القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

اخبار: محمد شيخو في ذكراه الـ 30

 
الجمعة 29 اذار 2019


هجار بوطاني

الرحيل سنة الحياة، ولكن الذكرى تظل محفورة في القلوب، لأشخاص عرفناهم وتعلقنا بهم، وخاصة لمن هم ذاكرة فنية، وقيمة حقيقية فاعلة، بأجنحة ترفرف في بحر الديمومة الممتدة في ربوع كردستان.
بدعوة من الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا واتحاد كتاب كردستان سوريا وبالتعاون مع جمعية هيلين للثقافة والفنون أقيم يوم 9 آذار فعالية إحياء الذكرى الثلاثين لرحيل الفنان الخالد محمـد شيخو..
بدأ الحفل بكلمة ثناء للفنان الراحل من قبل عريف الحفل الشاعر علوان شفان، الذي دعا الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لروح الفنان الكبير محمـد شيخو وأرواح شهداء كردستان، ثم تابعت الفعالية نشاطها، حيث ألقى الكاتب جميل إبراهيم كلمة الاتحادين بدأها بالترحيب بالحضور، وقال: لدى المجتمع الكردي الكثير من القامات الأدبية والفنية، وعلى الكرد أن يستذكروا جهود هذه الفئة التي قضت سنوات عمرها في خدمة الأدب والفن الكرديين، وباعتقادنا إن لم يكن محمـد شيخو أولهم فهو من الأوائل الذين أفنوا جلَّ حياتهم في خدمة الفن والوطن.. 


ثم تطرق إلى الحياة الشخصية للفنان الراحل محمـد شيخو أو(محمـد صالح شيخموس أحمد) بكل حيثياتها منذ ولادته حتى شبابه، وشغفه بالفن، وبدايات تعلمه العزف على آلة الطنبور، ثم تجربته في المشاركة بالحفلات الفنية والوطنية التي شغلته كثيراً عن أصدقائه وأهله.
في العام 1969، توجه الفنان محمـد شيخو إلى لبنان، وهناك عمل في معمل للجلديات، ومن الناحية الفنية عمل في فرقة نوروز للفلكلور الكردي إلى جانب كلٍ من الفنانين سعيد يوسف وشيرين ملا، ثم التحق بفرقة سركفتن التي أسستها اتحاد الفنانين الكرد وبعضوية كلٍ من الفنانين: محمود عزيز شاكر، رمضان نجم أومري، بروين ملا، عزالدين تمو، رفعت داري، وفنان المونولوج محمـد أمين كيكي، ورئيس فرقة الرقص الشعبي (رمو) حيث لاقت الفرقة دعماً من الشخصيات الوطنية الكردية في لبنان، ولاقت أغانيه شهرة واسعة، ومنها:
Gulȋzar, Eman dilo, Hebis ȗ zindan
ومن لبنان كانت انطلاقة محمـد شيخو وشهرته.
في ربيع  1972 عاد محمـد شيخو إلى سوريا، وعمل في حقل رميلان إلا أن عمله لم يدم طويلاً، وسرعان ما تم فصله من العمل لرفضه الغناء لدولة البعث، وكان لانحيازه للأغنية الوطنية الكردية وبالاً عليه في ظل نظام دكتاتوري يحكم سوريا، فقد زرعت في طريق حياته الفنية والاجتماعية عراقيل جعلته يعيش الأمرّين. فعاش فناننا في الحرمان وملاحقات أمنية امتدت لسنوات حتى عبوره إلى الأراضي العراقية، وهناك سجل عدة أغان لإذاعة بغداد /القسم الكردي، نذكر منها:
carek me ji xwer di gewrek, Eman Leylẻ,Eman dilo   
وتعرف في تلك الآونة على كل من الفنانين: تحسين طه، عيسى برواري، كل بهار، شمال  صائب. وتعرف أيضاً على عدد من الشعراء الكرد، مثل: صبري بوتاني، بدرخان سندي، مصطفى أتروشي، ملا أحمدي نامي، خلف زيباري.
بعدها ذهب إلى جنوبي كردستان/العراق والتقى بالقائد الخالد ملا مصطفى البارزاني، ولاقى دعماً من القيادة الكردية، وتم تكريمه، وانبرى صيته بين القوات الكردية وفي المجتمع الكردستاني، غير أن فناننا الراحل عاد بأدراجه إلى المدينة التي عشقها منذ صغره "قامشلو"، لكنه هجرها ثانية إلى جنوبي كردستان عام 1974 بعد عدة اعتقالات وأحكام تعسفية من قبل السلطة السورية، وهناك انضم إلى قوات البيشمركة من جديد وحمل السلاح في صفوف الثورة الكردية، وبعد التآمر على الثورة وفشلها، اضطر مع عدد من قوات البيشمركة للرحيل إلى شرقي كردستان/إيران، وهناك لم ينعم بالراحة نتيجة ملاحقته من قبل مخابرات حكومة شاه إيران (سافاك) وذلك لغنائه باللغة الكردية، فنفي إلى شمال إيران على بحر قزوين، حيث عمل في مدارس تلك المنطقة  معلما ً للموسيقى و اللغة العربية، وهناك تزوج من الفتاة الكردية نسرين. 
في عام 1983 كانت عودته إلى سوريا، ومقارعة النظام السوري مجدداً حتى وافته المنية صباح التاسع من آذار تاركاً وراءه رصيداً فنياً لا يقدر بثمن، هذا الرصيد الذي يحتوي أغان رائعة لشعراء كرد نذكر من 
 جكرخوين، صبري بوتاني، به بهار، بدرخان سندي، مصطفى أتروشي، كمال شانباز، هلال بوتاني، أحمد شيخ صالح، عمر لعلي، تيريج، فرهاد عجمو...
 وأغنيات كتبها بنفسه  
نجل الفنان الراحل  محمد شيخو (إبراهيم شيخو)  قال في كلمته: حينما رحل والدي كنت في الثامنة من العمر والمواقف التي أتذكرها قليلة، أعرف أن والدي عانى الكثير في سبيل فنه ومبادئه... وحينما درست التأليف الموسيقي في ألمانيا كان لا بد لي من كتابة رسالتي، وكنت أود أن أكتبها عن الموسيقى الوترية في الفن الكردي، لكن البروفيسور اقترح علي كتابة الرسالة عن والدي وما له من دور و تأثير في الغناء الكردي... كان والدي في مجمل موسيقاه يأخذ طابع المقام، وهو ما لا نجده في الموسيقى الكردية، فالغناء الكردي يأخذ طابع البايزوك، لاوك، حيران.  وأضاف: إن والدي كان له ميول في الرسم و الخط، لذلك كنا نراه يأخذ الريشة على شكل قلم الكتابة وليس كحركة عازف في أخذ الريشة... وأتم القول: إن الموهبة الفنية موجودة في العائلة، فقد كان والده  يغني و والدته  كانت تملك أذناً موسيقية قوية. 
وفي ختام كلمته أشار إلى مؤلفه "كتاب تعليم الأغاني الكردية على آلة البيانو"، وهذا الإصدار يحتوي على أغانٍ بلهجات الكرد: صوراني، دملكي، كرمانجي، هوراني.  والهدف من هذا الكتاب جمع أطراف كردستان من الناحية الفنية بعيداً عن السياسة والخطابات. وفي هذا الصدد أناشد جميع الفنانين ضرورة العمل على نشأة الفن كردي بما  يليق بالإنسان الكردي والفنان الكردي.. ثم شكر الجميع على حضورهم  وتفاعلهم مع كلمته.
شمس الدين (بافى باهوز) رئيس جمعية هيلين للثقافة والفنون، قال في كلمته: بإسم جمعية هيلين أرحب بجميع الحضور، وأشكر الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا واتحاد كتاب كردستان سوريا
على إقامتهم هذه الفعالية في ذكرى الخالد محمد شيخو.. وشكر جميع الفنانين لحضورهم هذه الذكرى وذكر الفنانين بأنهم الثروة الحقيقة لمثل هكذا فعاليات.
مهما تحدثنا عن فنان مثل محمد شيخو فلا نستطيع إعطاءه حقه الفعلي فقد أفنى جل َّ حياته في الفقر والحرمان، لقد عانى الكثير من الظلم والاستبداد في أقبية سجون النظام السوري، وذنبه أنه يحب وطنه وأمته.. لم يكن  يوماً تابعاً لأية جهة سياسية، كان عاشقاً لوطنه، وأتمنى أن ينير ذاك العشق قلوبنا جميعاً، وكما تعلمون أيها الأخوة وطننا يمر بمرحلة عصيبة، لذلك يجب علينا إيجاد مبررات تغفر لأصدقائنا ذنوبهم وأخطائهم مثلما نتعب أنفسنا في خلق المبررات، وما يجب على كل كردي أن يتذكره هو: أن حياة بدون كردستان لا تعد حياة  
الفنان بهاء شيخو في كلمته قال: بدايةً أرحب بكم كتاباً وصحفيين وفنانين وكل الحضور الكريم، وأشكر اللجنة المنظمة لهذه الفعالية، ألا وهي إحياء الذكرى السنوية لفنانٍ كرّس حياته في خدمة وطنه وفنه، كما أشكر اتحاد المثقفين الكرد في هولير على إحيائهم الذكرى السنوية ال 30 لرحيل الفنان محمد شيخو،  وكذلك أشكر اتحاد فناني روج آفاي كردستان في مركز محمد شيخو للثقافة والفنون بمدينة قامشلو على إحيائهم لهذه الفعالية.
برأيي اليوم هو يوم ولادة محمد شيخو، لأن الذكرى تكون لأشخاص قد طواهم النسيان، لكن شعبنا في كل سنة يبعث محمـد شيخو من جديد، يحيونه في زيارة مقامه ويكللونه بالزهور، وهذه هي الهدية الأكثر قيمة تقدم لعائلة فنان   
كان الراحل ملكاً لشعبه ووطنه، اعتقل وعذّبَ مراراً، غير أن إيمانه بقضيته لم تترنح، بل زادته عزيمة وقوة، وما وقع على عاتقي من الحفاظ على تراث محمـد شيخو عائلياً وفنياُ لا يعد امتنان لأحد وإنما هو الضمير الذي حتم عليّ القيام به، ثم إن الراحل ليس بحاجة لأحد أن يحفظ له إرثه، فقد ذاع صيته في العالم وباتت أغانيه تقبع في صدر كلّ بيتٍ كردي...
وفي ختام كلمته قدم الفنان بهاء شيخو أغنية من أغاني أخاه الراحل وهي :  Ciwane Azade 
 .. وبنهاية الأغنية قدم الفنان بهاء شكره وامتنانه للجميع
الكاتب قادو شيرين قال في كلمته: لا أريد إعادة ما قيل عن حياة الفنان محمـد شيخو، وأغانيه، واقتنائه للقصيدة الغنائية، فقط سأحدثكم عن تجربتي مع الفنان بهاء: 
في الواقع حين بدأنا بجمع أغاني محمـد شيخو في كتاب، كان هدفنا هو الحفاظ على ذاك الإرث الفني وتلك الأغاني التي تم اقتناءها من القصائد الكردية، ولم يخطر لي بأن في طباعة هذا الكتاب يتطلب مني هذا الكم من الأجوبة...
 في مقدمة هذا الكتاب الذي تم طباعته سنة 1994 بالغت في مدح محمـد شيخو، وهذا هو الصواب بعينه، لأن الكلمات تقف لأمثاله إجلالاً، وذكرت أيضاً أن جميع الأغاني الواردة في هذا الكتاب  هي للفنان الراحل، ولكن أعترف الآن أنني كنت مخطئاً في قراري، لأن بعض الأغاني حصل حولها جدال ونقاش: من كاتب الأغنية؟ ومن الملحن؟.. مثال على ذلك: كثير من الفنانين نسبوا الأغاني: 
(hebis u zindan  ,Eman dilo , li baxan dil) لأنفسهم. ومن هنا بدأت بتقصي الحقائق وعقدت عدة لقاءات مع الفنانين: محمود عزيز شاكر، رمضان نجم أومري، بروين، الشاعر به بهار، والملحن محمـد علي شاكر... وتوصلت نهاية إلى أن هذه الأغاني هي لمحمد شيخو دون غير، وهي نشرت في أرجاء كردستان بصوت محمد شيخو، وباعتقادي مهما يكون الفنان صادقاً محباً مع فنه وأغنيته يكون ذا مكانة عند جمهوره وشعبه، وهذا ما وجدناه في شخص محمـد شيخو الذي رحل عنا وبقي روحا. ً 
وتناولت الفعالية كلمات لكلٍ من : 
الشاعرة الكبيرة كجا كرد، الشاعر ريبر هبون، الشاعر صلاح محمـد، الشاعر هجار بوطاني، الفنان دلشير كردستاني، الفنان زبير صالح و الفنان عماد كاكلو. 
Ez bum ferarوختاماً، الفنان مسعود يونس أدهش الحضور بأغنية للفنان الراحل
 ونهاية، شكر عريف الحفل الحضور على مشاركتهم في هذه  الفعالية راجيا من الله أن يجعل الفنان محمـد شيخو من الخالدين في الجنة


 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات