القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 528 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي


























 

 
 

مقالات: النشاطات الدبلوماسية والميدانية للجالية الكردية السورية في الخارج

 
الأربعاء 15 شباط 2012


شادي حاجي

بداية وقبل الخوض في الموضوع لابد من أن نوضح بأن الدبلوماسية موضوع كبير ومتشعب ومهم للغاية سوف لن نتناولها برمتها من حيث تاريخها ، ومؤسساتها ، وأنواعها ، وقوانينها ، ولا من حيث مدلولها ، ومعناها ، وتعريفاتها ، ومفاهيمها ، ودلالاتها التي تطورت مع الزمن ، وأصبح يشير الى معان مختلفة ، ولا من حيث تنوع أنماطها وتعدد صورها وأشكالها ، ومعروف بأن مصطلح الدبلوماسية اقترن بالدول والعلاقات الدولية ، وقد حددت الكثير من الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بالدبلوماسيين والسلك الدبلوماسي ، لهذا وإنسجامآ مع الموضوع الذي نحن بصدده  سوف لن نتطرق الى هذا الشكل من الدبلوماسية بين الدول ، لوجود دراسات وأبحاث عديدة قام بها فقهاء القانون ، وأساتذة الجامعات يمكن الرجوع إليها بسهولة.


 لذلك سنكتفي بإيراد تعريف عام قد تكون جامعة شاملة للدبلوماسية وهي أنها : آداة من أدوات التعريف الحضاري والجمع المعلوماتي بين الدول والشعوب والتجمعات ، بل هي من أهم القنوات الحضارية في التمثيل الخارجي وفي العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين المكونات والشعوب من جهة أو بين الحركات السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية والاقتصادية والرياضية من جهة أخرى ، والتي تمكنها في التعبير عن مصالحها المتبادلة وتساعدها على توطيد العلاقات المختلفة الجوانب فيما بينها تحقيقآ لأمالها المعقودة أو وصولآ الى أهدافها المنشودة .

أن مانريد أن نتطرق إليه هو الدبلوماسية خارج نطاق الدول ، وعلى ضوء ذلك سنتناول الدبلوماسية الكردية وسبلي تطوير أدائها ، فإذا كانت ممارسة العمل الدبلوماسي من أعمال السيادة تمارسه الدول المستقلة المعترف بها ، أي باعتبارها نشاطآ مؤسساتيآ يمارس بعد قيام الدولة ، فإن الدبلوماسية في حالتنا الكردية استثناء للقاعدة . فهي نشأت وتطورت  في ظروف مختلفة عن نظيراتها في معظم دول العالم ، حيث نشأت في ظل عدم وجود كيان كردي مستقل ذي سيادة ، وقد أخذ العمل الدبلوماسي الكردي في سوريا بالتوسع والتطور واحتل موقعآ لابأس به في العملية السياسية والنضالية السلمية داخل الأحزاب والمنظمات والحركات ، وذلك على الصعيدين الداخلي في سوريا والخارجي في اوربا .
أما بالنسبة للدبلوماسية الكردية على الصعيد الداخلي ، فسوف لن نتصدى لها لأنها خارج موضوعنا الذي تتعلق بالنشاطات الدبلوماسية والميدانية للجالية في الخارج .
 فالدبلوماسية الكردية في الخارج ظهرت نتيجة حصول موجات الهجرة الى الخارج وبشكل خاص في أوربا والتي بمعظمها ناجمة عن الظروف السياسية أو الاقتصادية او الاجتماعية الصعبة بالنسبة للشعب الكردي أسوة بالشعوب والأقليات والقوميات المغلوبة على أمرها في العالم . وذلك من خلال المنظمات الحزبية أوالتنظيمات والتجمعات الثقافية والاجتماعية أو غيرها من اللجان والفعاليات والهيئات المشتركة . حيث تجلت صورها من خلال القيام ببعض النشاطات الميدانية في بعض الدول الأوربية والتي تركزت معظمها في كل من ألمانيا وهولندة وبلجيكا وذلك عبر القيام بالتظاهرات والاعتصامات والإضراب عن الطعام أمام السفارات السورية وبرلمانات الدول الأوربية وبرلمان الاتحاد الأوربي والمفوضية الأوربية وأمام سفارات الدول التي تترأس الاتحاد الأوربي بشكل دوري بهدف الوصول الى مراكز القرار تلك واللقاء مع بعض المسؤولين أو البرلمانيين ولو لبضعة دقائق لشرح معاناة الشعب الكردي في سوريا والإضطهاد الذي يتعرضون له من قبل النظام السوري العنصري الشوفيني واستغلال اللقاء بتقديم مذكرة حول الأحداث التي كان يتعرض له الشعب الكردي في سوريا .
هنا من حقنا أن نتسائل ومن حق القراء أن يسألوا :
 هل استطاعت الدبلوماسية الكردية في الخارج القيام بما يملي عليها من واجبات ومهام وأن تلعب دور أساسي في المساهمة في توصيل الأفكار والمبادئ والطموحات الكردية الى الأخرين من الشعوب والدول والمنظمات والهيئات المختلفة ذات الشأن في الوسط الخارجي لكسب تأييدها ونيل دعمها السياسي والمعنوي وإستمالتها الى جانب قضيتها ومؤازرتها لتأمين الحقوق القومية المشروعة التي تناضل الحركة الكردية في الداخل من أجل تحقيقها ؟ .
 وللإجابة على السؤال المذكور أعلاه ونظرآ لأهميته لابد من التأمل والوقوف مليآ أمام العثرات والمصاعب التي اعترضت ومازالت تعترض سبيل قيام الدبلوماسية الكردية في الخارج بدورها كما يجب طبعآ ولاشك في ذلك هناك مصاعب جمة ومشكلات كثيرة منها عامة ومنها خاصة .
 المشكلات العامة هي :
 1 _ إفتقار الحركة الكردية الى كوادر تتقن فنون الدبلوماسية وإدارة العلاقات العامة وفنون الإحتواء وطرق وأدوات الضغط ودوائر التأثير ، وبقاء الدبلوماسية في حدود أشخاص ولم تصل الى مؤسسات فاعلة ، وهذا ماحال دون إحراز أي تقدم على الأرض .
2 _ مسألة الاستقواء بالخارج من عدمه وخوف الحركة الكردية من أن تتهم بالإرتباط بالخارج من قبل النظام السوري مما أضعفت الدبلوماسية الكردية .
 3 _ الدبلوماسية الكردية في الخارج تشكلت من خليط متفاوت غير متجانس من الانتماءات السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية ، والتي تنتفي فيها من حيث المضمون صفة أو شرعية الدبلوماسية الرسمية في العلاقات والتمثيل الخارجي .
 4 _ كونها دبلوماسية متشتتة تعاني من مشكلات عدم التنسيق والاتفاق في الموقف والرؤية ، وذلك نتيجة عدم وجود جسور العلاقات والتعاون فيما بينها في تلك البلدان وفيما بينها وبين الحركة الكردية المنقسمة على نفسها أيضآ في الداخل والتي تعكس سلبآ على ثبات مواقف الدبلوماسية الكردية في الخارج .
 أما بالنسبة للمشكلات الخاصة بالدبلوماسية الكردية في الخارج فهي :
 تركيز نشاطها الدبلوماسي في بلدان معينة ومحددة دون غيرها من البلدان والدول وهذا ماأدى الى تقليص دورها الإيجابي التي تقتضيها ضرورات الدبلوماسية الكردية المعاصرة . .... ومع هذا وذاك فإنه لايمكن إنكار الدور المهم لهذه الدبلوماسية، وإن كان يلاحظ فيها جانب من المحدودية فيما قامت بها من واجبات وبما حققتها من أدوار وبما أنجزتها من علاقات متميزة تخدم أمال الشعب الكردي وطموحاته .
 إزاء ماتقدم ، ولكي ترتقي الدبلوماسية الكردية في الخارج الى المستوى المطلوب الوصول إليه وتتمكن من التعامل مع المحيط الخارجي الذي تخالطه بايجابية ، وتؤدي المهام العاجلة الملقاة على كاهلها ، ينبغي على الحركة الكردية في الداخل وخاصة بعد أن تشكل المجلس الوطني الكردي في سوريا الاحساس العالي بالمسؤولية في إبداء التعاون اللازم ومن ثم توثيق الاتصالات مع الدبلوماسية الكردية التي ستنبثق عن المؤتمرات أو الكونفراسات أو الاجتماعات الموسعة التي ستعقد لاحقآ في أوربا والخليج وبلدان أخرى ، وفق ماتقرر في مؤتمر أربيل المنعقد في 28 _ 29 _ 01 _ 2012 ، والتي نأمل أن يختاروا أو ينتخبوا وفق اتيكيت وبروتكول مقومات الدبلوماسي الناجح بحيث يتوفر في من سيختار للعمل الدبلوماسي أن يتوفر فيه مزيج من العلم والفن معآ . حيث جانبه العلمي يتطلب أن يكون على درجة عالية من العلم والمؤهل العلمي بمجالاته المتعددة علم القانون الدولي والعلاقات الدولية والعلوم السياسية ومعرفة العلاقات القائمة والإطار القانوني أو الاتفاقي لتلك العلاقات وماينتج عنها من أثار ، وبتقاليد فن التحاور والتفاوض ، أما الجانب الفني فهو امتلاك الشخص بشكل أساسي وأولي _ كل الصفات الشخصية والذهنية التي يتمتع بها أقرانه من الناجحين من رجال الأعمال أو المديرين أوكبار الموظفين ، وأن تكون له دراية تامة بتاريخ وحضارة وتراث شعبه وبلاده ومؤسساتها ومواردها .
 والى جانب ذلك يتعين أن يكون الدبلوماسي قادرآ على فهم استراتيجيات الدول الكبرى والتيارات السياسية في المناطق الاقليمية المختلفة فيها .
مع التركيز بصفة خاصة على مايتعلق ببلاده وشعبه وقضيته ، وبالدول المجاورة وبالمنطقة التي يعيش فيها ، كما يقتضي أيضآ فهم (ميكانيزم) عمل المنظمات الدولية والاقليمية ، وأن يكون قادرآ على تقديم التوصيات المفيدة للقيادة السياسية في الداخل ، الى جانب  الصدق والذكاء وحسن التصرف واللباقة والتبصر في المواقف وعواقب الأمور والتقدير المتزن والمتوازن لها بالإضافة الى امتلاك المقدرة على التوجيه والاقناع وتتبع الأحداث والدقة في التعبير والملاحظة والتحليل والتقرير والإدارة كما عليه أن يتميز بالحس السياسي وبالتعاطف مع التعدد الفكري والاجتماعي والديني في الدول المختلفة.
ليس هذا وحسب فإلى جانب ماسبق هناك بعض الأمور التي تتعلق بالشكل والمظهر والتي لابد من الأخذ به وهو: مظهر وأناقة الدبلوماسي واتفاق ملابسه مع عمره ومركزه الدبلوماسي وقدرته على الامتناع عن الصوت العالي والتوتر ، وعلى إدارة دفة الحديث مع مختلف الأفراد بصرف النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها وعلى تجنب المشاكل ، علمآ أنه لدينا نحن الكرد السوريين الكثير من الكفاءات التي تنتظر فرصتها ولديها الموهبة الدبلوماسية والمعرفة القادرة على تغيير ماعرف عن الكرد بأنهم كثيرآ ماكانوا يفقدون بريق انتصاراتهم في الجبال حينما يجلسون خلف طاولات التفاوض رأسآ على عقب كما فعل أشقائنا الكرد في اقليم كردستان العراق عندما انتصروا خلف طاولات التفاوض دون أن يفقدوا بريق انتصاراتهم في الجبال ، فمعركتنا ونضالنا السياسي السلمي نحو الحرية هي أحد أهم أدواتها الدبلوماسية الفاعلة والنشطة والداعية لرسالتها النضالية والحضارية.  فهل سنتمكن من تحرير الدبلوماسية الكردية من هيمنة وحدود أشخاص والوصول بها الى مؤسسات فاعلة ؟ سؤال برسم المجلس الوطني الكردي في سوريا ومجالسها المؤقتة في الخارج وعموم القوى والحركات الكردية الأخرى .


 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 1


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات

عفوا، التعليقات غير ممكنه لهذا المقال.