القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 361 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: الحركة السياسية في غرب كوردستان ومهمات المرحلة (5)

 
الثلاثاء 13 حزيران 2017


جان كورد

الفكر، تحديد المفاهيم الأساسية المستنبطة من الفكر، تثبيت الأهداف وأولويات العمل لتحقيقها، الخطط التي يجب وضعها للخروج من المشروع بنجاح ملموس. وهذا ما نسعى له ونأمل الوصول إليه من خلال ما نطرحه من رؤية متواضعة على كل الناشطين في حراكنا السياسي -  الثقافي في غرب كوردستان وفي المهاجر.  
بعد أن استعرضنا الجوانب التاريخية للحركة التحررية الكوردستانية ننتقل إلى الحركة الوطنية الكوردية في غرب كوردستان ونطرح على قادتها وزعمائها المختلفين أبداً هذا السؤال:


-ما أهداف أحزابكم في هذا الجزء من كوردستان؟
فسيأتينا جواب يكاد يكون على ألسنة معظمهم، وقد يكون هكذا: "نحن لنا أهداف قومية كوردية، حيث أننا جزء من الأمة الكوردستانية المجزأة، كما لنا أهداف وطنية سورية باعتبارنا نعيش منذ تأسيس الدولة في هذه البلاد.
وهذا بالفعل كان الجواب الواقعي والمنطقي عبر عدة عقودٍ من الزمن، منذ أن غيّر الحزب الديموقراطي الكوردستاني – سوريا هدفه (تحرير كوردستان وتوحيد الكورد) على أثر حملة الاعتقالات التي شملت جميع أعضاء قيادته في ستينيات القرن الماضي، وفرضت الحكومة السورية عليهم الاختيار بين الإعدام والسجن المؤبد أو تغيير منهاج الحزب واسمه، فدار نقاش طويل وجاد وراء القضبان حول المطروح عليهم، وخرجت القيادة التي كان يرأسها الدكتور نور الدين ظاظا بقرار الامتثال للعرض الحكومي السوري، باعتبار أن القرار يتطابق مع الواقع السياسي للشعب الكوردي في سوريا، إلاّ أن البعض من القياديين وفي مقدمتهم المناضل الكبير عثمان صبري الذي يطلق الكورد عليه لقب (آبو : العم) كان ممتعضاً من القرار المتخذ، وتسبب ذلك فيما بعد في انشقاقٍ تنظيمي في الحزب الذي كان الممثل الوحيد للشعب الكوردي في سوريا آنذاك، واكتفى الطرف المؤيد للعم (آبو) بأن تبنى فكرة النضال من أجل "حق تقرير المصير"، ولكن في مناقشات كانت تجري ضمن الحزب وخارجه، ولدى اعتقال أعضاءٍ له، كان هذا الحق المعترف به دولياً لا يرتقي أبداً إلى المطالبة ب"تحرير كوردستان وتوحيد الكورد"، وهكذا يمكن القول بأن أهداف الحركة السياسية في غرب كوردستان تمثلت بما يلي:
- رفع كل المظالم والتمييز الصارخ عن كاهل الشعب الكوردي ووقف المشاريع التي خطط لها العنصريون وبدأ البعثيون بتطبيقها في المنطقة الكوردية شمال البلاد، بزعم أن المنطقة تتأثر بما يجري في "شمال العراق!" من أحداث وقلاقل ومؤامرات على الأمة العربية (!)، والمقصود (ثورة أيلول المجيدة)، قد يشكل خطراً على أمن واستقرار سوريا. 
- الاعتراف بالوجود القومي للشعب الكوردي دستورياً، حيث أنه يشكل المكون القومي الثاني من مكونات الشعب السوري، والسماح له بالمساهمة في الحياة السياسية السورية مثل المكونات الأخرى، على قدمٍ وساق. 
- وقف سياسة التعريب الشاملة والاستيطان العربي المدعوم من قبل الحكومة مباشرة لتغيير الوضع الديموغرافي للمنطقة الكوردية.
- فتح المجال أمام تطوير اللغة عن طريق التعليم والتربية، وإلغاء كل مظاهر الاقصاء والمنع والتخريب ضد الثقافة الكوردية القومية، والسماح للشباب الكوردي بالانتساب إلى السلك الدبلوماسي والقوات المسلحة. 
- التأكيد المستمر على موضوع الحريات السياسية في البلاد والديموقراطية وحقوق الإنسان، وحرية الرأي والاعتقاد والإبداع، وحقوق المرأة والطفل، وحماية البيئة وغير ذلك من الأهداف العامة التي تتفق بصددها الحركة الكوردية مع القوى الوطنية السورية الأخرى.  
طبعاً، كانت هناك أهداف بارزة وواضحة في مختلف برامج ومناهج الأحزاب الكوردية السورية، إلاّ أنه يمكن وضعها في إطارٍ محدد هو (الحقوق القومية -الثقافية) أو (السياسية – الثقافية) التي لا تمس بنية النظام البعثي المستفرد بالحكم والمستبد بالشعب.  ودام هذا حتى بعد مرور خمس سنوات أو أكثر على قيام "الحركة التصحيحية" التي قادها الجنرال حافظ الأسد ضد رفاقه البعثيين في عام 1970. أي منذ أن غير الحزب (البارتي) اسمه من (كوردستاني) إلى (كوردي) وحتى انهيار ثورة أيلول المجيدة في عام 1975. 
لم يتمكن (الإخوان المسلمون)  في سوريا من كسب الشباب الكوردي، على الرغم من تواجد مئات ولربما آلاف الملالي الكورد في مختلف الأنحاء التي يسكنونها في سوريا،  وكان هؤلاء الملالي (الشيوخ) قد تلقوا علومهم في مدارس شرعية أو معاهد أو جامعات عربية سورية ومنهم من كان خريج جامعة الأزهر، وكانت غالبيتهم تنأى بنفسها عن السياسة، وفشل (الإخوان)  في كسب الكورد إلى تنظيماتهم  التي كانت منتشرة في شتى أنحاء البلاد،  يعود إلى أن نظرتهم إلى القضية القومية الكوردية لا تختلف في كثيرٍ عن نظرة الأحزاب العربية القومية كحزب البعث العربي الاشتراكي والحركة الناصرية، فكانوا مع تعريب الكورد، ومع رفض أي حلٍ للقضية الكوردية على أساس قومي، باعتبار أن الكورد مؤمنون ب"وحدة الأمة المسلمة"، ومن الاسلاميين من لايزال يقول بأن "الخليفة من قريش"، و"لسان أهل الجنة عربي"، فما الحاجة لدولة أو قومية كوردية، طالما الكورد مسلمون في أغلبيتهم وسينالون حقوقهم كمواطنين فيما إذا وصل الإخوان إلى حكم البلاد؟
أما الشيوعيون السوريون فقد توغلوا بين الشعب الكوردي، لأسبابٍ عديدة، منها:
- رئيس الحزب "خالد بكداش" كان كوردياً، وهذا له دور هام في المجتمعات المتخلفة. 
- كانت في الاتحاد السوفييتي جمهورية صغيرة بقيت فترة قصيرة من الزمن باسم "كوردستان الحمراء"
-النظام الشيوعي كان قد أسس جمهوريات ونظام شبه فيدرالي ومناطق حكم ذاتي وإدارات ذاتية لمختلف الشعوب في الاتحاد السوفييتي. 
-في بداية انتعاش الفكر الشيوعي في سوريا كانت تصدر منشورات عنه باللغة الكوردية أيضاً
-كان الشيوعيين يعتبرون أنفسهم ممثلين للطبقات الكادحة ويناضلون لتحريرهم وانصافهم، والكورد شعب من الكادحين الذين يطمحون باستمرار إلى التحرر من الظلم والجور والاستغلال وفساد السلطات والشرائح الاجتماعية المترفة. 
في عام 1967-1977 طرح الحزب الاشتراكي الكوردي شعار (الإدارة الذاتية للشعب الكوردي والاشتراكية للبلاد)، لأوّل مرّة، وهذا كان جديداً حقاً في الحركة الوطنية الكوردية ومثيراً، وخاصةً فإنه طرح هذه الفكرة بعد أن أصيبت ثورة أيلول المجيدة بالهزيمة المريرة (1961-1975) التي كانت ذروة كفاح الأمة الكوردية وأقوى فصائل حركة التحرر الوطني الكوردستانية، إلا أن موضوع "الإدارة الذاتية" لم يكن واضحاً حتى لدى القيادة التي تبنت الفكرة، لأنه لم تكن للكورد أو للسوريين أي تجربة سابقة في هذا المجال في أي منطقةٍ من مناطق سوريا.  ولكن المؤكّد هو أن بعض الذين فكروا في تأسيس هذا الحزب من المستقلين أو ممن كانوا سابقاً في حزب (البارتي) كانوا يخافون من انجرار الشباب الكوردي كله صوب الحزب الشيوعي السوري، بعد انهيار ثورة أيلول المجيدة،  فقرروا تأسيس (حزب اشتراكي كوردي)، إلاّ أن فئةً أخرى منهم كان يرتبط بالاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي تشكّل في دمشق ونشرت جريدتا (البعث) و(الثورة) بيانه التأسيسي، وهذا ما دفع الغالبية من الأعضاء إلى (حلّ الحزب) والإعلان عن سبب الحل ببيانٍ واضحٍ مختصر، بعد سنواتٍ قليلة من تأسيسه، على الرغم من أنه توسع تنظيمياً، ولأنهم كانوا ضد ربط حزبهم بسياسة تتعارض مع البارزانية التي تربوا ونشأوا عليها، ورفضوا أن يرضخ الحزب بشكلٍ من الأشكال لاتفاقات سرية بين الاتحاد الوطني والنظام الحاكم في دمشق. في حين استمرت فئة "معادية" للبارزانية في العمل باسم الحزب، إلاّ أن هذا التمزّق قد وأد فكرة "الإدارة الذاتية" التي كانت ستنتشر بين الأحزاب الأخرى لو ظل الحزب الاشتراكي كما بدأ موحداً ومؤمناً بهذه الفكرة. 
ما جرى للاشتراكيين الكورد في غرب كوردستان إثبات للتأثير العميق لنزاعات الحركة السياسية الكوردستانية عامةً، وفي جنوب كوردستان خاصةً، على الحركة السياسية الكوردية السورية، سلباً أو إيجابياً، في حين أن كل نزاعات الأحزاب العربية السورية عبر تاريخها منذ الاستقلال لم تؤثر يوماً في أي انشقاقٍ أو خلافٍ في الأحزاب الكوردية السورية.  وما حدث في الحزب الاشتراكي الكوردي في سوريا حدث أيضاً في التنظيمات الكوردية الأخرى، على الرغم من أن بعض القياديين يعيدون انشقاقاتهم وخلافاتهم إلى ظروف ذاتية داخلية وإلى الوضع السياسي في سوريا، إلا أن تاريخ الحركة يرينا بوضوح أن أطراف الخلاف كانت تركض لحل مشاكلها إلى إقليم جنوب كوردستان، وليس إلى دمشق أو أي منطقة أخرى في سوريا.  
وهذا يبين لنا أن ثمة تشابك وترابط عميق بين غرب وجنوب كوردستان، مما سيكون له الأثر الكبير في كفاح شعبنا في المرحلة الحاضرة.
‏13‏ حزيران‏، 2017    
 ((يتبع))

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات