القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 301 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي




























 

 
 

مقالات: البارزاني ليس فاشلا

 
السبت 21 تشرين الاول 2017


يوسف بويحيى (أيت هادي المغرب)

الكثير هتف و كتب عن البارزاني بأنه فاشل و ليس له دراية بالسياسة و العسكرة و حكومة بغداد كانت ذكية و إنتصرت عليه و ضاع حلم الكورد المتمثل بدولة مستقلة ،لكن ماذا بعد ؟؟
أولا و قبل كل شيء يجب الإعتراف بأن كل من يتهم السروك "مسعود بارزاني" بالفاشل أنه هو الفاشل و الغبي الكبير كونه لا يفقه شيئا في السياسة و ماذا يجري من حوله و من حول كوردستان و داخل كوردستان ،فقط يكتفي المحبطون بالجلوس وراء شاشات الهواتف و يكتب "البارزاني فاشل" ثم ليصمت و بعد إدعاء تحرير "كركوك" إستيقظ من جديد ليكتب "هربجي بارزاني" ،و هكذا دواليك يبقى الكوردي سواء ،مثقفا ،سياسيا ،محللا يتنقل بمواقفه النفاقية إلى ان يموت ،هنا تكمن ازمة الإنسان الكوردي و القضية بإحتكامها فقط لمقياس الغلبة و القوة و ليس المنطق و المنهج.


البارزاني سياسي بارع :من كان يعيش القضية الكوردية على مر التاريخ سيعلم جيدا أنها دائما كانت في تصادم مع انظمة ديكتاتورية احادية لا تقبل الآخر المختلف و لا تقبل الحوار و لا تتقن سوى لغة الحديد و النار ،من عنق الزجاجة إستطاع السياسي "مسعود بارزاني" إفشال كل المخططات السياسية البعثية و ما ادراك ما البعث الصدامي و بمساعدة كل دول العربية و بالتآمر مع القوى الكوردية الخائنة ،فلم يكن من إصراره و ذكائه سوى تحقيق عدة مكتسبات كتأسيس الإقليم و الحكومة و البرلمان و تعديل الدستور و التنقيب على النفط...
نفس الشيء حدث مع السياسي "مسعود بارزاني" بعد إسقاط نظام البعث و إستمرار سياسة القمع و التجويع و خرق الدستور تعامل معها بكل ذكاء و حنكة و تحدى جميع الحصارات للدول الأربع المجاورة ،تعامل بصبر عميق كي لا يضحي بحلم الشعب رغم مروره بازمات أكثر مما يعيشه الإقليم حاليا بفاجعة "كركوك" ،إنجاحه مشروع الإستفتاء مع تحدي كل الصعاب و الضغوطات الدولية و الإقليمية امر يحسب لذكائه و حنكته السياسية و إنتصاره على حكومة بغداد بشكل قانوني مشروع يثبت براعته السياسية و التطلعية للمستقبل ،نجاح الإستفتاء إنجاز تاريخي قطع به نصف الطريق و لن يتنازل عنه مطلقا لان هناك تطلعات مستقبلية سارة.
_البارزاني عسكري فد :شخص منذ صغره و ريعان شبابه حامل السلاح إلى يومنا هذا في صراع مع الديكتاتوريات من أجل الحق الكوردي و إفشال كل الهجمات الخبيثة كما تحمل بعضها ،سقطت انظمة و جاءت أخرى وهو مازال مكانه صامدا دليل على انه عسكري و داهية في فنون الحرب.
كان للمقاومة الكوردية العسكرية دور كبير في بقاء إيران على الخريطة و المكون الشيعي إبان النظام البعثي ،كما لعبت المقاومة الكوردية دور الحسم في إسقاط نظام البعث الصدامي ،كما لها الدور الكبير في فك الحصار الذي زحفت من خلاله إيران إلى الخليج العربي...كل هذا بقيادة العسكري "مسعود بارزاني" ،مع كل هذه الاحداث التاريخية  للمقاومة الكوردية أثبتت بأنها جديرة بالثقة و الصمود ،ثم يأتي جبان كان من كان ويقول "مسعود بارزاني" يفتقر لشروط القيادة.
_البارزاني منظر واقعي : لا احد يشك في أن البارزاني تنبأ بجميع الاحداث المعاشة حاليا قبل ظهورها بأكثر من 11 سنة كتنظيم داعش و الحروب و التقسيمات ،و قد وضح ذلك في العديد من المناسبات الدولية و المحلية في حين لم يكن العرب يفقهون على ما كان يتحدث ،نصح العرب السنة في 2003 بتاسيس إقليم لهم في العراق علما انهم مستهدفون من طرف حروب طائفية شيعية و الآن نرى نبوءته تتحقق بخسارة العرب السنة ،تاسيس إقليم كوردستان في سوريا الغاصبة كان من اهم إقتراحاته للإخوة الكورد.
إصراره على الإستفتاء كانت نظرة ناجحة كورقة ضغط علما ان القوات الإرهابية جمعاء عاجلا ام آجلا ستشن حربا على الإقليم سواء تم الإستفتاء أو لم يتم ،الهجوم بدون إجراء الإستفتاء بمثابة خسارة مريرة اكثر ،فالإعتماد على الإستفتاء نصف الإنتصار رغم نكسة "كركوك" و المناطق المتنازع عنها.
_البارزاني شامخ : العظيم في هذا الشخص انه دو عزة و نخوة و ليس ذليلا كباقي الزعماء ،لم يركع ابدا للديكتاتوريات و لم يلعق ابدا احذية امريكا و إسرائيل و التحالف الدولي ،علاقته بهم كانت علاقة مصالح ندا للند ،لم يتبجح ابدا بأمريكا و إسرائيل و لم يعش ابدا تحت اوامرهم ،زعيم قومي لا يعرف الكذب و لا المراوغة هادئ و ليس ثرثار.
عندما خانته أمريكا و إسرائيل لم يتوسل بل رفض مقابلتهم و بلهجة شديدة غاضبة بعد عدة محاولات تم اللقاء لكن وبخهم و لم يتنازل عن كرامته و قوميته ،كما ضغط عليهم بطريقته الخاصة بالإنسحاب من مواقع حساسة لأعدائهم كما يدعون.
البارزاني ليس عربيا لكي يكون ذليلا و لا فارسيا ليكون منافقا و لا أمريكيا ليكون براغماتيا ،هو كوردي لا يعرف الإستسلام و المذلة و المؤسف ان البعض  من شعبه لا يعرفونه قدر المعرفة.
_البارزاني رمز تاريخي : شخصيا اصنف السيد "مسعود بارزاني" بأنه أبرع سياسي و عسكري و منظر واقعي في الشرق الأوسط على مر التاريخ ،لقد مرت عدة شخصيات تاريخية سياسية لكن لم يستطع احد ان يتحدى الصعاب كما تحداها البارزاني ،كما أؤكد حسب معرفتي بأن نجاح البارزاني يكمن في شمولية شخصيته السياسية و العسكرية و الفكرية ،فلو كان سياسيا فقط لما بقي نهجه القومي مستمرا و لو كان عسكريا فقط لٱنتحر سياسيا ،كمثال دليل على هذا أن إنهيار البعث ناتج عن تباين و تباعد و عدم تكافؤ الذكاء السياسي مع الحنكة العسكرية للقادة.
شخصية البارزاني البسيطة جعلت منه رمزا يحتدى به عالميا و وطنيا ،رمز للوطنية و القومية المعتدلة و المقاومة ،لا يمكن ذكر كوردستان دون ذكر البارزاني.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات