القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 531 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: الأحزاب الأستروفية

 
الأربعاء 03 كانون الثاني 2007

  دلخاز إسماعيل

أين ، و متى بدأت ؟
هل كان بداية  ظهورها من أدم و حواء عندما طردا من الجنة .
أم  ..... من  زمن قابيل و هابيل ليقتل واحدهما الأخر .
أم ..... هي فكرة أسلامية مورست بحق صلاح الدين الأيوبي ليفرق بينه و بين أبناء جلده على أساس المبدأ نفسه.
أم ..... ظهرت بشكل واضح في القرن السابع عشر ، بدأً من التقسيمات الأولى  لكردستان بين الإمبراطوريتين العثمانية والفارسية .

أم ..... هي سياسة استعمارية تطورت يوما بعد يوم و تعززت ووسعت قاعدتها في القرن العشرين   ليصبح الكرد بحكم العادة مدمنين عليها ، و لتكون عادة من عاداتهم ، حيث بالأمس القريب كانت ،  تعطى لهم الجرعات المتكررة و اليوم أصبحوا هم أنفسهم يأخذونها كؤوساً مترعة ، فمازال الكثيرين من أبناء شعبنا يجهل حالة الإدمان هذا ، أو ربما يتجاهله و لعلهم لا يضعونه في خانة المهمات العاجلة لتكون الحاجة الماسة لأجراء إسعاف سريع على أنسأننا المقهور الذي يعيش حالة إدمان شديدة طويلة الأمد من القهر، وهذه هي
(سيكولوجية الإنسان المقهور) ، فالمعالجة معروفة ومشخصة عالمياً لدى الأطباء النفسانيين بشكل علمي و دقيق و رغم ذلك ما نزال لا ندركها  حتى أصبحنا هدفا ً سهلاً لسهام هذا المبدأ الذي ما أن يحلٌ بأمةٍ حتى يقودها إلى التهلكة ، فهل هذه السياسة تمارس ضدّنا دون أدراك منا .....
أم .... أننا نمارسها على أنفسنا دون وعي ، حتى أنحنى ظهر مدينتنا الخجولة (قامشلي) ، من كثرة الأحزاب الشبيهة بالأغاني الأستروفية *   فكلمة الحزب تعني جماعة من الناس و كل جماعة تعني فكراً و كل فكر يعني اختلافا بينها و الاختلاف يعني فرق و عندما تستطيع أن تفرق عندها تسد .
وهنا لا أعني إن فكرة الحزب تؤدي بدورها هي أيضاً إلى فكرة (فرق تسد) ، فالمشكلة لا تكمن في فكرة الحزب ، وإنما في سياسة بعض المستغلين اللذين يسمون أنفسهم ( سياسيين وقادة أحزاب ) وهم في الحقيقة ليسوا إلا أداة طيعة تحقق مآرب من يريدون تطبيق المبدأ .
أم .... أننا أصبحنا نعيش في عصر الحزب لوجيا أوهي بدء لنمو بذرة الديمقراطية الكردية ، فإذا قمت بإحصاء لهذه الأحزاب فستجدها عشرات وأكثر ، وفي المدى القريب وليس ببعيد ستتكاثر وسيكون حصة كل بيت أو عائلة صغيرة حزبا ما شاء الله ، و الله يزيد ويبارك حتى أمطر شتاء
(قامشلي) أحزاباً غزيرة فهل ؟ سيأتي ربيعها نضراً بنمو بعض الجرائد والمجلات التي نادراً ما نراها تصدر في بعض المناسبات فما تكاد تصدر عدداً حتى تختفي إصدار العدد الآخر إلى ربك يعلم هل ؟ السبب قلة الإمكانيات المادية التي لا تسمح بالقيام بإصدار جريدة شهرية ، أو حتى فصلية ثقافية  لهذه الأحزاب أو على  مبدأ جود بالموجود
وإذا جادو ببعض الموجود فأنك بدون شك لا تكون من بين أولئك ، وإذ أردت أن تحصل على جريدة فإما إن تكون من المقربين (أهل البيت) أو إن تكون من أعضاء الحزب ؟ باستثناء القلة القليلة منهم ...
 فكل إنسان في هذا الزمان مقدور له إن يؤدي أعمالاً لا جدوى منها... أعمالاً (فرق تسد)
 و هذه الجرائد أو المجلات هي كالأسماك * التروتا ، أم الأمر لا يستحق عناء الجهد .
وهنا سأكتفي بذكر مثال السيد {حسن حزني موكراني} الذي أمتهن حفر الأختام وصنع الأحذية لجمع بعض المال حتى أشترى في عام 1915 م مطبعة من ألمانية وصنع قوالب خاصة للحروف الكردية حيث طبع مؤلفاته و مؤلفات غيره وأصدر جرائد ومجلات في حلب و راوندز وأربيل – مثل كردستان ، ارارت ، جيا كرماتج  و لمدة ست سنوات كان هو الرئيس والمدير و المشرف عليها حيث كان إصراره على مواصلة العطاء الكردي يجعله قوياً يقف أمام المصائب بعنفوان وبروح مليئة بحب الوطن . 
  فهل سنرى  ذاك اليوم الذي  تستقر فيه أسماك التروتا .                                                             
------------------


* الأغاني الأستروفية : هي الأغاني التي يعاد فيها اللحن نفسه مع تغير المقاطع الشعرية .
* التروتا : أسماك تعيش في المياه الجارية .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 0
تصويتات: 0

الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات