القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 523 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

فيسبوكيات: أكرادٌ خائفون

 
الجمعة 03 اب 2012


حسين جلبي

هل لا زال هناك بشرٌ خائفون في هذا العالم؟ و هل لما يزل هناك سوريون خائفون بعد إشتعال الثورة السورية؟ ألم تحرق نيران الثورة الخوف في القلوب فتحررت معها العقول؟ هل يخاف الأكراد؟ أم لم يعد هناك كُردٌ خائفون؟ من الذي يزرع الخوف في قلوب الكُرد؟ و من المستفيد من بقائه؟ ترى ممن يخاف هؤلاء و مما يخافون، و متى سيتحررون من خوفهم؟
نعم هناك كُردٌ خائفون. لقد إلتقيتُ ببعضهم، إنهم يعيشون في عهد ما قبل الثورة، كأن درس الثورة لم يمر عليهم، لا بل أنها قلبت كيان بعضهم، فكان لها مفعولاً عكسيا، أو أنها غيرت إتجاه بوصلة الخوف عندهم، فبعد أن كانوا يجاهرون بآرائهم في بعض القضايا و خاصةً ضد النظام، سيطر الخوف عليهم في قضايا أُخرى و أخذوا يتجنبون الخوض فيها.


إلتقيت بالعديد من الأخوة الخائفين، كم شعرت بالأسف على أحوالهم، كم أحسست بالشفقة عليهم، و كم شعرت بوطأة الجريمة التي تنتهك رجولتهم، لقد كان أكثرهم يتحدث بصوتٍ منخفض عن جهة كُردية محددة و هو يتلفت متوجساً حوله بإستمرار، أضطررت كثيراً أن أطلب من بعضهم أن يرفع صوته، لستُ أعاني من صعوبة في السمع كما لم تكن هناك ضوضاء في المكان، لكني لم أكن أسمع حقاً الحديث كله، فقد كنت أتابع حركة شفاه محدثي، و أحاول ربطها بأنصاف الكلمات التي تصلني، و من ثم بموضوع الحديث علني أقف على الفكرة التي يرغب بإيصالها إلي لأرد عليها بشكلٍ صحيح، كان البعض ينظر إلى طلبي بعين الشك و كأني أريد توريطه و فضح سره الذي لا يرغب بأن يتجاوزني، و كان آخرون يقطعون الحديث ليتوجهوا و بصوتٍ مرتفع و بدون تحديد إلى شخصٍ ما بعيد لمجرد أنه يشاركنا المكان، للسؤال عن صحته، أو بحديثٍ عام ليس وقته، أو بمثلٍ ما عابر لا صلة له بحديثنا، فقط لأيهام بقية الحضور بأننا نخوض في مثل هذه المواضيع.
في أوربا على الأقل أكرادٌ خائفون رغم الثورة، ترى هل في الوطن خائفون أيضاً؟ هل يجدر بمن يقف في وجه النظام من جهة أن يبقى خائفاً من إبداء رأيه من جهةٍ أخرى؟ الكثير من الخائفين يدعون الحكمة و الترفع عن الصغائر لكنهم في الحقيقة خائفون، إنهم خائفون من تقلبات الأمور و أن يضطروا بسببها لدفع ثمن كلمة (طائشة)، لذلك يقضون جُل وقتهم في البحث عن كلماتٍ لا عاقبة لها، و في إختراع جُملٍ حمالة أوجه.
الخائفون أصبحوا أقلية، إنهم يعيشون في سجنٍ ذاتي في أيديهم لوحدهم مفاتيحها، لا أحد يستطيع تحريرهم منها سوى هم أنفسهم، هم من يجب عليهم أن (يدفعوا ثمن الكلمة الحرة) ليتحرروا، كما قال الشهيد مشعل تمو.
ربما نحتاج بعد إنجاز ثورة الكرامة، أو بالتوازي معها، إلى بدء ثورة أخرى هي الثورة على الخوف، مهما كان مصدره، لا بد من هزيمة شبيح الخوف لكي نتمتع بالحرية.
الشعب يريد أسقاط الخوف.
فيسبوك:
http://www.facebook.com/notes/hussein-jelebi/%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF%D9%8C-%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%88%D9%86/482078188470223
تويتر:
https://twitter.com/HusseinJelebi

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 10


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.