القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: هل لغة الكتابة والثقافة القومية مقياسان أساسيان لانتماء المثقف ؟

 
السبت 22 حزيران 2019


علي شيخو برازي
 
الثقافة مصطلح واسع، ومفهومه يختلف من شعب إلى آخر نسبيا، وكثيرا ما نقف عند مصطلح (المثقف) تلك الكلمة التي تحمل الكثير من الدلالات والقابلة لشتى التأويلات، وقد عرفنا هذا الاصطلاح حديثا، وهي عموما مقياس لوعي المجتمع، ومدى تطوره في مجالات الحياة، وللغة دور كبير في تحديد معنى الثقافة والمثقف.
 في مجتمعنا الشرقي فقد بات تقليدا لدى الناس، أن الطبيب والمهندس والمحامي والمدرس الخ ....... أي كل من حمل شهادة جامعية أو شهادة معهد، ودون تحديد الاختصاص، فهو مثقف بمفهوم العامة، لكن هل يطبق هذا المفهوم على من أسلفنا ذكرهم، أم أنه تقليد ورثناه دون أن نأخذ بالاعتبار السياق التاريخي لهذا المفهوم؟


مدلول هذا المصطلح باللغة العربية، بعيد عن المفهوم العلمي المتعارف عليه، حيث عرف العرب كلمة ثقف بمعنى: غلب، وثقِف الشخص بمعنى: صار فطنا وحاذقا. وفي القرآن ثقِف بمعنى: صادف، (واقتلوهم حيث ثقِفتموهم) وأفضل ما ذهب إليه عن مفهوم الثقافة هو: عبد الرحمن بن خلدون التونسي المولد صاحب النظرية العصبية، ويقال أنها من أولى النظريات الاجتماعية غير الدينية لدى العرب، هذه النظرية التي تحاول فهم المجتمعات، وفي أي حقبة زمنية كانت.
أما خارج الإطار الإسلامي فإن أول من بحث في هذا المجال هو: المؤرخ اليوناني هيرودوت في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث أرخ للحرب الفارسية الإيرانية في كتابه (تاريخ هيرودوت) فقد تحدث عن الثقافات المختلفة بغرب آسيا وبلاد اليونان وشمال أفريقيا، وكما عرف أنه (أبو التاريخ)، يعد هيرودوت أبا للأنثروبولوجيا أيضا، كونه دون في تاريخه اختلاف المجتمعات في اللغة والقيم والتقاليد والعادات، وعن الرق والمرأة وعلم الطب ألخ .....
ولا شك أن القصد هنا: الأنثروبولوجيا الثقافية، أي: كل ما هو مكتسب في حياتنا، من لغة وعادات وقيم وفنون وأساطير، وقد أكدت منظمة اليونيسكو على أن الثقافة هي خليط من السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية، أي كل المنظومة الحياتية.
أما في الغرب فكانت كلمة :( كولتور) تستخدم في التعبير عن نمط الحياة والسلوك والفكر،أي الثقافة ، والكورد يستخدمون هذا المصطلح (كلتور) وبنفس تعريف الانثروبولوجيا . أما مصطلح روشنبير الذي يستخدم حديثا في الأدب الكوردي، فلم يكن هذا المصطلح موجودا في الأدب الكردي الكلاسيكي، والذي هو الشعر و الأغاني والملاحم الفولوكلورية والأمثال، وعلى العموم تعني الثقافة مجموعة من ألأسس الحضارية مثل: القيم - السلوك - العادات – التقاليد – الفنون – التربية – الفكر – اللغة – الآداب – العلوم – الذوق، أي كل ما يمت إلى التطور بصلة .
Tor – huner – zaniest – chej – perwerde – ziman – reman – hest ……
وفي الإطار الكوردي كان للغات الجوار دورا كبير، في ابتعاد المثقف الكوردي عن ماضيه الحضاري، فعدم وجود الدولة الحاضنة، ولغة الكتابة الموحدة، والالتزام بالثقافة الشعوب المهيمنة على الكورد: الفرس والترك والعرب، جعل من المثقف الكوردي مشتتا في فكره وقناعاته وسلوكه.
لكن رغم كل ما ذكرناه هناك عشرات المثقفين، الذين وضعوا ثقافة الدول التي اقتسمت كوردستان، وعملوا على رواج الإرث الثقافي الكوردي، ونجحوا في مسعاهم إلى حد بعيد.
أما في هذه المرحلة التاريخية الهامة من تاريخ شعبنا، كان الأجدر بنا أن نكون أكثر التصاقا بماضينا، وهنا نحن أمام السؤال التالي: هل المثقف الكوردي يدرك ، ما ذكرناه من مدلولات الثقافة ؟ وأقصد هنا: هل من ينعت اليوم بالمثقف، ملم بتاريخه ولغته وأدبه وقيمه وتقاليده وفنه وعلومه وتراثه المدون وغير المدونّ؟  وهل اختصاصه في مجال ما، كاف ليكون مثقفا ؟.
وهناك مسألة اللغة والثقافة التي تلعب دورا كبير في تحديد هوية المثقف، ابن خلكان – ابن تيمية - قاسم أمين - أحمد شوقي - سليم بركات - جميل صدقي الزهاوي – معروف الرصافي – يشار كمال يلماز كوني – محمد كرد علي - عباس محمود العقاد الذي ألف 100 كتاب، وكتب 100 ألف مقالة، و العائلة التيمورية وغيرهم الكثير، الذين حملوا ثقافات غير كوردية  و فكروا بعقلية غير كوردية ورفدوا ثقافة الغير  بنتاجهم الأدبي والفكري ، هل نعتبر هؤلاء  من مثقفي الكورد ؟ أم نضع اللغة والثقافة مقياسا لانتمائهم القومي ؟.

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3
تصويتات: 2


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات