قال د. عبدالحكيم بشار عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني– سوريا وعضو الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف3 إننا نحترم انتقادات الجميع للمجلس الكوردي، وما جرى في الرياض لم يكن قراراً أو مشروعاً سعودياً، كان قرار الدول الداعمة للثورة السورية، وأعتقد أن الانخراط في أي محفل يكون برعاية دولية خاصة من الدول العظمى شيء مهم. وللوقوف أكثر على مستجدات الشأن الكوردي والمشكل السوري، والموقف من الحراك الدبلوماسي العالمي بخصوص سوريا، كان هذا الحوار مع بشار.

-الكلام صحيح لدرجة كبيرة، فقد روعي فيه مشاركة أطراف متنوعة يجمعها شيء واحد وهو الانخراط في الثورة السورية، جميع الموجودين لم يكونوا راضين عن البيان، وكان لكلّ طرف أسبابه. البيان كان حل وسط لأطراف بعيدة فكرياً وايديولوجيا ًعن بعضها البعض.

-نحترم انتقادات الجميع للمجلس الكوردي، وما جرى في الرياض لم يكن قراراً أو مشروعاً سعودياً، كان قرار الدول الداعمة للثورة السورية، وأعتقد ان الانخراط في أي محفل يكون برعاية دولية خاصة من الدول العظمى شيء مهم لأن وجود الكورد في هذه المحافل يعني طرح القضية الكوردية بالصيغة التي نريدها، نحن ناقشنا في المجلس الكوردي هذا الموضوع، ورأينا أن وجودنا في هذا المحفل شيء جيد رغم أن الوثيقة أقل مما كنّا نريد، ونتوقّع.  

الخيار الأول إنه محفل دولي برعاية الدول الداعمة للثورة السورية، رغم إننا غير راضين تماماً عن دعمها، والخيار الثاني الانسحاب والانضمام للمحور الآخر، محور النظام، أو نبقى في الساحة وحدنا ننتقد دون أن نقدم شيئاً للقضية الكوردية، لذلك قررنا الاستمرار وتطوير الحالة الكوردية داخل هذه الهيئة، وفي حال غيابنا كانت  الـ ب ي د  سيصبح هو الممثل للشعب الكوردي.

-يجب أن ندرك حقيقة أن الدول العظمى تنطلق من خلال مصالحها، كسوريين علينا أن نسعى لتشكيل توليفة خاصة لمصالحنا كسوريين، وككورد لتوليفة خاصة. وتتوافق مع مصالح الدول الكبرى لا أن تتعارض معها لأنه بدون دعم هذه الدول من الصعب إن لم يكن من المستحيل تحقيق النصر بالاعتماد على الإمكانيات الخاصة، الدعم الدولي حاجة ماسة لا غنى عنها.

-الائتلاف والفصائل المسلحة كانت لها وجهة نظر، وهي أنه يجب أن يكون هناك مناخ ملائم لإنتاج حل سياسي منطقي يستند لـ جنيف1 وقبل الذهاب لجنيف لم يكن هذا المناخ متوفراً، فلم يبد النظام وحلفاؤه أي استعداد لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254  ولكن مستجدات متتالية حصلت منها رسالة ديمستورا ورسالة نائب بان كيمون بضرروة المشاركة،  واتصالات من وزراء خارجية كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا واللقاء مع وزير الخارجية السعودي والاتصال مع وزير الخارجية الامريكية وأن المادتين12-13 المتعلقتين بالبنود الإنسانية سوف تنفذ فور البدء بالمحادثات في جنيف ووفد الهيئة العليا للمفاوضات هو الوحيد الذي يملك أحقية الخوض في المفاوضات والتّواصل مع الدول العظمى.

الوضع يتطور للأسف لمصلحة النظام السوري، في البداية، كان المطروح تنحّي بشار الأسد وإحالته لمحكمة الجنايات الدولية، الآن هناك توجه دولي وخاصة في مؤتمر ميونيخ يشير إلى ما يشبه الى بقاء الاسد لمدة سنتين على الأقل من خلال إجراء انتخابات على ضوء دستور جديد في البلاد  حينها قد يكون الأسد خارج السلطة هذا ما يشير إليه بيان ميونيخ.

-ما خرج به بيان ميونيخ فيه بند واضح "وقف إطلاق النار" والأطراف التي لا تلتزم بهذا القرار ستكون إرهابية، وهذا سيشكل خطراً حتى الفصائل المعتدلة، لكن ما صدر في مؤتمر ميونيخ جاء وعليه بصمة روسية واضحة باستمرار النظام أكثر مما  نتوقع.

أعتقد أن النظام سيثتثمر ذلك لمصلحته، سيتم تحديد المناطق الخاضعة "للمنظمات الارهابية" بحسب زعمه، وهناك توجه لإدراج منظمات أخرى في حال لم تمتثل لوقف إطلاق النار، فمعظم الفصائل المسلحة لا تتجه لوقف اطلاق النار حالياً خاصة بعد تغيير موازين القوى لمصلحة النظام، الوضع معقد لا أستطيع أن أتكهن ماذا سيكون موقف الهيئة العليا؟

-روسيا كانت مصرة، والنظام السوري وايران أيضاً، احد اسباب فشل مفاوضات جنيف أن روسيا والنظام كانوا يقولون أن هذه المعارضة غير مشروعة، والمعارضة الشرعية  تتمثل في قدري جميل وهيثم مناع ورندة قسيس وصالح مسلم،  لذلك في هذا الصراع كل طرف اقليمي ودولي سوف يعزز وجوده وحضوره من خلال حلفائه. 

 

-على المدى المنظور الأمر يتعلق بتطورات الاوضاع في الساحة السورية إذا فشل التحالف في النيل من داعش فسيكون هناك قرار آخر، ونحن نرحب بالقرار السعودي اذا كان ضمن التحالف الدولي.

-صحيح كلامك، نحن أيضاً لا نتوقّع أن تقوم من الإدارة الحالية شيئاً هاماً ومثمراً، مهمتها الآن إدارة الأزمة لا إيجاد الحلول الحلول لها، من الصعب حقيقة أن نشهد انتقالاً سياسياً للسلطة في عهد الرئيس أوباما، ولكن السعودية طرحت المشروع وهي تؤكّد بقيادة أمريكية.

*بسبب ممارسات (ب ي د) على الأرض التي ألحقت ضرراً فاق ضرر حزب البعث خلال 50 عاماً، الأمر الثاني أنه لو كان ب ي د يحمل أجندة كوردية أو وطنية سورية لرحبنا به، لكنه للأسف مجرّد أداة بيد قوى أخرى، وهو جاهز للاستخدام حين اللزوم، مثلاً: ما فائدة ب ي د من مطار منغ؟ لهذا لا نرّحب به كشريك ضمن هذه السياسات التي ينتهجها.

-(ب ي د) حتى الآن مشروعه غامض، نحن نريد دولة علمية تعددية فيدرالية، غموض مشروع (ب ي د) يجعل من الآراء حوله غير واضحة، على (ب ي د) ان ينطلق من مشروع كوردي والبحث عن مظلة كوردية، وأثبتت الأحداث أن (ب ي د) في جنيف2 كان غائباً وكذلك في جنيف3.

-نحن وبصراحة لا نستطيع فعل شيء لهؤلاء الشباب، وحتى الآن المجتمع الدولي غير قادر على فعل شيء للشباب السوريين عموماً والشباب الكورد خصوصاً، أوروبا تعقّد من قضايا اللجوء، وبسبب انسداد الآفاق، البديل تأمين حياة المعيشة والأمان، نحن لا نستطيع تأمين هذه المتطلبات لهم،  ووضعهم مرتبط بالوضع السوري العام.

-للأسف كل هذا بفعل ممارسات (ب ي د) السيئة، التجنيد الاجباري لشاب غير مؤمن بسياسة (ب ي د) لو كانت هناك أجندة كوردية لهم لانخرط الشباب الكوردي في صفوفهم أكثر، ما شأن الشاب الكوردي بمطار منغ مثلاً؟ الاتاوات الباهظة التي تفرضها سلطة أمر الواقع على الناس، الأسايش تعتقل أي شخص بلا سبب، عدم توفّر الحد الأدنى من الكرامة والمعيشة، ب ي د يميّز حلفاءه حتى بتوزيع المواد، ويحرم البقية.

-لن يجنوا شيئاً، للأسف إنهم لا يملكون إرادة كوردية، وسيخلقون شرخاً مجتمعياً وصراعاً لامبرر له بين العرب والكورد لا نعرف متى ينتهي؟ 

-القرار الرئيسي لدى النظام السوري، ومؤخراً في معركة داعش استطاع أن يشكل تحالفات "مؤقتة" مع الغرب.

-لسبب بسيط وهو أن (ب ي د) يحاول إذلال الناس ودفعهم للخنوع والضغط السياسي عليهم، التجويع كما يفعل النظام كما في مضايا والمعضمية وداريا ودير الزور. 

-(ب ي د) هو العائق الأساسي، تحدثنا مع أمريكا، للآن لاجواب، وهذا يثبت عدم مصداقية (ب ي د)، البيشمركة لهم تجربة في مقاتلة داعش ومستعدون للتعاون مع (ي ب ك) وبذل أعلى درجات التنسيق للدفاع عن كوردستان سوريا.

-للأسف هذا كلام غير مسؤول، ولا صحيح، جميعهم كورد سوريون بعكس الـ(ي ب ك)، فمعظمهم ليسوا من كورد سوريا، جميعهم كرد سوريون بعكس قوات ال ي ب ك، فمعظمهم ليسوا من كورد سوريا، على عكس بيشمركة روجافا، يجمعهم هدف واحد وهو تحرير كوردستان سوريا من إرهاب النظام السوري والمجاميع الإرهابية.

-القرار بيد الأمريكان، وربما نحن أمام ضوء أخضر روسي أيضاً،  نحن نريد عودتهم اليوم قبل غداً.

-كان مجيئهم إلى جنيف بضغط روسي لكي لايقال إن النظام يتهرّب من الحل السياسي، في الوقت الذي يرفض فيه النظام الحل السياسي، بشار الأسد يسعى لتوريث ابنه، الحل السياسي يعني رحيل النظام، لهذا لم يكن جاداً، ولن يكون في المستقبل كذلك، النظام يريد معارضة من صنيعته، يتفاوض مع نفسه.

-هناك معلومات تأتينا من قادة الفصائل العسكرية أنهم سوف يصمدون إلى آخر نقطة دم.

-لا أظن، الجيش الحر سيعتمد تكتيكات جديدة، والمعركة كر وفر، ستعتمد المعارضة على حرب العصابات التي ستوجع جيش النظام المتهالك أكثر فأكثر.

-بالنسبة لروسيا ستدافع عن مصالحها في سوريا بقوة، وقد توسع دائرة الحرب، والسعودية وتركيا تريان في ازالة بشار الاسد موضوعاً مصيرياً، ولكن هذا الأمر أقل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة، ولهذا هدد ميدفيديف قبل  أيام السعودية والغرب حين لوّح بحرب عالمية ثالثة إن حدث اجتياح بري في سوريا.