مواد العدد (218) من جريد دنكي كورد (DENGΚ KURD)

التي

يصدرهــا الحـزب الديمقـراطي الكــردي الســوري( P . D . K . S )

----------------------------------------------------------------

 

الذكرى السابعة و الثلاثون للمؤتمر الوطني الكردي

(المؤتمر التأسيسي للحزب الديمقراطي الكردي السوري)

 

    في الواحد و العشرين من شهر آب المنصرم ، مرت الذكرى السابعة و الثلاثون للمؤتمر الوطني الكردي ( المؤتمر التأسيسي لحزبنا ) الذي عقد في  ( ناوبردان )  بكردستان العراق بمبادرة من البارزاني الخالد ، بهدف توحيد الجهد و الطاقات النضالية الكردية في سوريا بعد أن شهد عقد الستينات انقسامات حادة و تشتت محبط في صفوف الحزب ، مما أنتج في حينه ما عرف  بـ ( اليسار و اليمين ) و حيّد مجموعات نضالية كبيرة و كوادر لا حصر لها عن النضال الحزبي و التنظيمي . و انبثق حزبنا عن هذه المبادرة التوحيدية التاريخية تحت اسم القيادة المرحلية للبارتي الديمقراطي الكردي في سوريا، كتيار وطني ديمقراطي استقطب حوله ما يشبه الإجماع الكردي . ثم رسخ نفسه كتنظيم رئيسي و محوري للنضال الوطني الكردي في سوريا في المؤتمر الحزبي الأول الذي عقد في أيلول من العام 1972 في قرية ( الداودية ) التابعة لبامرنى في كردستان العراق تحت اسم الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ( البارتي )، إلى أن تغير اسمه و ثبت بشكل نهائي في المؤتمر الحزبي الثاني المنعقد في دمشق بتاريخ 12 تشرين الأول من العام 1978 ليصبح الحزب الديمقراطي الكردي السوري P.D.K.S .

   إن المؤتمر الوطني الكردي المنعقد في 21 آب من العام 1970 ، و إن كان حزبنا يحتفل به و يحيي ذكراه كمؤتمر تأسيسي جديد ، أستند في بنائه على جسم التنظيم السياسي الكردي الأول الذي ولد في صيف العام 1956 ، فإنه لا يشك بأن هذا االمؤتمر هو محطة تاريخية هامة و جذر مشترك للعديد من  التنظيمات و الأحزاب الكردية المناضلة على الساحة راهناً ، و التي تشكل بمجموعها التيار الوطني الديمقراطي العريض و الواسع الانتشار في صفوف جماهير الشعب الكردي في سوريا و الأكثر فاعلية و تأثيراً في نضال الحركة الكردية عموماً . و من هذا المنطلق فإن ورثة هذا المؤتمر معنيون بصورة مضاعفة مع بقية تلاوين الحركة الوطنية الكردية  بالعمل الجاد و المخلص لإنجاز و تحقيق وحدة الموقف و النضال الوطني الكردي في سوريا ، و السعي لإنجاح الجهود و المبادرات الهادفة للوصول  إلى شكل من أشكال تأطير النضال الوطني الكردي ، و عدم اليأس من إمكانية إزالة  العقبات و الإشكاليات التي تحول دون تحقيقه ، ليكونوا بذلك أوفياء لمحطة تاريخية و مفصلية من تراثهم  النضالي .

   في الذكرى السابعة و الثلاثين لتأسيس حزبنا  (الحزب الديمقراطي الكردي السوري P.D.K.S ) ،  ذكرى المؤتمر الوطني الكردي  ، نتوجه بالتحية و التهنئة إلى جميع رفاق حزبنا و جماهيره الوطنية الكردية ، و كذلك جميع الفصائل المعنية بهذه المحطة التاريخية الهامة ، و بشكل خاص قافلة القادة و الكوادر و المناضلين الذين كرسوا حياتهم و جهدهم في سبيل إنجاح مسيرة النضال الوطني الكردي في سوريا مسترخصين كل التضحيات في سبيلها ، و غيبهم عنا الرحيل أو أبعدتهم عنا الظروف و الاوضاع القسرية . كل التحية لذكرى تأسيس حزبنا ، و كل الإجلال و التعظيم لروح الزعيم الوطني الكردي الخالد مصطفى البارزاني صاحب المبادرة و راعيها

----------------------------------------------------------------

ارفعوا الغطاء عن الفساد

لا الدعم عن العباد

 

   كالعادة و قبل أن تفعل فعلتها ، ترمي لنا الحكومة بالوناتها الاختبارية المتعددة الأشكال و الألوان ، و تتقمص دور الأب الحريص و المنفتح على رؤى و حلول و أفكار أبنائه ، مختبئة في حقيقتها التسلطية غير الآبهة إلا بنفسها و بقائها .

   فعلتها فينا حكومتنا كثيراً ، أطلقتها مراراً شائعة مكذبَة على كافة مستويات المـسؤولية ، و من ثم مطبقة إياهـا قدراً لا راد له ، على من لا حـول له و لا قوة .

   المستوى المعيشي للمواطنين في سوريا معروف للجميع منذ عقود طويلة ، و الأزمات المعاشية متكررة  و  لا تنقطع و تقطع الأنفاس على الدوام ، و مستوى انتشار الفقر و شدته تخبره عامة الناس كما المراجع و الهيئات الاقتصادية ، و لم يكن أمام الناس إلا تلك الفسحة  من التعلق بالدعم الحكومي لبعض المواد و السلع  الأساسية  و الضرورية  في معاشهم ، فماذا تبقى منها سوى الخبز و المحروقات . و إذا كان كيسنجر يطبق سياسة  الخطوة خطوة على الأخرين ليصل إلى الحلول التي يريدها ، فحكومتنا تطبقها على مواطنيها بكل لؤم لتصل إلى أزمات تخنق المواطن و تفرج هموم الحكومة  ، و كأن الحكومة تعتقد وجودها و بقاءها هو بذاتها و لذاتها .

   على صفحات الجرائد و في الإعلام المسموع و المرئي و بعض النشرات التخصصية ، أدلى الكثيرون – رسميون و أهليون – بدلوهم حول كيفية تطبيق ( و ليس إلغاء ) مثل هذه الحكمة الغيبية بالطريقة الأسلم  ، و اقتراح بدائل واهية  ما أنزل الله فيها من سلطان ، و كل العجب بأن أحداً منهم لم يحاول أن يتوقف عند الاقتراح الساذج و البهلولي الذي يطرحه بعض المتخابثين الداعين تجريب رفع الغطاء عن الفساد و المفسدين ، الذي قد يكون تأثيره سحرياً ليس في إبقاء الدعم على المحروقات فحسب بل و قد يعيد الدعم إلى جميع المواد و السلع  التي تلعب دوراً حيوياً في معيشة المواطنين ، تلك التي كانت يوماً ما مدعومة أكثر من الفساد و المفسدين .

----------------------------------------------------------------

 

اختلاف الأمة

بات نقمة بعد أن كان نعمة

 

   عندما يصبح الاختلاف – الذي هو طبيعة  إنسانية يبنى عليها تطور البشرية و ارتقاء الحضارات – موضع أزمة وطنية ....  فكيف يمكن أن نتصور مستقبلاً زاهراً لبلدنا و شعبنا ؟ .

   رسول الأمة ، و الممثل الأول  للشريعة  الإسلامية ، عبّر عن اختلاف الأمة كنعمة . الشرائع و المواثيق الدولية شددت بما لايدع مجالاً للشك  على اجماع المجتمع الدولي حول قدسية  الاختلاف تكويناً و عقلاً و معيشة  ، التراث لدى معظم شعوب العالم مليء بصور الكوارث التي أنتجها رفض الاختلاف ، حتى النساء القرويات الأميات يعرفن أن اللبن  إذا لم يتخالط  و يختلف بشدة لن يعطي تلك الزبدة التي تتفاخر الشعوب بها و تتسابق على جودة انتاجها .

   فقط لدى الذهنية الامنية المتسلطة لدينا يعدّ الاختلاف نقمة . فهي بدلاً من أن تكون أمينة على أمن المواطن  و سلامته حتى يكون قادراً على الاختلاف بطمأنينة و حرية منتجة للإبداع الثقافي و الاجتماعي و الاقتصادي و السياسي ، تنظر إلى الاختلاف مروقاً و تجديفاً ولا وطنية . و هي بدلاً من أن تحمي ارهاصات التشارك الوطني في بناء مستقبل أفضل و  تساعدها على تحقيق و تطوير نسائم التحرر من الخوف و القمع باتجاه الطمأنينة و المسؤولية و الابداع ، فهي تعمل على أن تبقى هي في المخيلة الشعبية الجمعية شبحاً لعسس الليل و زوار الفجر .

   و إلا ما ذا يمكننا أن نقول في تصاعد وتيرة الاعتقالات و التوقيفات و المحاكمات الخلبية غير المبررة في أغلبها ؟     مما يزيد في التوتر السياسي و الاجتماعي ، في قت نحن أحوج مانكون فيه إلى التسامح و صفاء النفوس  و الوحدة و التشارك و المعالجة الجماعية لازماتنا و أوضاعنا الوطنية .

   ففي الاونة الاخيرة ، و كردياً فقط – و وطنياً الدائرة أكبر بكثير – تم اعتقال السياسي ( معروف ملا أحمد ) قبل عدة أيام و هو قيادي في حزب يكيتي الكردي في سوريا ، و قبله بنحو شهرين اعتقل الكاتب و الناشط عدنان بوظان و زميله إبراهيم مصطفى في كوبانى (عين عرب) و هما من هيئة المثقفين الكرد في سوريا ، و قبلهم تم اعتقال ( أحمد خليل درويش – ياشا خالد قادر – نظمي عبد الحنان محمد – تحسين خيري ممو – دلكش شمو ممو ) من خلال المداهمات المنزلية في حلب ، علاوة على الاستدعاءات الأمنية المتكررة و التوقيفات القصيرة المدة لمواطنين على اختلاف انتماءاتهم الاجتماعية و السياسية .

   مما لا شك فيه أن أي ضمير حر  و أية  مسؤولية وطنية ترفض رفضاً قاطعاً مثل هذه الممارسات و لن تتردد في المطالبة بالكف عنها و الإفراج عن هؤلاء المواطنين و النشطاء الوطنيين و جميع معتقلي الرأي و الفكر و الموقف ، في الوقت الذي بات فيه واضحاً بان مثل هذه الممارسات لن تحبط تطلع الناس نحو حياة أفضل ،  و وطن يصنعونه كما يريدون .  دققوا في الأمر يا أولي الأمر ، الاختلاف نعمة  لا نقمة .

----------------------------------------------------------------

 

هوامش على متون تبحث في التأسيس

 

هيئة تحرير دنكى كرد

 

في هذه الزاوية ، تحاول هيئة التحرير من خلال بعض الوثائق و المعلومات و الذاكرة لدى حزبنا أن تضيء الجوانب الملتبسة في متون بعض الكتابات الجادة حول موضوعة التأسيس . و ستناقش في حلقات (قد لا تكون متتالية) عدة مقالات و كتابات و مقابلات تحاكي هذا الموضوع ، و خاصة تلك التي تمتلك زاوية نظر جيدة و كماً لا بأس به من الحقيقة ، لتساهم معها بإضافات قد تجعل اكتمال الصورة أكثر يسراً . و قد تضطر في بعض الأحيان إلى تناول بعض المراحل المتأخرة من تاريخ الحركة الحزبية في سوريا و توضيح بعض النقاط التي تتعلق بحزبنا و نشأته و تبلوره كتيار وطني ديمقراطي مستقل ، لما تعانيه هذه النقطة بالذات من لغط و تعتيم ، و في بعض الأحيان تشويه متعمد .

و ستعمل هيئة التحرير على تثبيت متن الموضوع (المقالة أو المقابلة أو النص) في هذه الزاوية بقدر ما سيسمح لها بذلك المجال المتاح أمام هذه الزاوية (كاملاً أو مقتطفات) و من ثم المساهمة بإغنائه بالهوامش المفيدة .

 

للحقيقة و التاريخ

 

بقلم جنكبازى جبري

 

سررت و أنا أتابع الأقنية الفضائية الكردستانية و هي تلقي الضوء على الحركة الكردية في سوريا بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيس البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا لتبيان مرحلة التأسيس و المؤسسين لهذا التنظيم. ولكن ما آلمني هو عدم الدقة في نقل الحقائق التاريخية وذلك بتغييب الدور المحوري و الأساسي لشخصية وطنية بامتياز و مدى مساهمتها ودورها في تكوين هذا التنظيم, أعني بهذه الشخصية الشيخ محمد عيسى سيدا الذي توفي بعام 2001 لذا أورد الحقائق التاريخية التالية:

1 إن فكرة تكوين تنظيم يعنى بشؤون الأكراد في سوريا قد تم تداولها بداية بين الشيخ محمد عيسى و السيد أوصمان صبري.

2- لكي يرى أي تنظيم النور لا بد له من توفر عاملين أساسين: الامكانات المادية و القاعدة الشعبية و هذان العاملان كانا متوفرين في شخص الشيخ حيث انتماؤه إلى عائلة دينية نقشبندية و استلامه مهام والده (الشيخ محمود القره كوي) المهجر قسرا من كردستان تركيا إثر أحداث ثورة الشيخ سعيد المعروفه, مما وفرّ له احترام وطاعة المجتمع.

3- تم التعارف بين الشيخ و السيد أوصمان (وهو المهجرَّ أيضا من كردستان تركيا) عندما كان الأخير يعمل في مكتب الحبوب (الميرا) في الدرباسية حيث لا تبعد عن قرية الشيخ و اسمها تليلون سوى كليومتر واحد.

4- الخبرة السياسية لدى أوصمان والذي كان يكبر الشيخ بسنوات والشعور الوطني لدى الاثنين وتجربتهما في تنظيم خويبون والتي تم حلها في 1946هي التي جمعتهما فيما بعد معا للعمل على تأسيس الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا. هنا و للتذكير فإن المير جلادت بدرخان أجرى حواراً مع الشيخ في عدد من مجلة روناهي و المحفوظة نسخة منها في المعهد الكردي في باريس و كان يسميه الشيخ الصغير لأنه كان أصغر أعضاء جمعية خويبون سناً.

5- بعد الاتفاق بين الاثنين على فكرة تكوين التنظيم سافر الشيخ بقصد الاستشارة إلى القاهرة بعام 1956 و قابل بعض الشخصيات الكردية هناك و منها أفراد من العائلةالبدرخانية حيث تأخر في العودة بسبب الحرب التي عرفت بالعدوان الثلاثي.

6- بعد العودة التقى السيد أوصمان و بوشر بالخطوات اللازمة لوضع فكرة التنظيم موضع التنفيذ و أولى هذه الخطوات الاتصال مع بعض الشخصيات الكردية و الطلبة, و كمثال اتصل الشيخ بالسيد عبد الحميد درويش و هو  طالب ثانوية في دمشق وابن عشيرة معروفه في منطقة الدرباسية رغبة من الشيخ برفد التنظيم بعناصر تستطيع التحرك ضمن شريحة الطلاب.

7- تم عقد المؤتمر التأسيسي بعام 1957 و كان الشيخ و أوصمان من المؤسيسن و عضوين قياديين و أُعلن البارتي الديمقراطي الكردي في سوريا.

8- موّل الشيخ جميع نشاطات البارتي في البدايات من أمواله الخاصة حتى أن الكوادر الحزبية المتفرغة كانوا يتقاضون رواتب شهرية منه إلى أن استطاع البارتي الانتشار و تغطية نفقاته. حتى أنه اشترى دارا في مدينة القامشلي وكانت بمثابة بيت للبارتي. إضافة إلى الدار الكائنة بحي الأكراد في دمشق و التي كانت محطة للساسة الكرد من سوريا و البعض من كردستان العراق.

9- للدلالة على الدور المحوري للشيخ و في عام 1958 و إثر عودة الزعيم الملا مصطفى البارزاني إلى العراق أُوفد الشيخ من قبل البارتي في أول مهمة خارجية للالتقاء بالزعيم البارزاني حيث التقاه في بغداد وأمضى فترة معه وترسخت بينهما علاقة متينة.

10- في عهد ما سمي بالانفصال عقب انهيار الوحدة بين سوريا و مصر جرت انتخابات نيابيه و كان مرشحا البارتي هما الشيح محمد عيسى و الدكتور نور الدين ظاظا ( الذي التحق بالبارتي بعام 1958). واهالي مدينة عامودا يتذكرون كيف حملوا سيارة المرشحين على الاكتاف و إلقاء الشيخ خطابا في هذا الجمع باللغة الكردية. ذلك الحدث الذي أزعج السلطات و أدى إلى توقيفه لإيام.

11- بعد قيام ثورة البعث في عام 1963 حكم على الشيخ بالسجن فلجأ إلى لبنان و مكث فترة في بيروت و حينها التقى الكاتب الأمريكي (دانا آدم شميت) مؤلف كتاب ((رحلة إلى رجال شجعان في كردستان)) حيث دار الحديث حول الشعب الكردي فاختتم الكاتب كلامه بأن الشعب الكردي لن يتمكن من الحصول على حقوقه إلا إذا تحوّل العالم إلى قطب واحد !!!!!...

12- بعد صدور العفو العام رجع الشيخ إلى سوريا ومن ثم في أواخر عام 1969 راسل الزعيم البارزاني مبديا رغبته بالقدوم إلى كردستان العراق فبادره الزعيم البارزاني برسالة يرحب فيها بقدومه. و فعلا فقد سافر الشيخ إلى كردستان العراق في حزيران 1970. ومكث في ضيافة البارزاني لمدة أشهر حيث الإقامة بالقرب من المقر و الزيارات شبه اليومية له و لنجله السيد ادريس البارزاني ,و السيد الرئيس مسعود البارزاني يتذكر هذه المرحلة وخلالها كلف الشيخ بالاعداد لمؤتمر للبارتي في سوريا يعقد في كردستان العراق. و فعلا تم ذلك و تشكلت القيادة المرحلية و التي كان الشيخ فيها عضوا قياديا.

13- في المؤتمر الثاني الذي عقد في كردستان العراق وكان ممثل الزعيم البارزاني فيه السيد أسعد خوشوي .حضر الشيخ المؤتمر و تقدم بطلب إعفاءه من العمل الحزبي فلم يوافق المؤتمر عليه بداية و بإلحاح من الشيخ تمت الموافقة على طلبه و منح العضوية الفخرية مدى الحياة.

و هكذا اختتمت حياة الشيخ محمد عيسى تنظيميا و ظل إنسانا وطنيا إلى أخر يوم في حياته.

لذا أتمنى على كل الذين يوثقون الأحداث التاريخية في الحركة الكردية توخي الحذر والدقة في الرواية انصافا لمن قدموا التضحيات في سبيل قضيتهم.

 

الهوامش

 

- من الثابت لدينا بأنه تم التعارف بين الشيخ محمد عيسى و أوصمان صبري في مدينة عاموده ، حيث كان قد أرسله والده (الشيخ محمود القره كوي) لإتمام تحصيله العلمي و الديني لدى الملا عبد الحليم ، و هذه عادة متعارف عليها لدى كبار المشايخ ، و هناك انضم مع رشيد كرد و حسن هشيار و أوسي حرسان و آخرين إلى جمعية خويبون و تعرف فيها على أوصمان صبري ، و قويت علاقته معه إلى درجة كان يتعبره  فيها قدوة له في الكردايتي . و من ثم عندما جاء أوصمان إلى الدرباسية كرئيس لمركز الميرا أسكنه الشيخ محمد عيسى في دار له في مدينة الدرباسية لفترة طويلة من الزمن بناءاً على تلك العلاقة المتينة التي توطدت بينهما في عاموده سابقاً.

- وجود الشيخ محمد عيسى في مصر عام 1956 و تأخره في العودة لم يتح له حضور اجتماع المؤسسين لاتخاذ القرار الفعلي و النهائي بتأسيس التنظيم ، و هو ما أحدث بعض اللغط و أتاح المجال للبعض لتجاهل الشيخ محمد عيسى من بين المؤسسين ، بينما حقيقة الامر هو أن الشيخ محمد عيسى كان الشخص الثاني في عملية التأسيس و من أكثر المؤسسين قرباً من أوصمان صبري و اكثرهم استحواذاً على ثقته و إلتزاماُ معه ، و هذا يفسر اصطفاف الشيخ فيما بعد إلى جانب أوصمان صبري في خلافه مع الدكتور نور الدين ظاظا ، و تسنمه منصب السـكرتير أثناء الاعتقالات الاولى في الحزب في العام 1960.

- لم يعقد أي مؤتمر تأسيسي في العام 1957 ، بل حدث أن تركت أربع شخصيات كردية من منطقة عفرين الحزب الشـيوعي السوري ، فعملت قيـادة البـارتي التي كانـت لا تزال مؤلفة من أربعـة أشـخاص هم (أوصـمان صبري – الشيخ محمد عيسـى – حمزه نويران – عبد الحميد درويـش) إلى كسـب هؤلاء ، لعلمها أن أحد أسـباب تركهم للحزب الشيوعي هو إصرارهم على أن تكون بعض نشرات الحزب في المناطق الكردية باللغة الكردية. و عندما نجح أوصمان صبري شخصياً في إقناعهم ، و هم (رشيد حمو – محمد علي خوجه – خليل محمد – شوكت حنان) تم ضمهم إلى قيادة الحزب و قبول إشتراطهم بأن يكون أول اجتماع للقيادة الجديدة هو بمثابة اجتماع للهيئة التأسيسية لينالوا بذلك شرف المشاركة بتأسيس الحزب و لذلك تعتبر معظم التنظيمات الكردية تاريخ 14 حزيران 1957 تاريخاً لتأسـيس الحزب ، و هنا أيضاً يتكرر الوضع مجدداً حيث لم يحضر الشيخ محمد عيسى هذا الاجتماع ، فقط لكونه في السعودية لإداء فريضة الحج.

- لم يكن الشيخ محمد عيسى يمول جميع نشاطات الحزب ، على الرغم من أنه كان يساهم في ذلك بقوة نظراً لوضعه المادي و الاجتماعي القوي . و لم تكن هنالك كوادر متفرغة برواتب شهرية في الحزب إلا في وقت متأخر نسبياً (أواخر الخمسينات أو بداية الستينات) حيث كان أول ثلاثة كوادر حزبية متفرغة برواتب شهرية هم حمزه نويران و خليل سـور (جاغربازار) و إبراهيم خالد (شرفيه) ، إلا أن الصحيح أيضاً هو أن الشيخ محمد عيسى في تلك الفترة كان متكفلاً تماماً و ملتزماً ب أوصمان صبري من الناحية المعاشية ، إضافة إلى كونه المرتكز الرئيسي في دعم تحركات و نشاطات الحزب مالياً.

- أوفد الشيخ محمد عيسى في العام 1958من قبل الحزب إلى بغداد للالتقاء بالبارزاني الخالد (مصطفى البارزاني) و ذلك بعد زيارة قام بها ما عرف بوفد البيكوات  الذي ترأسه قدري بك جميل باشا. و تمكن الشيخ من إقناع البارزاني للاعتراف و التعامل مع الحزب ، مما ساهم في تقوية دور الحزب بين أكراد سوريا . كما أوفد في نفس العام (محمد باقي الشيخ) و هو شقيق الشيخ محمد عيسى إلى كردستان تركيا بمهمة استطلاع إمكانية تأسيس حزب كردي هناك . و هذا يدل أن الشيخ محمد عيسى كان حتى ذلك التاريخ الشخص الأهم في الحزب بعد أوصمان صبري.

- تم توقيف الشيخ محمد عيسى فقط إلى ما بعد إنتهاء عمليات التصويت في إنتخابات العام 1961 أثناء عهد الانفصال.

- بعد استلام البعث السلطة عام 1963، لم يلجأ الشيخ محمد عيسى إلى لبنان نتيجة الحكم عليه بالسجن ، بل لأنه كان ملاحقاً أمنياً و قضائياً.

- مراسلات الشيخ محمد عيسى مع البارزاني الخالد لم تكن في أواخر العام 1969 ، بل كانت في النصف الأول من العام 1970 و تحديداً بعد توقيع اتفاق 11 آذار بين قيادة ثورة أيلول و نظام البعث في بغداد و الذي عرف ببيان 11 آذار ، و كانت المراسلات عن طريق السيد جميل محو رئيس الحزب الديمقراطي الكردي في لبنان. و بعد ذهاب الشيخ إلى كردستان العراق إثر هذه المراسلات مكث فيها أكثر من عام و نصف تخللتها عدة زيارات إلى سوريا لضرورات العمل السياسي حيث كان عضواً في القيادة المرحلية المنبثقة عن المؤتمر الوطني المنعقد في 21 آب 1970 بمبادرة من البارزاني الخالد ، و لم يكن الشيخ مكلفاً بإعداد هذا المؤتمر بل كان أحد محاوره الرئيسية و كان مطروحاً بقوة ليكون سكرتيراً للحزب  في عملية التوحيد إلا أن الأطراف الحزبية عارضت ذلك لتراكمات سابقة لها مع الـشيخ محمد عيـسى (منها شخصية و منها حزبية) و استعيض عنه بالحاج دهام ميرو كشخصية تزيل هواجس اليمين و اليسار من خشية التحكم بأمور الحزب المنشود من قبل شخصية قوية كالشيخ محمد عيسى.

- بعد المؤتمر الوطني الكردي (مبادرة توحيد الحزب) في 21 آب 1970 في ناوبردان ، عقد مؤتمر آخر في أيلول من العام 1972 و هو المؤتمر الحزبي الأول الذي عقد في بناء مدرسة بقرية الداودية قرب قصبة (بامرنى) و كان ممثل البارزاني في هذا المؤتمر هو رشيد سندي و ليس أسعد خوشوي ، و بعد الاستجابة لطلب الشيخ محمد عيسى بإعفائة من العمل الحزبي منح العضوية الفخرية من قبل المؤتمر دون ذكر عبارة مدى الحياة.

و أخيراً ننوه بأن الهوامش في هذه الحلقة لم تسترسل في الموضوعات المطروحة ، بل اكتفت بالتدقيق في المعلومات الواردة في متن المقال حصراً.

 

هيئة تحرير دنكى كرد

----------------------------------------------------------------

 

ضرورة اليوتوبيا

د. سربست نبي

 يعد الوعي اليوتوبي أحد السمات المميزة للثقافة الحديثة والمعاصرة . فتاريخه هو تاريخ الوضع الروحي للإنسان الحديث والمعاصر, كما هو تاريخ الإنسانية التي حشرت على الدوام مقاصدها الأثيرة المتفائلة بالمستقبل , التي لايمكن استنفادها حتى آخرها , بهدف تخطي حاضرها القائم . إنه في العمق ينطوي على الإيمان بأن ثمة واقعاً أكثر كمالاً يمتد وراء الوضع القائم الذي يبدو ناقصاً من وجهة نظر الوعي اليوتوبي , وينكشف له خلال الحلم بوجوده الممكن عبر الثقة بالمستقبل والتفاؤل  به . إن لحظة ولادة الفكر اليوتوبي تعود إلى عام 1516م , والمصطلح نفسه مستمد من (توماس مور) , الذي اتخذه عنواناً عند ولادة كتابه الشهير( اليوتوبيا) ليتحدث فيه عن المجتمع الأمثل والحكومة المثلى , ويقدم  صورة متكاملة لعالم مثالي ممكن , تتلاشي فيه الشرور القائمة , وتتحقق فيه أحلام الإنسانية بالسلام والسعادة والعدل . ومع ذلك ربما كان بمقدورنا عدّ (أفلاطون) أول من دسّ جرثومة اليوتوبيا في الوعي الإنساني بكتابه الذائع(الجمهورية) وواصل تلميذه(أرسطو) هذا النهج في كتاب (السياسة) , وشاع عند الفلاسفة الإسلاميين ممثلاً بـكتاب (آراء أهل المدينة الفاضلة) لـ(لفارابي) . ولعل أبرز خلف لـ(توماس مور)على هذا الصعيد كان المفكر الايطالي النهضوي( توماس كمبانيلا1568-1639) , الذي نظّر في مؤلفه(مدينة الشمس) لمجتمع مثالي  يتخطى عيوب المجتمع القائم ومثالب نظم الحكم التي عرفتها البشرية . وظلّ الخطاب اليوتوبي مستمراً في الأنساق الفلسفية والسياسية والاجتماعية والأدبية حتى وقتنا هذا , ونشأ نوع من الرواية اليوتوبية عرفناها في أثار (ج.ولز)و (ألدو هكسلي)و (جورج أوريل) . والأصل في كلمة Outopos يوناني وتعني (اللامكان) , وأصبحت تعني اليوم ضمن ماتعنيه الانفصال عن الواقع أونوع من الحلم أو الخيال اللاواقعي .

لأسباب قوية تسارع التاريخ في أواخر القرن الذي مضى , على نحو بتنا نشهد فيه تحولاً أساسياً في سلوك الإنسان وموقفه , وكان من نتائجه أن ضيّع الاعتقاد بفكرة أن المستقبل يمكن أن يكون أفضل حالاً من الحاضر, وبدّد لديه كل أمل في مستقبل أجمل للإنسانية . من هنا تعالت الأصوات التي تشدقت بنهاية الفكر اليوتوبي والإيديولوجية عموماً اللذين خسرا المعركة مع الواقع . فقد اتسمت هذه الحقبة بانهيار الرؤى وإتلاف الطموح , وآلت إلى إنهاك الروح اليوتوبية وموتها . ولربما كان كتاب ( فوكوياما)( الإنسان الأخير ونهاية التاريخ) آخر ترتيلة رثاء بحق التاريخ واليوتوبيا قياساً إلى كتب حقب الأزمة السابقة . وربما هو نفسه كان آخر المشعوذين الذين لايكتفون بتأبين الحلم , بل يدسّون معه كل أوزارهم وأفعالهم المشينة , إذ كانت دعوة غير مهذبة أخيرة لدفن الحلم الإنساني.

لا أحد لديه الآن كلمة جميلة وخيّرة بحق اليوتوبيا والوعي اليوتوبي , ولم يحدث أن كانت ثمة جنازة دفنت بمثل هذا الإجماع من الشماتة والاستهتار, ودون أدنى حزن ظاهر أو أسف , وبمثل تلك السرعة والرغبة المحمومة في التخلص من الجسد .

بموازاة شهدنا في كل مكان هذا الادعاء العنيف بالعودة إلى الواقعية والقناعات المتواضعة , التي لا تعوزها النزعة" الكلبية" , وكان الحديث يجري  عن نوع من الواقعية الفاسدة , التي تبرر واقعا راكدا , غارق في تفسخه الذاتي , وتسلّم به . بات  الطموح إلى فكرة العدالة فريسة سهلة للموت دون أن تجد من يمتلك الجرأة للدفاع عنها , وغدا الوعي خالياً من الرؤى والحلم والجسارة والمثالية , كل ماهو مطلوب هو إجراء نوع من التعديل في السلوك والتكيف مع ما هو قائم .

بات الراديكاليون خلعاء وفاسقين , فقد تبدد لديهم الثقة بالذات وانكمشت الروح المثالية , ولم يعودوا يصدقون أفكارهم , التي غذت فيما مضى الاعتقاد لديهم. أصبحوا مجردين من الخيال والإرادة وراحوا, بالمقابل, يحتفلون بحماسة زائدة بطغيان نموذج الواقعية الجديدة , بزعم أنه ليس ثمة بديل أفضل محتمل عما هو قائم . وغدت الدعوة لديهم إلى المساواة والعدالة والتكافؤ كالنفخ في نار لن يتدفأ بها أحد في زمن الواقعية الباردة جداً . الأولوية القصوى راحت تمنح لأفكار المهادنة والتسويات والتسليم بالواقع . بموازاة ذلك كانت هنالك إعادة تأهيل مكثفة وتدريب لسلوك الإنسان , بحيث لايعود قادراً على الطموح والحلم بالمستحيل , بإمكان مستقبل يخلو من التعسف والاستغلال واللاعقلانية , والحال يثبت أنه كي تكون واقعياً عن حق وجدارة ينبغي أن تطلب المستحيل .

إن الكفاءة في التخلي عن الصلابة المبدئية وإبداء الليونة إزاء المواقف الحدّية والقدرة على التكيف والانتهازية هي من السمات المميزة لحقبة مابعد الطوفان الثاني, إنها الرقصات الأكثر إثارة وشيوعاً لحفل ما بعد الانتصار . فقد تخلص المثقفون من مخزونهم الأخلاقي بيسر, ومن إفهوماتهم عن العدالة والحرية والتنوير. بلاغة الهدم بالجملة والتبرؤ من كل مسؤولية هي حكمة هذا الزمن الأثير وموعظته . قلة من المثقفين الخوارج فقط هم الذين وجدوا أنفسهم في الاتجاه المعاكس لما هو سائد وهذا حق , ومن هنا استطاعوا أن يثيروا إرباكاً في الموقف . دون ذلك بات الكل يتشارك الآن , من اليمين واليسار على السواء , في مقته الشديد لليوتوبيا والإيديولوجيا . ما يطغى على الموقف هو مشهد الشك والاختلاط والزيف.

 تؤشر أزمة الواقعية النمطية المعلنة لإنهاك الروح وتفسخها . الواقعية التي تحطّ من الغايات السامية  وترقي بالوسائل إلى  مستوى المقاصد والغايات الإنسانية الوحيدة . إنها ببساطة تحتقر الحلم, تحط من مستوى الخيال ومعانيه المطلقة , وهذه الواقعية هي خرافة عصر بلايوتوبيا , وقد نجح الكثيرون في التبشير بها لصالح هيمنة نموذج وحيد من الثقافة .

ليس ورثة( ماركس) فقط  هم مَن خسروا من جراء فقدان الحلم . أكثر من ذلك فقد عنى هذا التخلي عن اليوتوبيا أن الإنسان  بات عاجزاً تماماً عن تشكيل تاريخه الواقعي  وتقرير مصيره بنفسه , وورث واقعاً هو دون  وضع الإنسان الممكن والواجب أن يكون , وصار عليه الآن أن يواجه وضعاً لايعترف له إلا بالحق في أن يكون كلبياً إلى أقصى الحدود .

كل الشواهد تؤكد استحالة استغناء الإنسان نهائياً عن الحلم واليوتوبيا , والوقوف عند واقع بعينه وزمن ليقول: هو ذا الكمال , ما دمنا عاجزين عن القضاء على كل  ما في الروح الإنسانية من نزوع نحو التجديد والكمال . وهذا النزوع اللامتناه نحو الكمال هو الذي يجعل الوعي عاجزاً على الدوام  عن  الاقتناع أو التوقف أو الركون إلى واقع بعينه , آملاً بأنه لابدّ أن يرقى إلى ذلك  الكمال الأقصى , الذي يخاطبه بلغة الرجاء والحلم , بالرغم مما يعتريه أحياناً من شك وتردد وارتياب .

سيظل الواقع الإنساني , مهما تقدم , حقيقة غير ناجزة مكتفية بنفسها , مغلقة على ذاتها . فالعالم يظل ناقصاً من جهة طموح الإنسان , دون أن يحقق كفاية مقاصد الأخير اللامتناهية , إذ سرعان ما يجد الوعي الحر ثغرة في نسيج العالم القائم , ويجد نفسه مدعواً إلى التعالي على وضعه الاختباري المحدود , مؤمناً على نحو ضمني بإمكان عالم أكثر كمالاً يتجاوز النقص الموجود . فنراه يسلّط عليه نقداً قاسياً وينسب إليه كل  تأخر وعجز ومحدودية , ممهداً بذلك لفكرة جديدة .  هكذا هو الحال بالنسبة للوعي اليوتوبي حين يؤمن بالتقدم المستمر واللامتناه . والظاهر أن الوعي الإنساني لا يستطيع أن يتقبل ذاته حقاً وواقعه على أنه الكمال المطلق , إلا إذا استعان  بصور التبرير لذاته وبتسويغ وجوده . ونفهم من ذلك أن هذا الوعي يظلّ قائماً على إيمان لامتناه  بأنه في طريق مفتوح إلى كمال لايحدّه حدٌّ , وأنه صائر على نحو مستمر إلى التحكم بمصيره وبمستقبله .

إن عالماً أجمل وأفضل محتمل التحقق في زمن مقبل , يعدّ تعبيراً عن رغبة الإنسان إلى عالم مثالي . وتنطوي هذه الرغبة على نقد ورفض  ونزوع نحو تخطي العالم القائم . إنه سعي إلى صياغة العالم على نحو يتفق وتلك المقاصد الإنسانية .  وهذه الثقافة , التي تخلع على العالم القائم تلك الأهمية من القدسية والأبدية وحتى المعقولية , بزعم  استقالة فاعلية الحلم الإنساني , إنما تقع أسيرة لخرافة ووهم , هي خرافة عصر بلا يوتوبيا . وهؤلاء مهما حاولوا طرد فكرة اليوتوبيا من الوعي البشري , بزعم الواقعية العملية السائدة , فإن الحاجة إلى اليوتوبيا تظلّ قائمة في صميم الوجود الإنساني , ولا بدّ أن تعود إلى الثقافة بصورة من الصور , ولابدّ أن نشهد .

----------------------------------------------------------------

تصريح

 

   في صبيحة يوم الأحد 2/9/2007، أقدمت دورية من الأمن العسكري في الحسكة على اعتقال الرفيق بشار أمين العلي ( ابو لورين ) عضو اللجنة السياسية في حزب ازادي الكردي في سوريا من منزله في الحسكة دون ادنى احترام لحقوقه كمواطن , و دون أي تقدير لوضعه الاجتماعي و السياسي و الثقافي في وسطه و محيطه أو مراعاة لسنه  .  لتأكد لنا من جديد و خلال تصرفها هذا بأنها لا تعير أي اهتمام بالقوانين و المواثيق و الحقوق و الأنظمة  .

   ان الساحة النضالية في سوريا تشهد بأن الأخ ( ابو لورين ) من المناضلين و المثقفين الوطنيين الذين يعملون من أجل الوحدة الوطنية السورية و حقوق الشعب الكردي في سوريا ضمن إطار هذه الوحدة و من أجل تحقيق مجتمع سوري ديمقراطي تشاركي في ظل الخيمة الوطنية الجامعة , و بذلك فهو محط تقدير و احترام الوطنيين السوريين على مختلف انتماءاتهم , و اعتقاله لن يكون إلا محط اسـتنكار و إدانة من قبل جميع الوطنيين في سوريا .

   اننا في الوقت الذي ندين اعتقال الرفيق بشار و نستنكر الاسلوب القمعي الذي مورس معه في أخذه من منزله , نطالب بالإفراج الفوري عنه , و نناشد الجميع للتضامن معه و الضغط باتجاه الكف عن مثل هذه الممارسات , و وضع حد للإعتقالات السياسية في البلاد و الافراج عن جميع المعتقلين على خلفية الرأي و الفكر و الموقف السياسي  .

 

                                 5/9/2007

الحزب الديمقراطي الكردي السوري

P. D . K . S