ونرد، نحن، ببرودٍ .. ونمضي
ونجلس في صمت جليل ..
لبنت الإمبراطور ..
ونظرات الشاردين في الساحات .. الذين يحنون إلى براريهم
بين وقفة وأخرى ..
كأنهم يصافحون النجاة ..
*كمساء
مطعون في الحزن
أبعثر ظلالي السوداء على قوانين الله
في البراري الموحشة
تستوحشني ذاتي
وأحفر لها كما حفرت لمراحل شغبي
سنوات من العتمة
وأعياداً من رائحة السماء ..
لأراهن على أبديتي ..
ورودٌ له بعد أن خانته التلال، ضريحه يسألني عن فتاته الكردية التي نهرت مع النهر، بعدما أمطرت على وجهه قبلةً برائحة الوداع، والحياة نائمة في سباتها ..
ضريحه يقول: لِتَنَمْ الحقول بناسها المنهكين على دفتي راحتي، فأنا ما كرهت دماً، ولكن طبول الزمن القارعة أمام أغنياتي، تنهشني، ولم يحب دمي الذي لا يشبه الدماء، فأي أرض تضم دموعي المرتبكة، التي تنظف أوجه الحياة المغبرّة، بدفءٍ قاتلٍ
قاتلٍ ………
*طاولات فارغة لا يجالسها أحدٌ
تناجي دمي الغارب عن هذيانه
والنهر
الجارِ
هادئاً على صمت الحصى، يواسيني في فقدي لصديقي الذي كان كاهناً هنا، يحرس الريح، والغبار وصخور الظلام، صديقي، يشهد له الرصاص، والرمل الذي نفى جسده إلى بلاد منتهية، لينثر الصدى، ريشه الحالم، بضحك الغائبين على إرثٍ لم يتبقى منه شيئاً سوى الهواء..
*هذه التلال تتذكره
تتذكر قهقهته على فوضى الكون
وعلى تعب العراء، وطمبوره خيمة لعزاء المسافرين
سأُسمه ماءاً منثوراً على مفترق الطرق المؤدية إلى السراب، ليجلس بغيابه أمام فناجين المنفى، ليحكي لي عن الذين أحبونا ولم ننتبه لدموعهم، وليحمل رايةً، سقطت من يده، وهو يعبر رائحة التبغ إلى بيته القديم ..
كان كاهناً، هنا، يتكئ على أجراس الجبال
ويلاعب الموت كما يلاعب طفلاً مولوداً من الضحك
وقساوة الشقاء .
*سأسمكِ العتبة
وسألج الى البهو
وسينتهي الكلام.