القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 491 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: ديمقراطية مؤسسات، لا ديمقراطية زعماء

 
الثلاثاء 01 كانون الثاني 2013


محمود برو *

من خلال دراسة متواضعة وموجزة للتاريخ المعاصر وعودة سريعة الى نهج الحركات التحررية في العالم وتحديدا في الشرق الاوسط، نصل الى حقيقة سياسية واضحة، تلك الحقيقة اللتي رسخت في سياق العمليات الثورية الجماهيرية ضد الانظمة الشمولية الاستبدادية، ورياح التغيير الديمقراطي اللذي يعصف بمنطقتنا . هذه الحقيقة هي ان النظام الاستبدادي كنمط سياسي اجتماعي ، مهما حاول ان يتلبس باغطية مختلفة ومموهة لحقيقتها الذاتية باساليب ديماغوجية قد ولى زمانها، فانه اولاً واخيراً يقوم على انفراد كيان واحد متفرد بالسلطة ، وهذا الكيان قد يكون فرداً اوجماعة معينة ، مهمتهم الاساسية تكمن في كم الافواه والغاء حرية الراي والتفكير السياسي ،


انهم لايقفون عند هذا الحد بل يعملون ليل نهار في سبيل تفكيك اواصر المحبة والتقارب والتلاحم في المجتمع وتهميش دور كل ماهو حضاري مدني ، وزرع الفتن والمؤامرات المتنوعة بين ابناء الشعب الواحد ذات المصير المشترك ، ناهيكم عن محاربة المبادئ الانسانية العامة والهاء الناس بمواضيع ثانوية اخرى  تجعلهم يفكرون فقط في المادة وبالتالي خلق طبع اناني بحت بين البشر ، وعندها تبدا التناحر والصراع الغير صحيح بين افراد المجتمع واللتي يصل بهم الى حد الاقتتال والعداء للبعض ومن ثم يلتجأ الناس المتصارعين والمتقاتلين الى محاكم تلك الزمرة الاستبدادية وذلك للتوصل الى حل عادل لمشاكلهم دون ان يدركوا ان مديري تلك المحاكم هم اللذين زرعو فيهم روح الفتنة والمؤامرة والعداء وهم اللذين قتلوهم والان يمشون بجنازتهم ويذرفون عليهم دموع التماسيح.

ان ثورات الحرية والكرامة في منطقتنا كشفت الستار عن ذلك الانظمة وضحى ومازال يضحي بكل ما لديه من غال ونفيس في سبيل اقتلاع تلك الانظمة من جزورها وحل كافة الاجهزة والموسسات الامنية والقمعية التابعة لها.

ان محاربة الانظمة الشمولية وتحديدا النظام السوري المتمثل ببشار الاسد ومرتزقته والحاشية المحيطة به من منظمات ودول ، ان ذلك يضعنا امام مسؤليات كبيرة وتحديات مختلفة وعمل شاق للانتقال من طور الاستبدادية الى مرحلة الديمقراطية حيث ان الشعب يصبح صاحب السلطة والقرار،
 والحاكم يكون وفياً لشعبه ومخلصا في عمله لتقديم الخدمات لعامة الشعب دون تمييز. ان الوصول لى تطبيق ذلك الديمقراطية الحقيقية يضعنا جميعا،  احزابا ومثقفين مستقلين  ومنظمات المجتمع المدني وعلماء الدين تحت مسؤلية تاريخية كبيرة والاسراع في البدء بالعمل الجاد والحيوي المثمر. الديمقراطية ليس طقماً يشتريه العريس في ليلة زفافه،  الديمقراطية  هي مشروع كبير ومتفرع  لايمكن الوصول اليه مباشرة وخلال فترة قصيرة.

الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه،  هي توفير ضمانات احترام حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واحترام مبدأ تداول السلطة طبقاً للإرادة الشعبية والشرعية الدستورية، والقبول بالتعدد السياسي والفكري ، واحترام معتقدات الناس وطقوسهم الدينية، وضمان حرية المرأة وحقوقها، والمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.

فعندما نرى بأم اعيننا الانتهاك الفادح لما ذكرته اعلاه عن الديمقراطية،  حيث ان الانظمة الشمولية  هي فقط اداة قمع وتدمير لبنية المجتمع المدني المؤسساتي، والتمسك بالوحدانية وانكار ومحاربة التعددية الفكرية  والسياسية والخروقات الفادحة لحقوق الانسان وسياسة كم الافواه وزرع الرعب في نفوس الناس وباساليب مختلفة، 
لذلك فان الضرورة المطلقة هي ان نبدا ببناء مؤسسات ديمقراطية وفق اسس وقواعد متينة وواضحة. مؤسسات تشترك فيها جميع فئات الشعب بنخبها المختلفة.
نحن الكرد علينا ان نبدأ ببناء جيشنا الوطني الموحد مهمته حماية الشعب من الاخطار المختلفة، وهذا الجيش يجب ان يبنى على اساس ديمقراطي حر وطوعي بعيد عن اية وصاية فردية. آلية البناء يجب ان تستند على الاعتراف بحقيقة ووطنية كل جندي وضابط كردي يتطوع لحماية شعبه،  وارضه .
جميع المؤسسات اللتي بناها النظام السوري كانت لحماية وخدمة النظام وحزب البعث العفلقي  . فعندما ننادي باسقاط النظام الشمولي، فعلينا قبل كل سئ ان نتخلص من تلك الثقافة الشمولية المكتسبة، ونبدأ بالعمل الجماعي   ودمقرطة المؤسسات، بدلاً من احتكارها لصالح فئة او حزب واحد. والعودة الى ظلمات الماضي. 

الحزب هو وسيلة لتحقيق اماني الشعب برمته وليس العكس ، الامل الوحيد للشعب هو الوحدة في القرار السياسي والتلاحم والتقارب ونبز العنف وسياسة الاكرا، فالكرة بملعبكم يا احزابنا  والمسؤولية باعناقكم  لتحقيق تلك الامانى النبيلة، تسارعو وتسابقوا في خدمة شعبكم المسكين المشرد، والا فان مصيرنا سيكون من السوء الى الاسوأ.

*  عضو اللجنة القيادية لحزب آزادي الكردي في سوريا- منظمة اوروبا

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.