مشاهد حية لا تصدَّق طبعاً ؟؟!!
التاريخ: الأربعاء 19 نيسان 2023
الموضوع: القسم الثقافي



إبراهيم محمود

"إلى الصديق إبراهيم اليوسف شاعراً وكاتباً "

القطيع يقود الراعي
ليعثر على صورته الضائعة
بضمان من الكلاب المرافقة


***

المنحدر يهدي الجبل
ليحسن النوم آمناً
في أحضان الوادي

***

الصخرة تسند الينبوع
ليرتدي ماءه المفصَّل
بإشراف من الهواء الطلق

***

التربة تضيء الشجرة
قارئة ماهرة لأفقها
لئلا يغيّبها الظلام

***
الضوء يفلتر عبق الورد
بدعوة من النحل
لتفتَح المعابر للقلوب الوالهة

***

ذيل العصفور يشده إلى الوراء
لئلا يمضي جناحاه بالتحليق
في قلب دوامة العاصفة

***
القلب يرسم حدوداً للفم
لتأتي القبلة مشتهاة
وتطمئن إليها العينان

***

الدولاب يرشد محرّك السيارة
تجنباً للمجازفة في الهدير 
لئلا تطوّح بها المنعطفات

***

القلم يوبخ الكاتب كثيراً: أن انتبه
للورقة حساب صفحتها
تجنباً للانزلاق المهلك خارجاً

***

الحكاية تقرع الحكواتي
حيث يغفل عن كونها كلام الغير
ليكسب رضا المستمعين

***

رجْلا الجبان تحذرانه من الليل
وهو ينتشي بقول له عواقبه
حينها لن تستجيبا لرغبة الهرب

***

اللسان يلجم أكوله
تنبيهاً إلى نهاية مميتة
فاللقمة أكبر من الفم 

***

يدا ممتطي الحصان تلسعانه
ليأخذ علماً بمقام الصهوة
ليحسن الحصان وفادته

***
السوط يفرقع في الهواء
لاسعاً يد الجلاد
فثمة ما يحضَّر له في الخارج 

***

الماء ينبّه النبتة
ليقدر ضيافة التربة
لئلا يستطيل خارج أوانها

***

الكرسي يقرص مؤخرة موظفه المتنفذ
منبّهاً إياه إلى حجمه
ليأخذ علماً بأدب الكرسي

***

الإصبع تلهب اليد
لئلا تبترها رغبتها الهواء
دافعة بها إلى كل ثقب

***

الحذاء يعلِم القدَم
لتعلِم صاحبها بضيقه
في سباق المسافات الطويلة

***

اللحم شهي
ثمة عظمة ضمناً
والحلقوم ضيق المجرى

***

المجداف يهتز في يد البحار
ليبصر ساحته المائية
لئلا يغوّره موج عات في الجوار

***

في الغابة لا تنام العين
الظلام يضيّق الخناق
لتكون اليقظة مضاعفة

***

المجرى يحزم أمر النهر
ليحسن الجريان الآمن
لئلا يصبح سيلاً ينعيه

***

قلب الحاكم بأمر سلطته يبصّره بأمره
إدراكاً منه بأمر حبه
فليس في الحب درجة سلطانية

***

مفصل الباب يشد خشبه
فهو محكوم به
تجنباً لمطرقة النجار

***

ظل الجاهل الأحمق يفتّح عينه
لتبصرة ظله المحدود
لئلا تودي به ظلال الآخرين

***

العين الضيقة توخز صاحبها
حيث الحقد دبوس مسموم
منبّهه إليه قبل الأوان







أتى هذا المقال من Welatê me
http://www.welateme.net/cand

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/cand/modules.php?name=News&file=article&sid=9252