القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 657 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي





























 

 
 

حوارات: المعارض الكردي صلاح بدر الدين: الأكراد أول المتضررين من تقسيم سوريا

 
الأثنين 22 تموز 2013


أكد المعارض الكردي السوري صلاح بدر الدين أن ما يشاع حول إعلان دولة كردية في سوريا هو بتوجيه من النظام الذي وضع هذا المخطط وهو مستعد لأي شيء من أجل بقائه حتى على أشلاء البلد والشعب.
وقال مدير مؤسسة “كاوا” للثقافة والحوار في لقاء مع “إسلام أون لاين” إن الشعب الكردي صاحب الحق في تقرير مصيره، ولا يمكن كما علمتنا التجارب القريبة والبعيدة أن تحل قضيتنا القومية كجزء من المسألة الديمقراطية إلا عبر الحل الوطني العام في البلاد وعلى قاعدة العيش المشترك والشراكة الحقة والتوافق الوطني بين جميع المكونات السورية.


بداية كيف تنظر إلى مشهد الثورة السورية الآن؟
ما يجري في سوريا يشكل امتدادا لموجة ثورات الربيع التي تتشارك في الأهداف العامة مثل إسقاط الاستبداد واستعادة الحرية والكرامة وتحقيق التغيير الديمقراطي وتفكيك سلطة الاستبداد وإعادة بناء الدولة الحديثة، ولكل تجربة خصوصياتها المحلية وتكتيكاتها وظروفها، والثورة السورية من هذا المفهوم قامت منذ ما يقارب العامين ونصف العام كانتفاضة سلمية تحت ظل تلك العناوين العامة وتطورت واجتازت مراحل عدة بكل صعوباتها وإنجازاتها وإخفاقاتها، ومن حيث الجوهر ورغم عمليات الكر والفر وتغير موازين القوى العسكرية التكتيكية في هذه المنطقة أو تلك وعلى خطوط المواجهات، فإن الثورة ما زالت مستمرة بل تزداد عمقا وتجذرا. وإذا كانت العوامل الخارجية المعروفة (الإيرانية – الروسية – “الحزباللهية” – الشيعية العراقية ) قد أطالت عمر النظام وضاعفت من الخسائر البشرية ومعاناة السوريين وأمعنت في تدمير البنى التحتية، فإن ذلك بالمقابل قد أمد الثورة بمزيد من العبر والدروس وتراكم الخبرات جعلت الثورة السورية فريدة من نوعها من حيث الاستمرارية والتمسك بالثوابت والإصرار على تحقيق الأهداف، خاصة وأن قراءة المشهد السوري الراهن بشكل صحيح تؤكد على فرز حقيقي بين جبهة الشعب بغالبيته الساحقة من جهة وصفّ النظام وشبيحته ومواليه من الجهة الأخرى.
وكيف ترى المشهد على الأرض.. وما مدى صحة الحديث عن تغيير موازين القوى بعد دخول حزب الله إلى جانب النظام؟
نعم.. كما ذكرت أعلاه عمليات الكر والفر مستمرة والمواجهة ليست بين جيشين نظاميين، بل بين ثورة شعبية في كل منطقة ومدينة وقرية وبين أدوات وأجهزة النظام، والقوى العسكرية غير متكافئة بطبيعة الحال.. صحيح هناك مناطق شبه محررة ولكنها ليست أبدية وثابتة بل قابلة للتبدل كل لحظة، وانخراط وتورط حزب الله أثرا على بعض المواقع والمعارك، ولكن بالمقابل تأكد للمرة الألف مدى طائفية النظام إضافة إلى فساده، وهذا من شأنه توسيع اصطفاف أصدقاء الشعب السوري بالمستقبل المنظور، وأعتقد أن الثوار وخاصة النخبة العسكرية بإمكانهم رسم الخطط الفاعلة لمواجهة التجييش المذهبي والحاق الهزيمة بمؤامرات النظام واستعادة المواقع والمناطق والتركيز من جديد على العاصمة دمشق.
كيف تقيم أداء المعارضة بشكل عام.. والائتلاف الوطني بشكل خاص؟
ظهرت المعارضات بدون استثناء بعد الانتفاضة الثورية بشهور عديدة، وبالتالي ليست هي التي أشعلت الثورة وليست هي التي قادتها وليست هي التي قدمت التضحيات، قامت الانتفاضة بشكل عفوي بقيادة الشباب واحتضان الجماهير الشعبية الواسعة والمعارضات الآتية من تنظيمات تقليدية فاشلة طوال نصف قرن والمدجنة سلطويا أو الحديثة العهد بمعارضة النظام الآتية من مؤسسات النظام الأمنية والعسكرية والحزبية جاءت ليس من أجل تمثيل وقيادة الثورة وإيصالها إلى بر الأمان بل من أجل التسلط والاستئثار والحلول محل المسؤولين الحاكمين.. وإذا كانت الثورة قد قامت من أجل التغيير الديمقراطي الجذري وإسقاط النظام وتفكيك سلطته رموزا ومؤسسات وقواعد وبنى فإن المعارضات جاءت لعقد صفقة والبحث عن حلول وسط وإسقاط الحكومة وليس النظام، لذلك ومنذ اليوم الأول لقيام – المجلس السوري – بسيطرة – الإخوان المسلمين – ومن بعده – الائتلاف – ظهر جليا مدى بعد هذه المعارضات عن أهداف وسلوك وأخلاقيات الثورة وإخفاقها في نيل شرف تمثيل الثورة، ومن ثم اقتراف الخطايا والعجز الكامل حتى عن إدارة الأزمة.. فبدلا من تمثيل الثورة بدأت بتمثيل أجندات خارجية، وبدلا من توحيد الصفوف تحولت إلى سبب لإثارة الفرقة والانقسام، وبدلا من دعم قوى الثورة والعمل على تعزيز وحدة صف الجيش الحر قامت بالعمل الأيديولوجي والحزبي وتسببت في الانقسامات الحادة وساهمت في إيصال الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تشكل الآن عقبة كأداء أمام وحدة الثوار.
يرى البعض أن وجود تنظيمات مثل جبهة النصرة ودولة العراق والشام شكل عمليا خسارة كبيرة للمعارضة. ما رأيك..؟
أرى أن الثورات عموما تحتوي على قوى وتيارات سياسية متعددة تتحالف حول برنامج وتتفق على هدف موحد في مرحلة معينة، وكان بالإمكان لثورتنا السورية أن تحذو حذو الثورات الناجحة في التاريخ لو أحسنت قوى الثورة التصرف ولكن حصل ما لم يكن منتظرا.. فمن جهة بذل النظام وحلفاؤه الإيرانيون وجماعات المالكي في العراق على العمل سوية لنقل مجموعات تنتمي إلى منظمة القاعدة الإرهابية مثل التنظيمين المذكورين أعلاه لتحقيق عدة أهداف أولها تشويه صورة الثورة أمام الرأي العام واعتبار ما يحصل صراعا بين المتدينين والعلمانيين وبين السنة والشيعة والعلويين، وثانيها إشعال الفتنة وتفجير المواجهات ضمن صفوف الثورة لاستنزاف القوى والقدرات.. نعم يجوز توافق كل قوى وتيارات الثورة السورية على شعار إسقاط النظام في المرحلة الأولى من الثورة وتترك الاختلافات إلى المرحلة التالية ما بعد النظام ويتم الاحتكام لإرادة الشعب وصناديق الاقتراع، ولكن كما ظهر فإن هناك نيات سيئة مبيتة من جانب جماعات القاعدة وستنضم عاجلا أم آجلا وبصورة مباشرة إلى صف النظام.. ولذلك من حق قوى الثورة ونواتها الأساسية الجيش الحر تطهير الصفوف قبل الاستفحال، خاصة وأن القوى الظلامية تلك بدأت بتصفية قادة الثورة واحدا تلو الآخر.
وكيف تقيم موقف المعارضة وتعاملها مع الأقليات بشكل عام والأكراد بشكل خاص؟
أعود وأكرر أن موقف – المعارضات – لا يهم ولا يعبر عن الثورة السورية وليس منزلا من السماء، وإذا كان لابد من التقييم فمواقفها ليست موحدة من جميع القضايا بما فيها قراءة الخارطة الديموغرافية الحقيقية في بلادنا المتعددة الأقوام والأديان والمذاهب ومستحقاتها وأدوارها ومستقبلها، وأرى أن المرحلة الراهنة لها ميزات خاصة فالأولوية لإسقاط النظام أولا وآخرا، وفي المرحلة القادمة يمكن طرح كل القضايا العالقة أو التي بحاجة إلى إعادة نظر وحلول ديموقراطية مثل القضية الكردية، ولكن لا بأس ومن الآن التحاور حول هذه القضايا وإبداء وجهات النظر حولها ومناقشتها بحرية ولكن من دون فرض المواقف أو طرحها بصورة تعجيزية واشتراطية.. لقد عمل نظام البعث الشوفيني طيلة نصف قرن على تكريس سياسة التعمية وغسل الدماغ وإنكار وجود الأكراد أو أي مكوّن آخر وغيّر وزوّر تاريخ سوريا الديموغرافي ونشر ثقافة الأحادية (القومية – الدينية – المذهبية – الحزبية – الفئوية) لذلك ليس سهلا أن تعيد الحقائق إلى الأذهان في سرعة قياسية، وقدرنا نحن السوريين أن نتحاور ونتفاهم ونتوافق لمصلحة الجميع على أساس العيش المشترك والشراكة في السلطة والثروة وقبل ذلك بالثورة.
وهل ترى أن الأحزاب الكردية اندمجت فعلا مع الثورة منذ البدايات أم أن هنالك انتقادات لدورها خلال الفترة الماضية؟
قبل الإجابة المباشرة أود توضيح حقيقة تغيب غالبا عن الأذهان وهي أن الحركة الوطنية الكردية السورية لا تقتصر على الأحزاب فقط بل تشكل الأحزاب مجتمعة (التي تفوق الثلاثين حزبا) الجزء الأقل والأضعف ولا تمثل أكثر من 5 إلى 7% من المجتمع الكردي، فالأحزاب لم تندمج بالثورة قرارا وتحضيرا وبرنامجا وميدانيا ما عدا الحالات الفردية العابرة والأكراد كشعب وكطبقات اجتماعية وفئات وشباب ومستقلين وحركات مجتمع مدني شاركوا الثورة منذ أيامها الأولى وقدموا التضحيات، بل إن بعض الأحزاب تعاقد مع نظام الاستبداد مثل ملحقات (حزب العمال الكردستاني التركي) بمسمياتها المختلفة والبعض الآخر قرر اتخاذ موقف – الحياد – وانتظار من سينتصر، ومن الجدير بالذكر أن معظم المحللين يعتبرون الأحزاب الكردية السورية منتهية الصلاحية والمصداقية منذ هبة آذار الدفاعية عام 2004 والتي لم تتوفر شروط تحولها إلى انتفاضة وطنية شاملة بسبب عجز الأحزاب وتواطؤ قياداتها مع اللجنة الأمنية الموفدة وقتها إلى القامشلي بمشاركة الجنرالات: بختيار والمملوك ومحمد منصورة (وهي القيادات نفسها الآن لم تتغير) والتي اجتمعت في منزل القيادي في أحد الأحزاب السيد حميد درويش، ومن المفارقات أن المجلس الوطني الكردي أو مجلس الأحزاب الكردية التأم بنفس المكان وتحت أنظار البعض من اللجنة الأمنية تلك.
ما الذي يحدث في منطقة راس العين.. وما حقيقة ما يشاع عن تشكيل حكومة كردية سورية؟
رغم كل البهرجة الإعلامية وأعداد الضحايا الأبرياء ظهر أن كل المعارك الناشبة هناك في جولاتها القديمة والحديثة وكذلك في حي الشيخ مقصود بحلب ومنطقة عفرين وبعض قرى الجزيرة عبارة عن ألاعيب تمارسها أجهزة النظام، واللاعبون هم أتباع السلطة وخاصة كل من جماعة “ب ك ك” وجبهة النصرة، والهدف من إثارة تلك الزوابع هو تشويه سمعة الثورة وإظهارها بصورة صراعات محلية – عرقية – دينية مذهبية، وكذلك تعزيز سلطة جماعة “ب ك ك” على مختلف المناطق تنفيذا لقرار سابق اتخذ عندما تم الاتفاق بين الطرفين، ومن ضمنه بند التسليم والاستلام وموضوع الحكومة والإدارة جزء من تلك الخطة السابقة، فعمليا مسلحو “ب ك ك” مسيطرون وتحت أنظار قوى النظام على معظم المناطق الكردية، وما يهم السلطة في هذه المرحلة ليس إعلان الحكومات لأنها مجرد حبر على ورق بل ما يهمها هو إبعاد الثوار عن تلك المناطق وتحييد الكرد وقطع الطريق على حراكهم الشبابي الثوري، والأهم لها هو تواجد وتسلط مواليها على مقاليد الأمور، والبقية بالنسبة لها تفاصيل.
وما هو موقف الأحزاب الكردية من هذه الدولة.. وما هي خطوتهم التالية بناء على هذا الموقف؟
مواقف غائبة إما غير معلنة أو مترددة أو متواطئة.. والشعب الكردي لا ينتظر أية مفاجآت من تلك الأحزاب بل أن بعضها ينتظر ولو جزءا ضئيلا من الكعكة ولو أنها سامة، وبالتالي ما يتم نشره بالإعلام ما هو إلا تعمية ومحاولة تخدير وتوجيه الأنظار إلى أمور جانبية هامشية وقد تكون مدمرة ومثيرة للفرقة والمواجهات على حساب القضية الرئيسية وأعني الثورة الوطنية السورية.
أرسل النظام السوري مؤخرا وفدا التقى مع الأحزاب الكردية، فما حقيقة الأمر.. وما الذي تم الاتفاق حوله؟
غالبية الأحزاب الكردية لم تقطع الصلة بأجهزة النظام ولها علاقات قديمة قد تمتد إلى عقود، ولا أستغرب حصول لقاءات سرية وعلنية في أي وقت وفي أي مكان بالداخل والخارج، ومن المؤكد أن مندوبي النظام يلتقون بالأحزاب الكردية والعربية والآشورية وغيرها في أكثر من مكان، خاصة في الآونة الأخيرة، وهناك عروض كثيرة ليس أقلها التشجيع على إعلان حكومات وإمارات ومحميات، فالنظام بأمس الحاجة إلى إثارة البلبلة والقلاقل، ومنها دفع بعض المكونات على الإقدام على خطوات توريطية.. كل ذلك لدعم مشروع النظام وخطه الدفاعي الأخير في الإمارة العلوية العتيدة، ولكنني على يقين أن كل تلك المحاولات ستبوء بالفشل أمام وعي السوريين.. ونحن الكرد على ثقة بأن قضيتنا لن تحل إلا في ظل الديموقراطية وعلى أنقاض نظام الاستبداد العنصري الشوفيني الذي ألحق أفدح الأضرار بشعبنا منذ عقود وحتى الآن، وأن أي تعاقد لن يتم مع الاستبداد بل مع شركائنا الوطنيين العرب السوريين المنخرطين بالثورة.
كيف تتوقع الموقف الرسمي السوري من قيام دولة كردية؟
كما أكدت أن ما يعلن بهذا الخصوص هو بتوجيه من النظام وهو واضع المخطط ومستعد لأي شيء من أجل بقائه حتى على أشلاء البلد والشعب.
وماذا عن الموقف الدولي، وخاصة التركي، من إعلان قيام دولة كردية سورية؟
لا أعتقد بتوفر الدعم أو التفهم الدولي والإقليمي لقيام دولة كردية في سوريا، وقبل ذلك لا تتوفر الأسس والدعائم الكردية والسورية لمثل هذا الخيار بالرغم من أن الشعب الكردي صاحب الحق في تقرير مصيره بحسب مبادئ حق الشعوب وحقوق الإنسان، ولا يمكن كما علمتنا التجارب القريبة والبعيدة أن تحل قضيتنا القومية كجزء من المسألة الديمقراطية إلا عبر الحل الوطني العام في البلاد وعلى قاعدة العيش المشترك والشراكة الحقة والتوافق الوطني بين جميع المكونات السورية.
هل تتوقع أن يتم تقسيم سوريا فعليا في ظل ميزان القوى الحالي.. وماهي السيناريوهات المتوقعة للثورة السورية؟
تقسيم سوريا ليس لمصلحة السوريين جميعا وخاصة الكرد، وهو في اللحظة الراهنة حاجة للنظام على مبدأ (عليّ وعلى أعدائي) والتاريخ يشهد أن سوريا مرت بظروف عديدة كانت حالة الانقسام فيها سائدة، ففي عشرينات القرن الماضي ظهرت دويلات (العلويين والدروز وحلب ودمشق) ووقف من ورائها قوى استعمارية عظمى، ونحن الكرد لم نكن جزءا من العملية الانقسامية تلك ولكن السوريين رفضوا ذلك وأعلن حينذاك عن (الاتحاد السوري) وأعيدت الوحدة بدل الانقسام، وإذا كان الشعب السوري متعدد القوميات والأديان والمذاهب فبإمكانه التعايش تحت ظل دولة ديمقراطية تعددية موحدة كما يطرحها الثوار بدستور يضمن وجود وحقوق ومشاركة الجميع، وذلك بدلا من جولات أخرى من الحروب والمواجهات العرقية البغيضة التي يخطط لها النظام.
إسلام أون لاين ـ خاص

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.8
تصويتات: 5


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.