القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 517 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: اعذرونا لستم «القيادة المنتخبة للشعب والثورة»

 
الأربعاء 22 ايار 2013


صلاح بدرالدين

تعقيبا على ماجاء في مقالة الدكتور – برهان غليون – بالحوار المتمدن اليوم (19 – 5 – 2013) من مسائل  تحتاج الى التوقف عندها وتوضيحها من وجهة نظر مخالفة أقول نعم هناك تحديات كبرى أمام الثورة ولكنها ليست بنت اليوم بل ظهرت منذ اليوم الأول من اعلان – المجلس الوطني – ذي اللون الواحد رغم الرتوش بعد أشهر ستة من اندلاع الانتفاضة الثورية باشراف مباشر من جماعة – الاخوان المسلمين – التي نصبت قيادته ورئيسه حسب أجندتها


وماترتب عليه منذ ذلك الحين من سياسات خاطئة ومحاولة الهيمنة والتسلط على قوى الثورة وحراكها العام ومانتج عنه من عزلة وفشل وتردد في حسم المواقف وانقسام بين صفوف الوطنيين السوريين وقلق ضمن صفوف المعارضين من غير العرب وغير المسلمين السنة وعجز ليس عن دعم مساعي توحيد قوى الثورة بل الامعان في فرض الحصار المالي على مجاميع الجيش الحر لمصلحة ميليشيات تابعة لجماعات الاسلام السياسي ومنها تابعة لتنظيم القاعدة الارهابي التي لم يعلن بعد المسؤول عن ايصالها الى الداخل السوري كل ذلك شكل التحدي الأكبر الذي يمثل الآن أمامنا.
  عندما نضع اليد على مصدر التحدي ونقد الذات على المساهمة بالخطأ فبالامكان البحث عن وسائل مواجهته أما القفز على مسبباته والتستر عليها فليس دليل الجدية أبدا واحداث الاصلاحات على الارض لن يتم من دون تشخيص الداء أولا والمسألة هنا لاتدور حول البحث عن " كبش فداء " أو اختلاق عدو وهمي مفترض فالثورة ليست سلطة مستبدة حاكمة حتى تضع اللوم على طرف أو جماعة أو شخص لازاحته عن موقع التحكم أو الانقلاب عليه وبكل صراحة لاحاجة الى اللف والدوران فأهداف الثورة واضحة وبسيطة وغير معقدة : الشعب يريد اسقاط النظام والشعب السوري واحد وكل شيء في خدمة هذين الشعارين الاستراتيجيين .
  المراجعة النقدية العميقة لمسيرة الثورة واصلاحها من جانب الثوار في الداخل ومساهمات الوطنيين في كل مكان بطرح المقترحات والملاحظات كفيلة بتجديد شبابها وتعزيز مواقعها استعدادا للنصر وتحقيق الأهداف فعلى سبيل المثال الدعوة الى توحيد قيادة وقرار الجيش الحر وضبط وربط مجالسه وأدائه تصب في مجرى اعادة بناء الأداة الثورية أما تسليط الضوء الكاشف على مسار وممارسات – المعارضات – بكل مسمياتها وتخطئة بعضها ورفض توجهات بعضها الآخر لاتدفع للاحباط بقدر ماتساعد على تحسين صورة ثورة الداخل حتى لايستغل الأعداء الصورة القاتمة لمعظم – المعارضات – وتحسبها زورا على الثورة  وعلينا هنا الفصل التام بين ثورة الداخل من جهة وبين – المعارضات – المتكاثرة والمتنوعة والمتعددة الولاءات بالخارج والداخل فالثورة واحدة وذات أهداف موحدة أما الأخرى فليست كذلك والغريب بأمر كاتب المقالة اعتباره – المعارضات – كقيادة ليس للثورة فحسب بل للشعب السوري أيضا وهو اعتبار مبالغ فيه ولايستند الى أي أساس ولم أكن أتوقع هذه الكبوة من الصديق غليون وهنا نتساءل : من من – المعارضات – انتخبها الشعب وخولتها الثورة لتقود وتقرر المصير ؟ المجلس الوطني أم هيئة التنسيق أم الائتلاف أم مايزيد على أكثر من خمسين جماعة وفئة ومجموعة من - المعارضات – بعضها تقليدية وأخرى حديثة العهد ؟ ثم حتى لو تركت هذه – المعارضات – عملها الراهن وهو لايتعدى البيانات والتصريحات التي لاتغني ولاتسمن من جوع وصرف الأموال على المؤتمرات والاقامة والتنقلات اضافة الى حملات التهجم والتشهير بالبعض فان الثورة ستكون بألف خير فهي قامت بدون معارضات - وستستمر وتنتصر بدونها أيضا.
  مهما بلغ الدعم العسكري التسليحي والبشري واللوجستي والاعلامي والسياسي والمالي للنظام من جانب ايران وروسيا وحزب الله وبعض العراق ومهما نجح في استعادة بلدة هنا ومنطقة هناك من سيطرة الثوار فلن ينقذ النظام من السقوط عاجلا أم آجلا ويمكن تقريب يوم النصر اذا ماتوفرت مجموعة من الشروط ومن أبرزها تعزيز وحدة قوى الثورة وعمودها الفقري أفراد وضباط الجيش الحر والقيام بدور من يمتلك الشرعية الوطنية والثورية وبالتالي مفتاح قرار السلم والحرب وكف – المعارضات – عن مزاحمة الداخل ومحاولة مصادرة قرار التفاوض والحوار مع سلطة النظام وضرورة أن يبادرالداخل وبالتعاون والتنسيق مع القوى والتيارات الوطنية والديموقراطية المعارضة قولا وعملا الى بناء مؤسسة سياسية مصغرة لتكون رديفا للثورة والمقاومة بالداخل وتقوم بوظيفتها السياسية والاعلامية والدبلوماسية وتوفير مستلزمات الصمود والانتصار .
   أما سائر – المعارضات – فأمامها خيار واحد اذا أرادت أن تكون في خندق الثورة وليس على هامشها أو في مواجهتها وهو أن تعقد مؤتمرا توحيديا وليس – مؤتمرات للهرولة – نحو التحاور مع نظام الاستبداد وتحديد أسماء المفاوضين بل اجتماع عام يصدر قرارا واحدا وهو : نحن في خدمة الثورة ولسنا قيادتها نحن جنودها ولسنا أمراؤها سنقدم لها كل مانستطيع من مال وجهد وفكر ومعرفة .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.