القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 351 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: سوريا والأربعين حرامي 1/2

 
الثلاثاء 15 كانون الأول 2015


د. محمود عباس

ما بين الرياض وديركا حمكو.
   أدوا العمرة، معظم المعارضة السورية أعضاء مؤتمر الرياض، وعلى الأغلب تخلف عنهم السيدين جورج صبرا وميشيل كيلو، ولم يتبين فيما إذا تمكنوا من الاقتراب من الحرم المكي أم لا، فكما هو معروف أن الكعبة محاطة بمنطقة محرمة، يمنع دخولها غير المسلم، إلا اللهم إذا كانوا قد تغطوا تحت عباءة أحد التيارات التكفيرية الإسلامية العروبية. فالمعارضة السورية تتمركز وبقدرة تحالف تركيا والسعودية بين الجهاديين والأصوليين السنة، ولا يرون غير العرب السنة معارضة، وكل ما عداهم يجب أن يؤجلوا متطلباتهم إلى حين تغيير السلطة الشيعية ووضع الدستور، حينها يمكن البث في القضايا القومية والأثنية، وكذلك اسم سوريا، الجمهورية العربية، وغيرها من البنود والمفاهيم التي كانت من الأسباب المؤدية إلى تحريف الثورة عن مسارها، واستفادت منها سلطة بشار الأسد، ليتهم كل الشعب السوري بالإرهابيين والجهاديين والسلفيين، ويجلب أربعون حراميا إلى داخل سوريا.


  أقسم أعضاء وفد مؤتمر الرياض أمام الكعبة، بأنهم سيتفقون على صيغة البيان الختامي، لأن البعض وافق مسبقا على بقاء أطراف من سلطة بشار الأسد، طامحين المشاركة في السلطة الانتقالية القادمة، باستثناء قادة المنظمات التكفيرية كالنصرة، تحت حجة أنهم لا يستطيعون مشاهدة علوي شيعي في سوريا، وهم في الواقع مرفوضون من الله وأمريكا وروسيا، وهؤلاء الذين استندت عليهم سلطة بشار الأسد في البدايات واستلمتهم السعودية وتركيا، لتغيير مسار الثورة، ونقلها من صراع بين الشعب وسلطة بشار الأسد إلى صراع بين المذهبين الشيعي والسني، علما أن منظمات مسلحة أخرى حاولت معارضة الشراكة مع السلطة، كجيش الإسلام، لكن الإملاءات السعودية، كانت لهم بالمرصاد.
 تباهى أعضاء مؤتمر الرياض بأنهم تمكنوا من عزل معارضة الداخل، أي معارضة السلطة للسلطة، واعتبروها خسارة لسلطة بشار الأسد في هذه الجولة، فغيبوا أكثرية المعارضتين، التي يفرزونها بالعميلة والمتعاملة، داعش مرفوضة مسبقا من الجميع وبدون استثناء، رغم أن الكل يتعامل معها تحت أغطية متنوعة الشفافية، ومعارضة السلطة للسلطة كهيئة التنسيق، رغم كل محاولاتها، لم تتمكن من إقناع ملوك الرياض بإرسال الدعوة لجميعهم، فكان رد فعلهم تجاه محاولة العزل، التحرك وعقد مؤتمر متزامن ومنافس لهم في إحدى مناطق غربي كردستان، وفي مدينة (ديريكا حمكو) والتي رغم صغرها ومعاناتها تعتبر مفخرة حضارية بالنسبة للرياض.
 المؤتمرون، في الرياض وديريك، تنافسوا وزايدوا على البعض في بيانهم الختامي، علما بأنه لا يحق لهما وعلى الأسس التي من أجلها دفعوا للاجتماع، وضع البنود الدستورية أو القوانين المسبقة لسوريا القادمة، مهمتهما تنحصر فقط في تشكيل لجانهما، التي ستدخل في حوار مع سلطة بشار الأسد، والبند الوحيد الذي يجب أن يتفقوا عليه، هو شكل الحكومة الانتقالية القادمة، ومن سيرأسها، والكل متفق على إزاحة بشار الأسد، ولا يحق للحكومة(فيما إذا اتفقوا وتشكلت) تناول الدستور، إلا في  واقع حكومة ثابتة وبرلمان يوافق عليه الشعب، وهنا تمكن الأهمية، وليس فيما صدر عنهما من بنود. وتبقى الإشكالية، من سيمثل اللجنة؟ وهنا تجاوزت مجموعة ديريك بنود فيينا، وشكلت مجلس سوريا الديمقراطي، كخطوة استباقية قد يتشكل على أساسه برلمان سوريا القادم، وفي الرياض بحثت الشريحة العروبية الإسلامية في بنية سوريا السياسية القادمة، وهو تجاوز على حقوق القوميات الأخرى وبشكل خاص الشعب الكردي. 
  الكرد في المؤتمرين، همشوا بشكل أو آخر، لكنهم لا ينتقدون حول عدم طرح أو فرض شروطهم القومية، كالفيدرالية، لأن المؤتمران وبناءً على مؤتمر فيينا، لا صلاحية لهما في شرح هذه القضية. مع ذلك ذكر لامركزية سوريا القادمة في مؤتمر ديريك، وشدد وبتركيز على مركزية الدولة في الرياض، وكان هذا تهجم مباشر على البند الكردي الذي عرض على مؤتمرات المعارضة مرارا، والمشكلة الكردية في مؤتمر الرياض تكمن في نسبتهم التي يمثلونها ضمن اللجنة، والتي لم تتعدى شخص واحد من أصل32، وفي مؤتمر ديريك همش تحت مفهوم سوريا الديمقراطية، أو إيديولوجية الأمة الديمقراطية.
 أوجه المقارنة بين الرياض وديريك، غريبة ومسلية، فالمدينتين اللتين احتضنتا المؤتمرين المتزامنين للمعارضة السورية الوهمية، على طرفي النقيض في كل شيء، حتى في بيانيهما الختامي: فتناقضاتهما تتنوع بين:
أولا، المدينتين 
1-   ديريك (ديريكا حمكو) تعاني من كل الأطراف، وقاعتها نورت على ضوء الشموع. والرياض تغرق في البزخ والترف، وقاعتها تلألأت بالثريات.
2-    ديريك تعيش عمق العوز الاقتصادي مع الحضارة الفكرية والثقافية، ضمن بيئة جميلة جغرافية وحضارية، والرياض تعيش التخمة بكل أنواعها وفي الصحراء الفكرية والبيئية الثقافية قبل الجغرافية.
3-    في ديريك من السهل رؤية المرأة وراء مقود السيارة، وفي الرياض، الجلوس وراء مقود السيارة حلم من أحلام المرأة. تصوروا يا رعاكم الله كيف يريدون أن تكون عليها سوريا القادمة. فلا حرج في المقارنة بينهما حول بقية أنواع الحرية وعلى رأسها حرية المرأة.
4-   في الرياض لا تزال محاكمها تحكم بقطع رؤوس البشر وأعضائهم، وفي ديريك لولا دستور بشار الأسد لكانت محاكمها على سوية الدساتير الإنسانية الحضارية.
5-   يعيش في ديريك الكرد مع شعوب متعددة أحفاد حضارات دون تمييز، وفي الرياض لا يزال منطق العبودية صارخا، وغير العربي يفرز تحت درجات دونية. 
ثانيا، وجود الكرد في القاعتين
1-   في مؤتمر ديريك اقتربت نسبة مشاركة الكرد من النصف، وفي مؤتمر الرياض لم يتجاوز 3%.
2-   ليس طعنا في مواقف الوفد الكردي القومية، والصارمة، ولا في وطنيتهم، لكن في الرياض منع مسبقاً من التحدث عن حقوق الكرد القومية، وأجلت إلى ما بعد العمرة القادمة، أي أثناء كتابة الدستور السوري في مؤتمر الرياض القادم، وكررت جملة مركزية الدولة ووحدتها، وهي تهمة مباشرة كانت موجهة للإخوة الكرد ضمن القاعة. وفي ديريك تحدثوا عنها تحت إيديولوجية معينة، وركزوا على لا مركزية سوريا، دون ذكر اسم الكرد.
3-   في الرياض دعي الوفد الكردي إلى المؤتمر وتاهوا ضمن الجدال بين التكفيريين والانتهازيين والبعثيين القدامى، وفي ديريك كان الكرد أصحاب البيت وهم من قاموا بإرسال الدعوات إلى الوفود الأخرى، لكنهم لم يذكروا الكرد وقضيتهم. 
ثالثا، لماذا المؤتمرين وخلفياتها
1-    مؤتمر ديريك كان التفاف على الرياض وقادمه سياسياً، شكلوا مجلس سوريا الديمقراطية، ومؤتمر الرياض شكل وفدا ليكون نواة لحكومة قادمة.
2-   يرفض بشار الأسد التحاور مع وفد مؤتمر الرياض لأنه يعدهم منظمات مسلحة إرهابية، ولم يصرح فيما إذا سيتحاور مع مجلس سوريا الديمقراطية أم لا.
3-   حضرت في قاعات مؤتمر الرياض العديد من الشخصيات السياسية ومن الدول الكبرى وكذلك وزير خارجية السعودية، ولم تحضر شخصية سياسية دولية مؤتمر ديريك، ولم يتحدث عنها وزير خارجية إيران، وكتم عنهم في الإعلام الخارجي.
4-   مؤتمر ديريك أقيمت في أحضان سلطة بشار الأسد وعلى بعد كيلومترات من مربعه الأمني، وعلى الأغلب كانوا مراقبين، وفي الرياض عقد المؤتمر في أحضان الإسلام الراديكالي، وقادة المذهب الوهابي، وهو أحد أهم مرجعيات داعش.
5-   السعودية دفعت كل التكاليف واشترت بطاقات الطيران، وفي ديريك الإدارة الذاتية دفعت التكاليف وبسند من الهلال الشيعي.
6-   في الرياض كانت أمريكا تنتظر وفي ديريك كانت روسيا تراقب.
 

أراء بعض القراء
عرضت الموضوع على صفحتي في الفيس بوك، وردت بعض الآراء المتضاربة، أخترت التالي:
1-    (rodi lae)..نوه إلى أنه  لا يوجد شيء للكرد في المؤتمرين، فباسم وحدة أو سوريا الديمقراطية يضيعون القضية الكردية. كتبها باللغة الكردية.
2-    (raman can).. يسأل: لو تم دعوة من اجتمعوا في ديريك إلى الرياض، هل كان سيتم عقد مؤتمر ديريك؟
 وهنا أضيف من جانبي إلى سؤاله، التالي: فلو تم دعوتهم وحضروا مؤتمر الرياض، هل كان باستطاعتهم فرض بند سوريا اللامركزية الذي برز ضمن بنود مؤتمر ديريك، وفيما لو تم رفضه هناك، هل كانوا سيخرجون من المؤتمر؟
3-    (زكريا حصري)..في ديريك كان اللباس كوردياً ولكن الأجندات كانت إيرانية وفي الرياض كان اللباس سوريا والأجندات تركية وسعودية وكلاهما يتفقان على الكورد ، في ديريك كانت الطبيعة الخلابة والغنية خارج القاعة وفي داخلها ساد القحط الإيديولوجي وفي الرياض حيث الطبيعة المتوحشة والقاتلة للصحاري انعكست بكل شفافية على داخل القاعة رغم محاولات التكيف الاصطناعية ، في ديريك كان سقف القاعة عاليا ومزينة بالألوان وهذا ما عكس على الحرية اللفظية واللعب بالعواطف والعبارات التي كانت لها اكثر من صدى ولكنها لم تستطيع أن تتحرر من جدران القاعة المحروسة من أولياء النعمة وفي الرياض كان ظهر الجمل اعلى من سقف الخيمة المصنوعة من شعر الماعز الأسود وامتصت كل الأحلام وحولتها إلى كوابيس وبول البعير اخذ ما كان قد تبقى من العقول ونشوتها قضى على أي إحساس بمأساة شعبنا ينتظر خارج الخيمة عسى من أحدا يدلهم على اقرب واحة ليخلدوا للراحة والنوم الأبدي.
التوقعات:
 أتفاق الأطراف في الرياض وعلى مضض وتحت ضغوط سعودية مكثفة، وبإملاءات أمريكية مباشرة، لا تعني بأنهم سينجحون، فهناك اعتراض سريع ومباشر من بشار الأسد على الوفد المتشكل، وبالمقابل تهجم قائد جبهة النصرة(الجولاني) بشكل مباشر وحاد على المؤتمر والتشكيك في نتائجه، وعدم قبول أي حوار مع بشار الأسد، يضعف احتمالية النجاح، وتعني أن هناك صراع داخلي بين المنظمات المسلحة، وأن سلطة بشار الأسد يستقوي بروسيا، ولن يتنازل عن الحكم بالطرق السياسية، وما يجري في الأروقة السياسية وقاعات المؤتمرات ومنها قاعة الرياض مع وجود معظم المنظمات العسكرية الإسلامية التكفيرية المعارضة، لا تعكس الواقع الفعلي على الأرض، وتعيدنا إلى مفهوم أن الحلول السياسية واهنة، ولا يزال الحل العسكري سيد الموقف في سوريا الممتلئة بكل الأشرار والأوبئة.
  ولقرب انتهاء إدارة براك أوباما، سيضطر، ولأسباب ذاتية وخاصة بالحزب الديمقراطي الأمريكي...
 يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
12/11/2015
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات