ترتيب البيت الكردي ضرورة  قومية ووطنية ملحة وعاجلة وأكبر بكثير من الحسابات الحزبية الضيقة فبعد كل الإخفاقات الكبيرة التي لحقت بالمشروع القومي الكردي وفشل الكرد في إقامة دولتهم القومية خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية من القرن الماضي  وذلك أسوةً ببقية شعوب المنطقة وبعد كل الإبادة والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي الذي تعرض له الشعب الكردي ..... بعد كل هذا لم يكن متوقعاً اختلاف الكرد يوماً , وخاصة لما عانوه من الظلم والقهر والإجحاف وماقدموه من تضحيات جسيمة في سبيل الحفاظ على  وجودهم وهويتهم .... وبعد كل تلك الانتصارات في مقارعة الديكتاتوريات العنصرية ومحاربة القوى الظلامية والإرهاب الذي استباح الوجود الكردي وأحلامه  وبعد كل تلك الدماء الزكية   والشهداء الذين حققوا انتصار العصر في كوباني المقاومة خاصة وعلى كل الخط الممتد على طول حوالي 1800 كم  من عفرين وحتى خانقين عامةً تلك الانتصارات التي عرفت شعوب العالم وقادتها بالكرد وبجغرافيتهم الممانعة .... 

وبالضبط في الوقت الذي يقترب فيه نيل الاستحقاقات القومية والوطنية في المنطقة , ووفاءً لدماء الشهداء كان الشعب الكردي ينتظر تتويج تلك الانتصارات العسكرية العظيمة بالاتفاق السياسي , وتوحيد الكلمة , وعدم السماح بالتراجع,  مهما كان الأمر ....

وهكذا , فإن العقلاء من القوم وخاصة قيادات الحركة السياسية الكردية مسؤولة أمام التاريخ و أمام شعوبها بإنهاء خلافاتها والحفاظ على المكتسبات القومية المتحققة في كل من  إقليم كردستان العراق الفيدرالي , والعمل على استمرار الحل السلمي للقضية الكردية  في تركيا بوقف الاقتتال والعودة إلى إحياء بروتوكول دولما بخجة-اسطنبول 28شباط 2015 , والحركة السياسية  الكردية في سوريا مطالبة بإنهاء هذا التشتت والعودة إلى الحوار, ووضع حد لخلافاتها غير المقبولة , وترتيب بيتها الداخلي , والذي ينتظره الشارع الكردي والوطني بكل صبر وشغف.