القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 611 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

أخبار: كلمة أحمد الجربا أمام مؤتمر أصدقاء سوريا الموسع في مقر الامم المتحدة بنيويورك

 
الجمعة 27 ايلول 2013


 السيدات والسادة أصدقاء الشعب السوري في الجمعية العامة للأمم المتحدة
أحييكم أطيب تحية وأشكركم على حضوركم للإستماع إلى كلمتي هذه حول الأوضاع في وطني المنكوب والممزق.

أقف بينكم ممثلاً لعائلات مائة وخمسين ألف شهيد وثلاثمائة الف جريح وسبعة ملايين نازح ومهجر. وأخاطبكم باسم الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. الذي يضم معظم القوى المعتدلة من إسلامية وديمقراطية وقومية ويسارية ومدنية. ويعتبر ممثلاً للحراك الثوري والمدني وللجان التنسيق والمجالس المحلية والبلديات في كافة أنحاء سوريا ومرجعية سياسية للجيش الحر.


وأقف بينكم لأنقل لكم أنين مئات آلاف الأطفال والأمهات والأباء الذين قضوا تحت القصف والتعذيب والملاحقة والتجويع طيلة ثلاثين شهراً حفلت بآلام إنسانية يصعب تصديقها.
السيدات والسادة. نقتربُ اليوم من السنة الثالثة على انطلاقة الثّورة السوريّة، التي أعادتِ الرّوحَ إلى السوريين، فهي أهمُّ حدثٍ في تاريخ سورية المعاصر، قام بها شعبٌ عظيمٌ أدهش العالم، لاسترجاع حقوقه والتحوّل إلى شعبٍ طبيعيٍّ كسائرِ شعوبِ الأرض. بعد عقودٍ من الظلم والإقصاء.
 
السيدات والسادة. يشن النظامُ السوريُّ اليوم حرباً دعائيّةٍ بهدف الإساءة لثورتنا وتصويرِ نفسهِ على أنه يواجهُ مجموعةً من المتطرفين والإرهابيين.
 
وفي الحقيقة لم يوجد ارهابي في العالم فعل ما فعتله الطغمة المتحكمة بشعبنا وبلدنا. إن الذي يدمر المدن والقرى والمساجد والكنائس فوق رؤوس الناس هو مارق وخارج عن القانون الدولي. بربكم؟ هل يمكن أن يكون مئات الأطفال الذين شاهدتموهم ممددين على الأرض موتى في غوطة دمشق من الإرهابيين؟ وهل يصدق عاقل أن استخدام المدافعَ والدبابات والطائرات والبراميلَ المتفجرة طوال أكثر من ثلاثينَ شهراً. بدون تمييز. لم يستهدف غير الإرهابيين؟ وهل قتل ما يزيدُ على المائة ألفِ سوريٍّ وتهجير ملايين المواطنات والمواطنين داخلَ وخارجَ سورية هو مكافحة للإرهاب؟!

نذكِّركم أيها السيدات والسادة أن العراقيين كانوا يشتكون بالأمس القريب من الجماعات الإرهابيّة التي صدرها النظام السوري إلى بلادهم. ماذا يمكن أن نسميَ جماعاتِ القتلِ المرسلة من جانب إيران وحزب الله إلى بلادنا؟ إنها مليشيات طائفية تمارسُ سائرَ فنونِ القتل والجريمة ضد الأبرياء والآمنين.
 
إن السوريين من أكثر شعوب الأرض مناصرة للسلام والاعتدال والتسامح والتعايش. وما نراه اليوم من جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة لا علاقة له بالشعب السوري ولا بثورته ولا بجيشه الوطني الحر، وقد برزت ظاهرة التطرف بدعم وتخطيط من النظام الذي راهن على تحويل ثورة الحرية إلى اقتتال أهلي ومذهبي وصنًع العديد من التنظيمات الإرهابية وسلًحها وجعلها تقوم بمهامه في المناطق الذي خرج منها. بينما جاء بعضها الآخر من واء الحدود كي يسرق ثورتنا. كما أن هذه الظاهرة نمت وترعرعت في ظلِّ التجاهل والتقاعس الدولي تجاه حماية الشعب السوري.

السيدات والسادة
إن إبقاء مجرم الكيماوي طليقاً هو وصمة عارٌ في جبين المجتمع الدولي والإنسانيّة، بل إنه سلوكٌ يقوِّض أسس الشرعيّة الدوليّة والقانون الدوليّ والإنسانيّ، ويجعل شعبَنا وكافةِ شعوبِ العالمِ تشعر أن ما يقال عن حقوق الإنسان والشرعية الأخلاقية والإنسانية لا يؤخذ على محمل الجد، وأن البقاء هو للمجرمين. أيها السيدات والسادة. ليس كثيراً على الشعبِ السوريِّ إحالةُ مرتكبي مجزرةِ الكيماوي إلى محكمةِ الجناياتِ الدوليّة.
 
من الغريبُ وغير المعقول أن يؤخذ السلاح الكيماوي ويترك المجرم الذي استخدمه طليقاً. ويتسائل السوريون: هل يجوز للدول التي تدخلت مشكورة ضد استخدام الكيماوي أن تبقى مكتوفة اليدين حيال أسلحة النظام  التقليدية والثقيلة علماً بأن الكيماوي قتل قرابة ألفين بينما قتلت هي مائتي ألف. وهل من الممنوع أن نقتل بالكيماوي ومن المسموح أن نقتل بغيره. خذوا الكيماوي، لكن خذوا معه المجرمَ... إن  بلدُنا ليست بحاجةٍ إلى الكيماوي والمجرمين.

أيها السيدات والسادة. إن النظامَ السوريّ ماهو إلا سلطةٍ مغلقة فئوية ومافيوية تسفكِ دماءِ السوريّين وتضطهدهم، وتنشرِ العنف والطائفيّة وتعرًض بلادنا للتدخّلات الأجنبيّة. وقد خاضت معركتها منذ بداية الثورة مستعينة بشعار .. .. الأسد أو نحرق البلد
 
نقول لكم أيها السيدات والسادة أنه لا أفقَ للسوريين إلّا برحيلِ هذا النظام. ففي رحيله حرية السوريّين، وتحقيق السِّلم الأهليِّ والمصالحة الوطنيّة.

أيها السيدات والسادة. منذ اتفاق جنيف واحد الذي رسم خارطة طريق لحل سياسي في سوريا. قام النظام بتصعيد هجماته العسكرية إلى حد استخدام السلاح الكيميائي بكثافة ضد المدنيين. بينما رحبنا نحن بالحل السياسي الذي يحقق تطلع شعبنا إلى الإنتقال إلى الدولة الديمقراطية المدنية.
 
أما الحلّ السياسيّ الذي يبقي على رأسِ النظامِ وطغمتِه فهو ليسَ حلاً لأنه يكافئُ المجرمَ على جرائمه.

تعلمون أيها السيدات والسادة أن نجاح أي حل يكمن في توفر بيئة ملائمة تتلخص بما يلي:
 
أولاً: إقرار الأطراف بأن الهدف من مؤتمر جنيف الثاني هو تنفيذ بيان جنيف الأول المتمثل في نقل سوريا إلى النظام الديمقراطي.
ثانياً: اتمام المفاوضات ضمن جدول زمني واضح.
ثالثاً: مغادرة الحرس الثوري الإيراني ومليشيات أبو الفضل العباس وحزب الله الأراضي السورية فوراً.
رابعاً: اتخاذ اجراءات لبناء الثقة: إطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن البلدات والمدن المنكوبة والمحاصرة وامدادها بما هو ضروري لإستعادة حياتها الطبيعية.
خامساً: ضرورة وجود غطاء عربي نرى فيه ضمانة حقيقية للشعب السوري. بالإضافة إلى الضمانات الدولية الملزمة.
 
إن الإئتلاف الوطني السوري ملتزم بإيجاد حل سياسي على أساس تنفيذ بيان جنيف الأول الذي ينص على تفاصيل واضحة وملموسة حول المرحلة الإنتقالية بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن والقضاء. ووضع جدول زمني لإجراء انتخابات ديمقراطية.
 
نريدُ أولاً إعادةَ بناءِ الجيشِ السوريِّ على أسسٍ وطنيّةٍ تحدِّد وظائفَه بحمايةِ الوطن وصون وحدته وحراسة ثرواته، وإبعادَه عن الولاءاتٍ الحزبية والضيِّقةٍ. ونريد ثانياً بناء أجهزة الأمن على أسسٍ تجعلُ منها حارساً لمصالح المواطنين، تصونُ حياتهم وممتلكاتهم وتحمي حرياتِهم، وتكون محددّةَ المرجعيّات والمسؤوليّات وخاضعةً للمساءلة القانونية. ونريد ثالثاً بناءَ هيئةٍ قضائيةٍ مستقلةٍ تكون حكماً فيما يواجه مواطناتنا ومواطينينا.
 
أيها السيدات أيها السادة. نناشد المجتمع الدولي القيام بكل ما يلزم لإجبار النظام السوري على السماح لمجلس حقوق الإنسان بزيارة معتقلاته وسجونه. ونطالبكم بالعمل على الإفراج عن المعتقلين والمختطفين، وفكِّ الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخالِ المواد التموينيّة والطبيّة إليها، وأخبركم أن الحصار المفروض منذ تسعة أشهر على غوطة دمشق بسكانها الذين يقاربون المليونين يقتل يومياً العشرات جوعاً. وأن المنطقة تقف على مشارف كارثة إنسانية. أيها السيدات والسادة نطالبكم بإرسال بعثة تتقصى الأمر وتقدم مقترحاتها لوقف المآساة الإنسانية المريعة التي تعصف بدمشق وغوطتها.

بذلك فقط أيها السيدات والسادة. يمكن أن تنفتح الطريق أمامَ بناء الدولة الوطنيّة الديمقراطيّة المدنيّة الحديثة، فالدولة المستقبليّة التي يطمح إليها السوريون ليست دولةَ فردٍ أو طائفةٍ أو عشيرة أو حزب، بل دولةُ لجميع المواطنات والمواطنين.

إن الشعب السوري الذي لا يزال يكافح منذ سنتين ونصف. وقدم آلاف الشهداء في سبيل حريته وكرامته. يستحق دعم المجتمع الدولي وتضامنه. ولن يتوقف عن الكفاح قبل أن يحقق أهدافه ومطالبه النبيلة.
 
أعلل النفس بالآمال أرقبها .... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
 
أشكرُ لكم استماعكم، وآمل أن تلقى آلامنا وآمالنا منكم الإهتمام وأن يتصرف المجتمع الدولي بمسؤولية كاملة استناداً إلى قيم العدالة والأخوة الإنسانية.

الخلود لشهدائنا الأبرار والنصر لشعبنا السوري المكافح.


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.