القسم العربي |  القسم الثقافي   القسم الكوردي أرسل مقال

تقارير خاصة | ملفات خاصة |مقالات | حوارات | اخبار | بيانات | صحافة حزبية | نعي ومواساة | الارشيف

 

بحث



عدد زوار القسم العربي

يوجد حاليا / 296 / زائر يتصفحون الموقع

القسم الثقافي



























 

 
 

مقالات: لابد لليل أن ينجلي

 
الأربعاء 22 اذار 2006


بقلم : ثناء الكردي


وبينما كنت جالسة أمام شاشة الانترنت خطر في بالي أن أدخل إلى محرك البحث 000 وأبحث عن عَلَمٍ طالما طاف خياله أمام ناظري ، ذاك هو جدي الشيخ محمد عيسى سيدا000
بصراحة وبدون مبالغة توقعت أن لا أتمكن من قراءة الصفحات التي ستظهر لي – طبعا – لكثرتها 000 فأنا أبحث عن مواضع تتعلق بشخص مميز في تاريخ الحركة القومية الكردية بالإضافة إلى أن مسيرة حياته كلها نموذج تطبيقي مثالي للطريقة النقشبندية في التصوف 000 نموذج مثالي لكل ما اسمه إنسان .


ولكن 00 ماذا نقول عن زمن ارتفعت فيه أصوات أناس  لا يتقنون إلا فن الكلام 00ولا يحملون إلا أسماء براقة تتفنن في ارتداء الملابس الزاهية 00
أين أنتم يا مثقفينا الاكراد ؟00أين الحقيقة الحقائق المغيبة يا كتَّاب شعبنا المضطهد ؟00يامن تبحثون   دائما عن رفع الظلم عن كاهله  ..
والله سبحانه وتعالى لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولن يرفع الظلم عن شعب ظالم لنفسه الرائد فيه يكذب أهله والعالم يخفي الحقيقة ، والجاهل يتبوأ عرش السيادة ، ويستبدل التاريخ الوهمي الزائف بالحقيقي الناصع .   
لن أبالغ اذا قلت أنكم قد ظلمتم شخصية مثالية مثل شخصية الشيخ محمد عيسى سيدا 00 ها قد مرت أكثر من خمس سنوات على وفاته ولم أجد أي قلم أعطاه حقه .
أيعقل أن يكتب عن شخصيات لم تقدم شيئا مقارنة  بما قدمه الشيخ بكرم وسخاء ، ويخفى اسم شخصية مثله وهو الذي ضحى بماله واستقراره وحياته مع عائلته 00 قدم بدون مقابل 00قضى حيالته متنقلا بين سورية ولبنان والعراق وإيران 00 يلقى المطاردة من الحكومات  والشخصيات التي تتعارض مصالحها مع أفكاره 00لم يهنأ ولم يذق طعم الراحة .
فلماذا كل هذا التهميش من الإعلام والصحافة الكردية 00 ؟ من المثقفين الأكراد أنفسهم ؟
هل كان ذنبه أنه كان يبحث عن الحقيقة ويقولها بشجاعة ؟ أم كان ذنبه أنه لم يتمكن من مسايرة ومجاملة التيارات القومية والدينية المنحرفة ؟
جدي العزيز : يا من لم تلق الراحة في حياتك الدنيا 00 مكانتك في قلوبنا وفي أعالي الجبال محفورة ،  وستظل روحك الطاهرة دوما منارة للأجيال .
كن مطمئنا "مبادئك التي ناديت بها وبذلت لها الكثير ستكون ذخرا لنا في مسيرتنا ، إن الحقيقة لابد لها أن تظهر في يوم من الأيام00 ولابد للأقلام أن تنطق00 ولابد لليل الدامس أن يعقبه فجر وضَّاح  00
إنها دعوة لجميع المثقفين 00لكل من يحب أن تسطع كلمة الحق 00 لكل من تجرع مرارة المنافسة الرخيصة  00دعوة لكم جميعا إلى إعادة إعمال الضمائر  000 لابد أن نتأكد من صياغة أفكارنا  من جديد بشكل يرضي الله  لننال جميعا شرف إحياء الحقائق   .
وهذه لمحة موجزة جدا أقدمها كبداية لكل من يرغب التعرف على حقيقة هذا   الشيخ البطل 00عاشق الله ... وعاشق الوطن 00وعاشق الحقيقة ..
ولد الشيخ محمد عيسى سيدا في قرية قره كوه من قضاء ( vaarto ) التابعة لولاية موش عام1924م ، والده الشيخ محمود القره كوي ووالدته الداغستانية الأصل من قرية زرنكي .
اعتقل مع والدته من قبل الجندرمة التركية وعمره سنتان وكان ذلك بعد اندلاع ثورة الشيخ سعيد بيران
اثر محاولة اعتقال والده الشيخ محمود واختفائه عن الأنظار أطلق سراحه مع والدته بواسطة ضابط داغستاني كان له علاقة قرابة مع والدته ، وبعد فترة قصيرة من إطلاق سراحهم هاجرت أسرته إلى ولاية ماردين حيث أقامت في قراها لمدة ست سنوات وفي حوالي عام 1931 م
نزلت الأسرة إلى بنختى واستقرت في قرية ( تل أيلول )  ناحية الدرباسية محافظة الحسكة0
بدأ الشعور القومي لديه بالنمو اثر وصول دفعات من بقايا رجالات ثورة الشيخ سعيد بيران حيث كانوا يروون بشاعة التنكيل والظلم الذي كان يتعرض له الأكراد في ظل النظام الأتاتوركي.
تعلم القراءة والكتابة باللغة الكردية وهو بعد طفلا ,في مرحلة شبابه الأولى احتك بالشخصيات الوطنية الكردية المختلفة من أمثال : جلادت بدرخان بك وملا حسن كرد وعبد الرحمن علي يونس الذي قاد ثورة ساسون
وفي السابعة عشرة من عمره انتسب إلى جمعية خويبون الكردية , التقى بالمناضل أوصمان صبري واستفاد من خبرته السياسية والنضالية ، حيث كان يكبره بعشرين سنة وراح يبحث معه في كيفية نيل الحقوق المشروعة للشعب الكردي وتواصلا لفكرة إنشاء حزب سياسي كردي في سوريا , ولأنه كان ينتمي إلى أسرة نقشبندية فقد زاول نشاطه الديني ، وبنى مدرسة دينية في قرية ( كركوند ) وبذلك ازداد تأثيره ونفوذه بين قطاعات كبيرة من الأكراد واستطاع أن يخرج دفعات من الطلبة مشبعة بالروح القومية النضالية .
في أثناء العدوان الثلاثي على مصر وفي عام1956م كان متواجدا هناك ليلتقي مع أبناء الأسرة البدرخانية في مصر للتباحث معهم حول تأسيس تنظيم كردي في سوريا .
وفي عام 1957م تم تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا وكان له الدور البارز والأكبر في ذلك ، حين سخر امكانياته المادية الكبيرة وتأثيره اللامتناهي على قطاعات واسعة من أجل ذلك ، وفي عام 1958م أوفد في أول مهمة خارجية هامة إلى العراق للقاء الزعيم الكردي العائد في ذلك الوقت من الاتحاد السوفيتي الملا مصطفى البرزاني وللتباحث مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي حول الأمور التي تهم الحركة الكردية ، فنشأت علاقة حميمة بين الزعيمين نظرا"لتشابه مواقفهما في الكثير من الأمور الدينية والوطنية .
وفي عام 1961م عين مرشحا"للانتخابات النيابية مع الدكتور نور الدين ظاظا من قبل البارتي وفي عام 1963م واثر ظهور بوادر الانشقاق في الحزب تقدم باستقالته من الحزب0
وفي أواخر العام نفسه حكم بالسجن لمدة سنتين فانتقل إلى لبنان وبقي هناك سنتين قبل أن يعود إلى سورية على اثر صدور العفو العام0
وفي عام 1970م وبعد صدور بيان الحادي عشر من آذار سافر إلى كردستان العراق بناء" على دعوة البرزاني له وهناك قام بدور فعال لتوحيد قواعد الحزب بجناحه وانتخب عضوا"في اللجنة المركزية للقيادة المرحلية للبارتي .
وفي عام 1973م وخلال انعقاد المؤتمر الحزبي الأول تقدم بطلب استقالته من البارتي فرفض طلبه وعين عضوا" فخريا" في البارتي مدى حياته 0
انقطعت نشاطاته السياسية وتركزت جهوده على النواحي العلمية وخاصة الدينية منها0 أيد ودعم حركة التحرر الوطني في كردستان الشمالي بقيادة pkk خلال الثمانينات والتسعينات من نهاية هذا القرن0
توفي رحمه الله في31 / 5 /  2001 م  بمدينة الحسكة اثر مرض أقعده الفراش لمدة سنة تقريبا "ودفن بجواروالده الشيخ محمود القره كوي بمقبرة مولانا خالد في مدينة دمشق0
رحم الله الشيخ الجليل وجزاه الله عن أمته وأهله كل الخير ، رحل بجسده لكن خلد بفكره ومبادئه الناصعة التي ستكون يوما منارة يهتدي بها طلاب الخير من بني جلدته .
ورحم الله أحباءنا وأحباءكم وأدخلهم فسيح جناته 0
 اللهم اهدنا صراتك المستقيم واجعلنا ممن يسير على طريق الحق ولا تجعلنا من الغافلين .

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 4.5
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات