القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 504 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الكردي وسطوة المؤدلج بين الذات والموضوع

 
الأثنين 15 تموز 2013


حواس محمود

الكردي  في علاقته مع السياسة مرهون وأسير حالة اضطهادية عبر سنوات مديدة من القهر المتراكم هذا التوصيف سبب لديه قدرة سلبية على تلقي الأدلجة والشعارية والمقولات التي تضرب على الوتر العاطفي الشعوري بشكل كبير ويتماهى بها ومن ثم يتماهى روحيا مع كل المقولات المؤدلجة في حالة استسلامية بتسليم العقل الى الهوامات التي تسيطر على عقله أو إلى استقالة عقله من التفكير على حد تعبير  المفكر علي حرب لكن الأمر لا يقف عند حد الأدلجة وحسب وإنما إلى الزعيم والشخص الذي يتزعم الحزب الفلاني والتيار العلاني بحيث ان تمازج الشعارية مع الزعاماتية يؤدي إلى تماهي عجيب مع الشخص الزعيم الذي هو بحسب هؤلاء المقهورين شخص خارق قادر على إخراجه من ظلم مقيم مديد عشرات السنين


 لكن الحقيقة المرة إن دائرة الاضطهاد تعود من جديد لتخلق سلبية مديدة لا ترى مخرجا ولا تجد حلا لمأزق الكردي المقهور فيخرج هذا المقهور من دائرة المؤدلج الموضوعي أي المؤدلج الذي كان بسببه وتحت شعاره  يتعرض لظلم مؤدلج الانظمة الغاصبة لكردستان والاستبدادية في آن ، أي الى المؤدلج الذاتي الذي يستمر تحت شعاراته في الحالة الاضطهادية ويتشكل لديه رد فعل زعاماتي كاريزمي من تلقاء ذاته فينشد الخضوع والطاعة والعبودية للزعيم المنتمي للذات المضطهدة من القومية المظلومة على يد السلطات التي تتحدث هي الأخرى شعاريا عن القومية السائدة  فتكتمل دائرة الفعل بدائرة رد الفعل بإغلاق دائرة الاستبداد مما لا يفتح مجالا للخروج من حالة الاستبداد الموضوعية لأن الذات الكردية تدخل دائرة الاستبداد الذاتية ولعل هذا هو السبب الرئيس في بقاء الكرد بحالة غياب وعي متطور وبمؤسسات فكرية بحثية ولوبيات في الخارج مؤثرة على دوائر صنع القرار لكن الحاصل هو هذا التماهي القدسوي بالزعيم المخلص ، والمنقذ من شرورهذا الظلم الذي امتد عقودا متطاولة من أنظمة القوميات السائدة التي تفرض قوانينها على شعب يتعدى الأربعين مليونا مجزءا محروما من حقوقه القومية المشروعة ، مع أن الزعامة كان ممكن لها أن تحدث قفزة قومية هائلة في ظروف سابقة لكن في ظروف الثورات العربية وفي عهد الثورة المعرفية والتكنولوجية الكبرى ، التاُثير والتغيير والقيادة أضحت جماعية والعقل جمعيا  لذلك لم تعد تلك القيادات مهما امتلكت من حنكة وجهد وإخلاص فإنها لن تستطع أن تقود شعبا كاملا وتحريره من قيود التخلف والظلم والقهر والفساد لأن الفردية الزعاماتية  ليست بمنأى من التأثير الإقليمي السلبي أما الجماعية أو المؤسساتية فهي بمنأى عن التاثيرات السلبية (التي قد تؤدي الى تغيير مجرى الأحداث في غير خدمة الشعب الكردي ) وهي الأمل المشروع للطموحات الكردية بعد سنسن طويلة من القهر والمعاناة تعود بنا بعض فعالياتنا وجماهيرنا وبخاصة  كرد سوريا إلى التغني بهذا الزعيم أو ذاك وينسوا  دورهم  كجموع لها طاقات مهملة ومطفأة ، إن هذا تأخر حضاري عن ركب التطور العالمي فكل فرد له طاقة لخدمة شعبه من المفترض أن تفعل وكل بحسب طاقاته وإمكاناته ، وأن تنشط مؤسسات المجتمع المدني بعيدا عن الأدلجة والأجندات الاقليمية والدولية ، ويجب التأكيد على أنه لا يمكن أن يحل القائد محل الشعب، القيادات لها دور في التحريك والتحريض والمبادرة لكنها ليست كل القضية ليست كل الموضوع العقل الكردي لا يزال حتى اليوم عقلا زعاماتيا حتى إن كان من يتبع الزعيم هم قلة قليلة هذا أشبه ما يكون بالتفرق القبيلي ( من القبيلة ) يؤثر بشكل سلبي كبير على مسار تطور الكرد فكريا اجتماعيا وثقافيا ، ومما يؤسف له حقا أن الآمال الكبيرة كانت معقودة على كرد سوريا ووعيهم وثقافتهم العالية بتجنب الوقوع في فخ التبعية الأيديولوجية والزعاماتية ، فمع غياب مؤسسة وطنية فاعلة وقوية ومتماسكة تدافع عن حقوق الشعب الكردي وتنشد العيش المشترك مع مكونات الجزيرة السورية أو عفرين  ، اصبح هذا الأمل أشبه بالمستحيل مع تعقيدات الحالة السورية الراهنة وأخطاء الجميع تجاه الجميع المؤدلج والزعاماتية لهما انعكاسات خطيرة على مستوى تفتح العقل الكردي وتقبله للمتغيرات الحضارية في العالم وإغلاق للسياسة المفتوحة على الديناميكية القادرة على التحرك بشكل فعال لخدمة القضية الكردية ، وعلى العقول الكردية النيرة تناول هذه الظاهرة الخطيرة بعيدا عن الخوف والخجل الفكري والمجاملاتية والشوبشة والانتهازية التاريخية


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.