القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي

























 

 
 

مقالات: من سلم مفاتيح عفرين إلى حفيد أرطغرل ؟

 
الأحد 15 تموز 2018


إبراهيم اليوسف

ربما كان عنوان هذا المقال، استفزازياً، بعض الشيء، إذ إنه قد يوحي بتهمة مبطنة إلى جهة ما كان أمر عفرين، وأهلها، بأيديها، ثم أنها تواطأت  مع الغازي التركي الذي احتل عفرين في 18 آذارالماضي، بعد استبسال من لدن كرد المكان، وكرد سوريا الذين دافعوا عن كرامتهم، وهو ما لا يكترث به بعضهم، من خلال انطلاقهم من النتيجة التي آلت إليها أمورعفرين، أي: وطأة الاحتلال، واقعاً حالياً، أو توقعاً للحال، منذ اللحظة الأولى التي كنا ندركها جميعاً، وكان لابد لكل الشرفاء من أن يقفوا إلى جانب أهلهم، ناسين بؤس سياسات أولي الأمر الطارئين: منظومة العمال الكردستاني، الذين استلموا مقاليد الأمور وفق تفاهمات موقوتة، ولم يكترثوا بوقود صعودهم الموقوت، من دماء أبناء المكان، و ذلك على حساب وجود ابن المكان، ومكانه!؟


لن يجافي المقال الحقيقة، وهي أن ب ي د. والتسمية هنا هي ب ك ك نفسه، لا فرق، لم يرد أن يخسر أحد الأماكن التي بسط عليها سيطرته، بعيد تفاهمات محلية، وإقليمية، ودولية، سواء أكانت مع  النظام السوري،  أو سواه،  ومن بينهم: تركيا، منذ أواخر آذار2011، ومن دون أن يكترث بأبناء المكان- الفعليين- معتمداً على حضوره الضئيل، المصدَّر، والمصادِر، ليتنامى، تدريجياً، عبر سياسات الترغيب والترهيب، بكل ما ينضوي ضمن إطار هذين المصطلحين من ترغيب لأناس بلا شأن، بلا ماض، وترهيب لكل"كردي" مختلف ولوكان من داخل بنيته. من داخل بيته: أي هذا الحزب، وكان وقود ذلك ما تعرض له أفراد إحدى الأسر الكردية  في عفرين: آل الشيخ نعسان- على سبيل المثال- من انتهاك عظيم: من قتل وتمثيل بالأجساد وحرق لمأواهم، وتخوين لهم، بما لا تقبل به القيم والأخلاق، وهو ما تكرر في الكانتونين الآخرين: الجزيرة- كوباني، بشكل أو بآخر، وكان الهدف إرهاب الكرد، وقيادتهم إلى حظيرة هذا الحزب، في أقصر مدة زمنية، ليكون بديلاً عن كل التراث النضالي التاريخي الفعلي لكرد المكان، في مواجهة النظام، وكان حصيلة ذلك-حصيلة تلك المقاومة السابقة على وجود ب ك ك، ثقافة ابن المكان، وأخلاقه، بما يقرُّ له بذلك المنصفون من أهله كرد الأجزاء الأخرى.

مؤكد، أن أولي الأمر في عفرين، لم يكونوا ليريدون مثل هذه النهاية المأسوية لسلطتهم، وذلك لأنها حقل تجارب لتأكيد مشروعهم- السياسي- وإن كانت ثمة هوة كبيرة بين هذا المشروع وإرادة أبناء المكان، كما أنهم- وعبر رصيدهم من وقود آلتهم العسكرية- دافعوا عن عفرين، بلا هوادة، ولا أتحدث هنا عن أية مأثرة لقادتهم- غير الميدانيين- الذين لطالما توقعنا أنهم سيزلزلون الأرض تحت أقدام- جنرالات- تركيا، وسياسات أردوغان، إلا أنهم لم يفعلوا ذلك، تاركين كائن المكان، والمكان نفسه، للمصير الوحشي الذي ينتظرهما.

حقيقة، إن تركيا كانت تتحين الفرص منذ صعود"  ب. ك. ك" في المكان الكردي في سوريا، بعد أن غضت النظرعنه، ليعبر بعتاده ومقاتليه إلى ساحة حرب أخرى، بعيداً عن مكانه، في انتظار لحظة الانقضاض التي تأخرت سنوات، وكان شوفينيو تركيا يصطلون غيظاً لصعود عدوهم التاريخي، إلى أن تمت تهيئة الظرف الدولي المناسب، لتركيا، وراحت تتحرك، من خلال دفعها بمرتزقة الجيش الحر الذين قبلوا أن يكونوا مجرد  درع بشري لمرتزقتهم الغزاة ، وراح يكافئهم، لقاء عمالتهم، بأن أطلق أيديهم في عفرين، ثمناً لدمائهم التي أهدروها على أيدي الشباب  الكردي السوري المقاوم في عفرين، وما كان لهم ولا لتركيا الانتصار لولا الاستعانة بالطائرات، والأسلحة مابعد الحداثيىة، مقابل تخاذل الدول التي احتضنت القوات المقاومة، على امتداد سنوات حربها على الإرهاب الداعشي، والجبهتنصري، وأشباههما...!؟

ثمة أخطاء فادحة مارسها- أولو الأمر- في عفرين، بحق أهلهم،  وما التصفيات والاغتيالات والاعتقالات وعمليات الخطف والتجنيد الإجباري  ومنع الحياة السياسية- النضالية الكردية- وفرض-الأوبجة-"أي ما ينسب من أفكار إلى زعيم الحزب: عبدالله أوجلان، فك الله أسره، على الناس إلا عامل أزاد  الشرخ بين هذا الحزب والكرد، وهو درس لم يتعظ منه واجهات ب ك ك في- الجزيرة وكوباني- إذ لايزالون يحافظون على تلك الهوة بينهم وحاضنتهم الكردية التي باتت في أوهى أشكالها، نتيجة التهجير، والتنفير، والقمع، بل إنهم يزيدون هذا الشرخ، يوماً بعد آخر؟؟!

ولقد بدت تركيا عارية من ورقة توت إدعاءاتها الكاذبة التي أطلقها- أردوغان- وبطانته، مدعين أن مهمتهم مؤقتة، إلى أن يتم- تحرير- أهل عفرين من السلطة القائمة، وما كانوا إلا مجرد محتلين، إذ إن مشروعهم لما يزل مستمراً، بعيد تهجير كرد عفرين، حيث يتم التخطيط لاقتطاع عفرين من الخريطة السورية التي كانت تنتمي إليها، منذ تأسيس سوريا في العام 1925، وذلك عبر ضرب مكونات المكان السوري بعضها ببعض، وقد رضي بعض من يسمون بالجيش الحر بأداء هذا الدور البغيض، وما يدعو إلى الألم بأكثر، هو أن بعض مثقفي الخط الأول- في الثورة السورية- ناهيك عن سواهم، تحولوا إلى مدَّاحين للمشروع التركي، وعلى حساب وطنيتهم، طالما أن ذلك يعني استفزازاً للكردي، شريك المكان، وإن كان ثمن ذلك جزء من الخريطة الوطنية، بحسب تنظيراتهم، إلى وقت قريب؟!

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.27
تصويتات: 11


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات