القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 523 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: المثقف الكردي.. وضريبة الكتابة

 
الثلاثاء 01 تشرين الثاني 2016


عمر كوجري

مهما تكن لفظة المثقف مطاطة، وقابلة للتأويل، فإنها في الوسط الكردي في كوردستان سوريا تعني الكثير بحكم العسف الذي لحق بالثقافة الكردية والمثقف الكردي من طرف النظام السياسي وأدواته الأمنية العسكرية في سوريا وطوال عقود، بمعنى أن من ادّعى الثقافة رهط كبير من الناس، ومن تعب، واشتغل على حاله، ودفع من عمره فاتورة الرغبة في اكتساب صوت المثقف الحقيقي، هؤلاء قلة. لكنهم موجودون في الساحة، وتشار لهم بالبنان، وهم مثار احترام ساحات أوسع، وأكثر شهرة من ساحة وطن كبير وصغير في آن.


حين استلمت سلطة أمر الواقع زمام الإدارة من النظام في دمشق بُعيد انطلاق" القيامة السورية"، لم يكن متوقعاً منها ما يمكن أن يكون محل فجاءة أو انبهار.
حزب ب ي د وببراعة نفّذ كل ما طُلِب منه، من الآخر " الغريب" و" القاتل" وأدار كوردستان سوريا بقوة الحديد والنار، هذه المنظومة " التوليتارية" التي فتحت حرباً مفتوحة على كل تيار سياسي معارض لتوجهاتها وسياساتها، وقوانينها التي أبطلت الحياة في البلاد، لم تتوقف عند حد معين لعسفها، لقد مارس هذا الحزب سياسة ممنهجة في التنكيل والتغييب والملاحقة بحق البقية المتبقية والمتشبثة في الوطن، وحاصرهم في لقمتهم، وحاول تبديد كل رغبة للبقاء" الأسطوري" في الوطن 
 سلطة أمر الواقع، وكعادة كل سلطة قامعة قاهرة، عرفت مبكّراً أن صوت المثقف الكردي يجب أن يُخنق لئلّا يسبّب لها المشاكل والمصاعب في قادمات الأيام، فبادرت الى تصنيف المثقفين إلى فئات، وكلّ مَن لم يوافقها دكتاتوريتها كان مصيره الإبعاد والإهمال، وتفقير الحال، وسدّ كلّ أوكسجين الحياة عنه، وبالفعل نجحت في تحويل العديد من المثقفين من قبلها إلى إداة بيدها يكيلُ لها المدائح المجانية، ويعظّم من شأن القرارات التي جاءت في كثيرها بالضد من الثقافة والمثقفين، بل تحوّل بعض المثقفين إلى العصا الغليظة للسلطة المستبدة، وصار يحرّض "قضاء" هذه السلطة للتضييق على المثقفين، وكل ذلك مقابل إرضاء الطبقة السياسية الحاكمة التي اغتنت، وتفرعنت بسبب مناخات الإذعان والخضوع التي وفّرها لها الجميع. 
نعم نحن جميعاً مسؤولون عن تغوّل هذه " السلطة" مثقفين وأشباههم، سياسيين ومدّعي سياسة، والعوام الكثير من الشعب المسكين.. المستكين!!
المثقف الكردي في كوردستان سوريا يعرف أن فاتورة " الشجاعة" في وطن الخوف والرعب بالغة القسوة وباهظة، لكنه يريد إزاحة الرماد عن روح الوطن بالقلم.
صحيفة كوردستان- 547- تاريخ 1-11-2016 زاوية" العدسة

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4
تصويتات: 4


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات