القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 455 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: مفارقات في زمن الثورة السورية

 
الخميس 06 حزيران 2013


صلاح بدرالدين

  كم عظيمة هذه الثورة الوطنية بتعبيرها عن ارادة السوريين في حب الحياة والخلاص من الاستبداد الشمولي والبحث عن وطن حر ودولة تعددية ديموقراطية وكم هي رائعة بعفويتها السلسة في الانتقال من مرحلة الى أخرى من دون الاذعان لآيديولوجية هنا وتدخلات خارجية هناك لقد أزالت عن جدارة الغشاوة عن العيون والقلوب وقدمت للعالم أجمع الوجه المشرق لشعبنا التواق الى الحرية والحياة الكريمة وبعكس معظم تجارب " ثورات " الربيع فقد انصهرت في البوتقة الوطنية  فوق فوارق القوم والدين والطائفة رغم كل المعوقات والاشكاليات وانفردت بالتمسك الصارم بحقيقة أن الداخل الثوري هو المصدر الرئيسي للشرعيتين الثورية والوطنية وأن كل مشاريع – المعارضات – ماهي الا مظاهر خارج اطار تاريخ الثورة التي يصنعها الثوار ودماء الشهداء والمضحون من أجل مبادىء الثورة وليس ركاب الموجة والمتسلقون والباحثون عن موقع أو جاه من التقليديين والحديثي العهد بمعارضة !! النظام .


  اذا كانت الثورة قد غيرت وجهة التاريخ السوري وأظهرت كل ماهو ايجابي ورائع في ثقافة شعبنا فالى جانب ذلك أفرزت الصالح من الطالح وكشفت عن الجانب السلبي الآخر في المعادلة بل فضحت أمام الملأ البعض الكثير من المظاهر المرضية والادعاءات المنافية للحقيقة والواقع التي تشكل عادة القاعدة الفعلية للثورة المضادة ومن أبرزها :

  أولا – رغم كل المساحيق المستعارة ومسلسل التغني بالبعث والعروبة والممانعة فقد كشفت الثورة السورية بصمودها الوجه الطائفي البغيض لنظام البعث الشمولي الفئوي الأحادي الذي استطاع تضليل القريب والبعيد قرابة نصف قرن والفضل يعود لثورتنا في تعرية حزب نصرالله الذي يجسد – الاسلام السياسي الشيعي – كفرقة ارهابية خارجة على الدولة اللبنانية تابعة لولاية الفقيه في ايران بعد أن سوق نفسه مقاوما لأكثر من عقدين .
  ثانيا – الثورة السورية وضعت المجتمع الدولي في قفص الاتهام لسكوته المريب عن نزيف الدم والدمار والتشرد واذا كانت جمهورية ايران الاسلامية لاتحتاج الى شاهد أو دليل في مذهبيتها الفظة وعدوانيتها وبؤرة رئيسية في صنع وتصدير الارهاب فقد كشفت الثورة عن طبيعة النظام الروسي المافيوزي الذي يجمع أسوأ ماكان في النظام السابق وأسخف ظواهر المجتمعات الرأسمالية  تحكمه الطغمة التجارية الحربية كما وضعت الادارة الأمريكية زعيمة الامبريالية العالمية والغرب عموما في وضع لايحسد عليه : التردد بين التمسك بالمصالح الوطنية والتفريط بمبادىء الحرية وحقوق الانسان  .
  ثالثا – كانت الثورة السورية كفيلة بتعرية النظام العربي الرسمي المتجسد بجامعة الدول العربية وعجزه كما وضعت البقية الباقية من مصداقية الدول العربية في الميزان هل هي فعلا مع ثورات الربيع عامة والثورة السورية الفريدة من نوعها التي تهدف حقيقة الى التغيير واسقاط النظام وتفكيك سلطة الاستبداد واعادة بناء الدولة الجديدة أم أنها ترمي الى فرض سيطرة الاخوان المسلمين أو السلفيين وترك الثورات في منتصف الطريق لتواجه مصيرها أو تدفعها صوب أنصاف الحلول المدمرة المزمع تمريرها في جنيف 2 وصولا الى اعادة الروح للنظام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة .
  رابعا – داخليا كانت ومازالت الثورة بمبادئها وسلوكها المرجعية والمقياس الأول والأخير لصدقية وجدية هذا الطرف – المعارض - أو ذاك هذه الكتلة أو تلك ولها الحكم النهائي على ادعاءات جماعة – ميشيل كيلو – حول الزعم باستكمال وحدة – المعارضة – ساعة انضمام بعض أفرادها بالتزامن مع انسحاب كتلة ثورية مهمة من الائتلاف وهي – الهيئة العامة للثورة – ولاشك أن الحذر من المنضمين الجدد سيكون سيد الموقف لأنهم يحملون أجندة مريبة في الالتحاق بجنيف وصولا الى الحوار والتصالح مع النظام وذلك لايعني أبدا اعفاء الأعضاء الأقدمون من تلك الملابسات .
  خامسا – الثورة بسعة صدرها وصبرها الطويل عملت على انكشاف أمر الأحزاب الكردية وازدواجية مواقفها وتلاعبها بالألفاظ والتثبت من موالاة القسم الأكبر وعلى رأسها جماعات – حزب العمال الكردستاني التركي - لنظام الاستبداد ووقوف القسم الآخر تحت شعار – الحياد – بين الثورة والنظام وهو عمليا يصب في صالح السلطة من جهة أخرى ليس من السهل على تلك الأحزاب تسويق مقولة " الممثل الشرعي الوحيد لكرد سوريا " وتجاوز الحراك الثوري الكردي الشبابي والأكثرية الصامتة والوسط الوطني المناضل ضد الاستبداد منذ قرابة نصف القرن خاصة في زمن الثورة الوطنية التي هي الممثل الحقيقي من دون منازع لارادة السوريين عموما وبينهم الكرد على ضوء شعاراتها وممارساتها الفعلية من أجل اسقاط الاستبداد واعادة البناء وتحقيق التغيير الديموقراطي .
  ثورة بهذه الصفات وبهذا الدور والتأثير وبتلك الانجازات منتصرة حتى لو تأخرت ساعة الصفر أياما وأسابيع وشهورا وتستحق كل الرعاية والدعم من القريب والبعيد .  

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.