ولهذا فهم نسخو قول الله جل جلاله: "من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً" ومن ليس في صفوف الدواعش فهو كافر ستحز رقبته بالسيف، ولن تشفع له إسلامه ولا أعماله الصالحة ولا أخلاقه النبيلة. ومع هذا يبدو أن كل التحركات الداعشوية اليوم موجهة نحو المناطق الكردية في سورية أو روج آفا، وعلى جنوبي كردستان تحديداً دون غيرهما من المناطق وبشكل محكم ومدبر. بينما لم يتحرك هؤلاء قيد أنملة لإنقاذ الشعب الفلسطيني الغزاوي من اسرائيل، ومن هنا يتوضح أكثر  زيف ادعاءات داعش الإسلاموية ومغزى دينهم الجديد. أي - ما معناه - أن الدين الداعشوي الجديد تتخذ التوراة نبراساً له أكثر من القرآن الكريم نفسه، وهدفه الأول والأساسي مع من يحركهم من الخارج هو العمل على اجتثاث الشعب الكردي – كما قلنا- واقتلاعه من جذوره واقتسام وطنه في معاهدة لوزانية جديدة. وهو ما يشير مرة أخرى – وفي أدنى الإحتمالات- إلى نيات مبيتة لكسر تطلعات هذا الشعب في الحرية والإنعتاق من ربقة الإستبدادات المحلية المتخلفة، لا بل تكريس حالة العبودية المفروضة على هذا الشعب منذ مئات السنين، وجعل الكرد إما عمالاً بأجور بخسة في مصانع البرجوازيات الكومبرادورية المتطفلة، أو موظفين يقدمون فروض الطاعة والولاء لمدرائهم غير الأمناء.
ولكن ما العمل تجاه هذه الهجمات الأفظع من المغولية التي تستهدف الوجود الكردي برمته، وخالة الإصرار على الإبادات الجماعية للكرد اليزيديين في شنكال بشكل خاص والتي لا تزال مستمرة حتى اللحظة. في الحقيقة وفي مثل هذه الحال، ليس أمام الكرد مسلك واحد وهو التصدي وبكل زخم وعنفوان لهذه الهجمة البربرية ومحاولات الإبادات الممنهجة، والتضامن ووحدة الشعب الكردي ونسيان الخلافات الحزبية أو تجاوزها في سبيل الوقوف صفوفاً متراصة في وجه تسونامي الموت، وإنقاذ الشعب الكردي من المجازر الوحشية والتطهير العرقي(الجينوسايت) الذي تقوم به دولة الديانة (الداعسلاموية) الجديدة التي أهدرت الدم الكردي، والذي يتقرب بقتله إلى الله ويدخله جنة الخلد ونعيمها.