القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



القسم الثقافي





























 

 
 

مقالات: بعيداً عن منطق الأغلبية وثقافة المنبع والأصل

 
الأثنين 06 شباط 2017


افتتاحية جريدة المساواة

يجمع المتابعون لتطورات الشأن السوري ان اطراف الصراع باتوا يؤمنون بحقيقة استحالة الحل العسكري ولم يعد ذلك مجرد شعار وان الجميع توصلوا الى انه لم يعد للجسم السوري قدرة على مزيد من النزف , وجاء مؤتمر استانا بتركيبته والاطراف الراعية له وما تمخض عنه من نتائج في المقدمة منها تثبيت وقف اطلاق النار ووقف العمليات القتالية الا تأكيدا على ذلك وتمهيد السبيل لانطلاق قطار الحل السياسي من خلال النداء الذي جاء في البيان الختامي للمؤتمر الى تفعيل جنيف وان يتم البحث عن مخارج جديده لم يتوافق المعنيون عليها بعد .


ان ما يهم السوريين بعد ما ذاقوه من ويلات طيلة السنوات الماضية هو وضع حد لعذاباتهم وافشاء السلام في البلاد , لكن لتضميد جراحاتهم يجب تحقيق ما طمحوا اليه وثاروا وضحوا من اجله (الحرية والكرامة) في بلد لا مكان فيه للاستبداد والاقصاء , ويدرك المعنيون ومن آل اليهم القرار جيدا , ماهية هذه الطموحات وأهمية ذلك للتأسيس لسلام حقيقي وبناء بلد يطمئن اليه ليس السوريون فحسب بل الجوار والمجتمع الدولي الذي لم يسلم من شرور ما تولد في بيئة الصراع وتعشش فيه الارهاب والفساد . وفي خضم ما يجري تشهد الساحة السورية تكتلات وتموضعات جديده لقوى المعارضة وتطرح تصورات متباينة للمشهد السوري وافاق المستقبل الا ان ما يؤخذ على العديد منها انها لم تبتعد عن رؤية ومنطق النظام في تناولها للقضايا الجوهرية التي كانت من الاسباب لما اصبح اليه الوضع في البلاد , هذا المنطق الذي يأخذ الطابع الشعاراتي ويتم التحشيد لها عروبيا واسلامويا كقضية الديمقراطية وهوية الدولة وحقوق المكونات وفي المقدمة منها حقوق الشعب الكردي التي تعد من القضايا الوطنية بامتياز والمتجذرة منذ عقود والنظر اليها بعين الريبة والمؤامرة وتهديدها لوحدة البلاد كل ذلك في ظل غياب برنامج واضح ومتكامل لديها عن المستقبل , الامر الذي قلل من حماس المكونات وزاد لديها من حالة الخوف والقلق , وعليه فان المعارضة بكل تلاوينها امام تحد ومسؤولية وطنية لإجراء مراجعة شاملة لمجمل سياساتها تكون في المقدمة منها العمل وفق منحى يجمع ولا يفرق وبخطاب وطني ديمقراطي يلبي تطلعات الناس ويحظى بمصداقية الدفاع عن كل السوريين من اجل تغيير حقيقي ليس في السلطة وكرسي الحكم وانما في بنية النظام وركائزه والقطع مع كل المفردات والذهنيات التي اغتالت الدولة والوطن وتقمصتها بالسلطة وعصاها , بخطاب يعكس حقيقة التعدد القومي والديني الذي بدأ به الحراك الجماهيري بعيدا عن عقلية الاقصاء ومنطق الاغلبية وثقافة المنبع والاصل والسعي لبناء دولة المواطنة الحقه افرادا وجماعات في شراكة وطنية عبر نظام فدرالي برلماني ديمقراطي .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات