القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 512 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الويل لشعب يقوده الجهلاء

 
الأحد 16 اب 2015


أحمد حسن – عفرين

من المعلوم أن لكل ثورة من الثورات التي حدثت في التاريخ لها كتابها وشعراءها ومفكريها وفلاسفتها تنظر وتخطط وترسم مساراتها وتحدد مبادئها القيمية والحضارية والإنسانية لتلتف حولها القاعدة الشعبية وتحقق لتلك الثورات حتمية الانتصار والوصول بالشعب والوطن الى بر الأمان وتجعل من تلك المبادئ والقيم ركائز سياسية وأخلاقية وضوابط قانونية تستند عليها الأوطان فيما بعد . ومن أمثلة تلك الثورات الثورة الفرنسية ( 1799 – 1789 ) والتي تعتبر من أكثر الثورات دموية في التاريخ وأطولهم وأول ثورة ليبرالية في التاريخ .فكان لهذه الثورة فلاسفة ومفكرين عظام أثروا تأثيرا كبيرا وواضحا في المجتمع الفرنسي والأوروبي بشكل عام ومن هؤلاء الفلاسفة :


-   فولتير : الذي انتقد الظلم الطبقي وسيطرة رجال الدين على أدمغة الناس وتدخلهم المباشر في كل شاردة وواردة في المجتمع والسياسة .
-   مونتسكيو : الذي طالب بفصل السلطات ( التشريعية – التنفيذية – القضائية ) كما طالب بالليبرالية .
-    جان جاك روسو : الذي طالب بالحرية والمساواة .
هؤلاء الفلاسفة والمفكرين ألهموا الشعب الفرنسي وشجعوه على أن تعرف أن لديها حقوق ويجب أن تغير واقعها وتقرر مصيرها بنفسها . فانتصرت الثورة الفرنسية وبقيت مبادئها ( الحرية – الأخوة – المساواة ) منابع فكرية وحضارية وإنسانية تشرب منها الشعب الفرنسي والشعوب الأوربية الى الآن والأمثلة في التاريخ كثيرة مثل الثورة الأمريكية والثورة الألمانية والثورة الهندية ...........الخ .
لكن في حالتنا السورية انطلقت الثورة في 15/3/2011 ضمن ظروف موضوعية مؤاتية من ظلم واضطهاد ودكتاتورية وقمع الحريات وكم الأفواه وظروف اقتصادية ومعاشية صعبة الى اضطهاد الأقليات القومية والمذهبية .....الخ .الا أن الظرف الذاتي لم يكن مهيئا بشكل مخطط ومدروس ويعود ذلك الى السياسة اللئيمة التي اتبعتها الأنظمة المتعاقبة على سوريا وخاصة منذ استلام حزب البعث زمام الحكم في 8/3/1963 وحتى هذه اللحظة وذلك من تفكيك وشق الأحزاب السياسية  كالحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي الكوردستاني وباقي الأحزاب السورية والقضاء على الحياة المدنية ومنظمات المجتمع المدني وبث روح الفرقة والعداء بين مكونات الشعب السوري بحيث باتت غريبة عن بعضها وسياسة التجويع والقبضة الأمنية وسياسة الحزب الواحد ....... الخ كل ذلك تحسبا ليوم مثل يوم انطلاقة الثورة السورية15/3/2011 فانطلقت الثورة بهبة شعبية عارمة هزت أركان النظام في سوريا قاطبة لكن سرعان ما حاول النظام ومعه محور الشر من تحريك أوراقه التي أعد لها مسبقا فاستخدمت أدواته التشبيحية التي تعمل كقفازات خبيثة ولئيمة بأيدي نظام دكتاتوري وفاشي لإفشال الثورة من خلال دعم ودفع أشخاص ومنظمات وأحزاب وكتائب مسلحة تابعة لها لإظهارها بأنها تمثل الثورة وابعاد وانهاء كل ممثل حقيقي ومخلص للثورة سياسيا وفكريا واجتماعيا واقتصاديا وعسكريا وعلميا ........الخ وبذلك أصبحت الثورة تقاد من قبل أناس ومنظمات وأحزاب وكتائب مسلحة لاتمت بصلة الى الثورة السورية (( مع الاحترام والتقدير للبعض المضحي والمخلص )) وجاهلة في الفكر والسياسة والعمل العسكري ومفلسة اجتماعيا وشعبيا وبالتالي تقود الشعب والوطن الى الويلات والمآسي بل أوصله الى حافة الهاوية (( فالويل لشعب أو أمة يقودها جهلاء )) 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات