها نظريات وخطط مدموغة كانت باختام الأنظمة الغاصبة وللأسف تطبق بحرفية عجزت عنها كل تلك الدول بمؤسساتها وقواتها القمعية 
لنعود ونسأل وبكل ألم وعجز لما الفقر يلد فقرا والجوع جوعا في وطن مازال يروى بالدماء

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات