القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

قراءة في كتاب: ...والسياسي الكُردي كاتباً.. ملاحظات حول كتاب «الانفجار السوري» للسياسي الكردي : عبدالباقي صلاح اليوسف .

 
السبت 25 شباط 2017


 ابراهيم محمود

" وَحَدِّي زاد عن حَدِّي "
محمود درويش

أن يُنظَر إلى السياسي، والسياسي الكردي حصراً كاتباً، ليس بالأمر السهل، ليس لأن الكتابة عصية عليه، وإنما لظروف تعنيه، وهي تتلبسه سياسياً ونفسياً، وتحديداً على مستوى التجاذبات السياسية المحلية " الداخلية كردياً "، وربما أكثر في حالات ملموسة من تلك القائمة في ساحة مجابهة السلطة المعنية. والكتابة تتطلب ضبطاً للنفس، نفَسَاً طويلاً، في القراءة والمتابعة والمقارنة والتأني والتفرُّغ، وتلك اعتبارات مقدَّرة في الواقع السياسي الكردي، ومن هنا، تغدو كتابة السياسي الكردي وعلى مستوى " سوريا "، خاصية ندرة، ومن هنا أتناول كتاب السياسي الكردي عبدالباقي صالح اليوسف" الانفجار السوري: الهوية، الانتماء، الكرد، الدولة الوطنية والتسوية التاريخية، والصادر حديثاً عن دار الزمان،2017 ".


كتاب، حيث يبلغ سقف صفحاته الـ" 400 "، ومن القطع الوسط، لا يخفي جهد القراءة والمتابعة والتروّي، ولا بد أن ثمة بصمة تجربة الكاتب السياسية مرئية في بنية مؤلَّفه السياسي والساخن بمناخه، كما هو ملحوظ منذ السطور الأولى من مقدمته، وهو يشير إلى مؤثّر السجن السياسي الذي أودِع فيه ( أوائل تسعينيات القرن الماضي.ص9 ).
إن الناظر في طريقة تأليف الكتاب، وباعتباره متابعاً لخيوط الموضوع، أو لديه رصيد ثقافي بهذا الصدد، يتلمس جهداً ملموساً، وهو جهد بحثي، غير أن المتحصَّل لديه هو طغيان السياسي اللافت، وهو يعرّف بعلاقة الكاتب " السياسي " بموضوعه ومنهجية الكتابة، حيث الدفع بالمصادر المعتمدة لتكون في مقام الناسج للفكرة المخططة، وما في ذلك من حصر الجانب التحليلي والمناقشة للأفكار الواردة، بالنسبة للمفاصل الحركية لعمله، تأكيداً على أهمية الذات الكاتبة وحقها في التمايز، وهي مستقلة عن الرؤية الحزبية للكاتب، أي كاتب، لأن ثمة تاريخاً يتعدى نطاق انتمائه العقائدي، كما في حال " محمد جمال باروت، وباتريك المختلف بين كتابه : الصراع على سوريا، وكتابه التالي: الأسد والصراع على الشرق الأوسط، وبرهان غليون والذي يتطلب أكثر من مناقشة لفكره وما يخص مفهوم " الأقلية " كتعبير تبخيسي لشعب كامل، وكحيلة مشرعنة من قبل ما يُسمَّى بـ" الأكثرية "، وتسييدها على تلك "، وكواقع قائم.
يترادف ذلك مع وهن إرادة المعرفة في المكاشفة التاريخية الأكثر غوصاً فيما كان، وما يمكن أن يكون، والتخفيف من النزعة العقائدية التحزبية، في دراسة المستجدات.
نعم، كان سياسينا الكردي عبدالباقي اليوسف قارئاً للتاريخ السوري ومحيطه، وما يخص الكرد: هوية وانتماء وقضية، ومن ثم " الانفجار السوري ". سوى أنني، ومن خلال قراءة الكتاب، لاحظت أن قراءته كانت دون هول الانفجار، ومجموعة المكونات التي تجلوه وإشكاليتها لحظة مقاربتها نقدياً: الهوية، الانتماء، الكرد، الدولة الوطنية والتسوية التاريخية "، تلك علامات تجزيئية، مدرسية تقليدية، كما لو أن كلاً منها تتنفس بمعزل عن الأخرى، فهي بالتالي خطاطة تفتن كاتبها والقارىء المعتاد لطريقة تسمية وممارسة كتابة من هذا القبيل، وأرى أن من يتصفح الكتاب، ويربط بين المثبَت في المتن، والموضوع في الهامش، حيث تكون المصادر والمراجع، يلاحظ مدى سيطرة هذه الخاصية، على تفكيره وليس إرادة استثمارها، وهذا يضعنا في مواجهة خطورة القراءة، كما في حال الموسوم، إلى جانب خطورة التعريف بكتاب ما، أو ما يُسمَّى بـ" قراءة في كتاب" وهي دون سقف المفهوم المعرفي للقراءة ومدى حاجتها إلى قراءة القراءة ومكاشفة ثغراتها، وهو ما لا أتبينه في جل المعروض هنا وهناك، إنما ما يشبه التزكيات إجمالاً.
ولأكن دقيقاً ومحدّداً لما أريد التركيز عليه هنا، أنوّه إلى عدم نجاح سياسينا وككاتب في الاستفادة من مصادره، ليس كعملية استيعاب فحسب، وإنما كاقتباس دون الإساءة إلى المقبوس.
لنتوقف قليلاً عند كتاب الباحث الفلسطيني الأصل " حنا بطاطو: 1926-2000 "، من خلال العودة المتكررة إلى كتابه " فلاحو سورية، الطبعة العربية الأولى، 2014 "، وهي التي اعتمد عليها الكاتب، ولقد حاولت التدقيق في الصفحة، فلم أفلح، من خلال النسخة الالكترونية في طبعتها الأولى، والنسخة الورقية التي أحتفظ بها، وهي تخص الطبعة الثانية، وهي واحدة، ولا أدري على أي نسخة اعتمد كاتبنا، وبأي صيغة ؟!
وإذا كنت متجاوزاً لهذه الإشارة، تجنباً لـ" وهم " ما، فإن الذي أشدّد عليه هو غياب الدقة في قراءته، ذلك الغياب الذي يربك حتى الصديق " وأظنني صديقاً له "، خارج جدّية النقد:
في الصفحة"228 "، يشير إلى أن حافظ الأسد أنشأ ، من بين ما أنشأ نظاماً تسلطياً يرتكز على أربع " أربعة " مستويات حسب حنا بطاطو، ويحيل قارئه إلى كتاب بطاطو السالف ذكره" ص 339-340 "، والمقبوس هو في الصفحتين " 387-388 "، وتركيزي- كما تقدَّم على خيبة الاقتباس، فهو لم يحسن اختصار هذه المستويات، إذ إن بطاطو يشير إلى تمييزه لـ" أربعة مستويات في هرم سلطة الأسد "، الأول، وينقله بصورة صحيحة نسبياً، مع لزوم التفريق بين البدائل " الاتجاه العام للسياسة أو المسائل الحاسمة " وليس بالإضافة،  وكذلك "  الشؤون العسكرية أو الخارجية "، وليس بالإضافة كذلك. المستوى الثاني: قادة التشكيلات المسلحة النخبوية، وليس " أي: النخبة ". المستوى الثالث، ويخص قيادة حزب البعث، حيث لم يكمّل الكاتب كما هي الصيغة الواردة في كتاب بطاطو، أي إن أعضاءها دون قادة الاستخبارات مكانة. المستوى الرابع، حيث كان يجب تكملة " قادة المنظمات الجماهيرية، بـ: التابعة للحزب " حزب البعث "، وأجهزتها التابعة " .
في الصفحة " 230 " من كتابه، وهو يقتبس قولاً يخص رفعت الأسد عن أخيه حافظ الأسد وتذمره منه، ثمة إساءة للمقبوس ( يعاملني أخي معاملة العبيد.. وأنا لست عبيداً..."، وفي كتاب بطاطو " 338 "، والمقبوس مرقم بـ" ص 287 لدى كاتبنا "، نقرأ( وأنا أحب أخي أكثر من عيني وولدي...ولكن...كفاني أن يعاملني معاملة العبيد وأنا لست عبداً..)، والمعنى واضح !
في الصفحة "229 "، يشير إلى أن حافظ الأسد كان يؤكد في خطاباته بأن( التاريخ ليس تاريخ الأفراد وإنما تاريخ الشعوب"، والمقبوس محدد بصفحة " 287 "، بينما هو في الصفحة " 337 "، وخلاف ذلك، إذ إن قيادة البعث هي التي اعترفت بذلك، ورغم هذا التأكيد، كانت تؤكد على استثنائيته ..
في الصفحة " 232 " ونقلاً عن معلومات رقمية من كتاب بطاطو " 342 " في كتاب اليوسف، وهي في الصفحة " 389 "، حيث الأرقام غير دقيقة "...الخ.
هذا ينطبق على المقبوسات المأخوذة من كتاب فؤاد عجمي " التمرد السوري "، إذ كثيراً ما يغيب المقبوس بصورته الدقيقة ، ويمكن التقابل بين كل من " 220-144"، و" 239-29-30، وصاحب القول أساساً هو برهان غليون "،وبصورة لافتة " 255-101 "...الخ.
كذلك الحال مع كتاب محمد جمال باروت، في كتابه" التكون التاريخي الحديث للجزيرة السورية "، فالكاتب يشير، مثلاً، إلى موالاة عشائر شمّر،وغيرها للعدو الفرنسي " ص 54-55 "، بينما في كتاب باروت، تكون شمر وغيرها في معارك ضارية معه.." ص 150-151 "..الخ.
أشير في نقطة أخرى، إلى الكم اللافت ليس من الأخطاء اللغوية فحسب، وإنما في الصياغة كذلك، وهذا يتطلب مراجعة لغوية دقيقة للكتاب، بحيث يصعب علي حصرها هنا، مثل:
" هذه الثورات والانتفاضات لم تحالفها " يحالفها " الحظ- رغم الفساد والضعف الذي طال" اللذين طالا "- انهيار أغلب الإمارات الكردية أحدثت" أحدث " خللاً،ص52- إقدام عرب: استقدام عرب، ص54- عندما تدخل المزاجية" تتدخل "،ص 72-الدول الغربية كانوا ينظرون " كانت تنظر "- تيار وقفت، شاركت، حصلت" وقف، شارك، حصل.."،ص74- وبسبب التعنت التركي ورفضه لمنح الحقوق للكرد: ورفضه منح الحقوق للكرد " حيث الخلل واضح "،ص75- منِح مزيداً " مزيد "، قانون..أنها ساوت " إنه ساوى "، ص78- كانت للشعارات..تأثيراً: كان للشعارات تأثير، ص104- عاشت غرب كردستان " عاش "، ص108- والذي أيضاً كان يحارب " والذي كان يحارب أيضاً "، ص122- طول الحدود 375كم،ص178، وفي الصفحة183: 350 كم – السلطات السورية بدوا مهيئين" بدت مهيئة "، ص 188- عن السكان، ص219:  من الكرد والمسيحيين والسريان والأرمن " ما موقع المسيحيين هنا؟"- الانفصال التي قام بها " الذي قام به "، ص223- إذا ما رأى كلٌّ من الفرقاء السوريين أنفسهم أصحاباً " كل الفرقاء السوريين.."، ص347....الخ.
من جهة المصادر، ثمة نقص لافت في المصادر والمراجع والتي تفيد في قراءة تاريخ المرحلة المعنون، ودونها من الصعب تكوين فكرة أوسع بعدَ نظر، وعمق رؤية، وخصوصاً بالنسبة لآندرو راثمل، وكوبلاند في كتابيه عن أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وبصدد الانقلابات العسكرية، وانقلاب حسني الزعيم بصورة أدق، وأرى أن عناوين كهذه، ضرورية في طبعات أخرى، إن تيسرت:
فضل الله أبو منصور: أعاصير دمشق" مذكرات عن خفايا الانقلابات السورية الأربعة، كتبها شاهد عياني أسهم في تخطيط الأعمال الانقلابية وفي تنفيذها، حقائق ووثائق وأسرار لم تنشَر بعد " .
موريس ديفرجيه: الأحزاب السياسية، نقله إلى العربية عن الطبعة السادسة الفرنسية " 1969 ": علي مقلد وعبدالحسن سعد، دار النهار،بيروت،  ط3" منقحة"، 1980.
محمود صادق: حوار حول سورية،  ط1، 1993، دون ذكر الطبعة ولا المكان.
د. نزار الكيالي: دراسة في تاريخ سورية السياسي المعاصر1920-1950، دار طلاس، ط1، 1997.
آندرو راثمل: الصراع على سورية من 1949- 1961: الحرب السرّية في الشرق الأوسط، ترجمة: محمَّد نجَّار، منشورات الأهلية، عمّان، ط1، 1997.
شاهد على أحداث سورية وعربية وأسرار الانفصال" مذكرات مصطفى رام حمداني "، دار طلاس، دمشق، ط2، 2001، ط1، 1999.
يوهانس رايسنر: الحركات الإسلامية في سورية من الأربعينيات وحتى نهاية عهد الشيشكلي، ترجمة: محمد ابراهيم الأتاسي، منشورات الريس، بيروت، ط1، 2005.
دانييل لوغاك: سورية في عهدة الجنرال الأسد، تعريب د. حصيف عبدالغني، مكتبة مدبولي، ط1، 2006.
كوبلاند، مايلز: لعبة الأمم، تعريب: مروان خير، انترناشنال سنتر، بيروت، ط1، 1970 .
حياة مايلز كوبلاند" الضابط في المخابرات المركزية الأمريكية ودوره في مصر وسوريا ولبنان وإيران "، ترجمة: صادق عبد علي الركابي، مكتبة مدبولي، القاهرة،2007.
كتابا حازم صاغية: ، حازم صاغية: بعث العراق" سلطة صدام قياماً وحطاماً "، دار الساقي، بيروت،ط1، 2003.
والبعث السوري " تاريخ موجز"، دار الساقي، بيروت، 2012 . 
هاشم عثمان: تاريخ سورية الحديث، دار الريس، بيروت،ط1، 2012.
مايكل برفنس: الثورة السورية الوطنية وتنامي القومية العربية، ترجمة: وسام دودار، منشورات قدمس، بيروت، ط1، 2013.
محمد نورالدين: تركيا والربيع العربي " صعود العثمانية الجديدة وسقوطها "ن، منشورات الريس، بيروت،ط1، 2015.
ثمة نقطة أخرى، وهي ذات صلة ببحث مشابه للموضوع، وأعني به كتاب السياسي الكردي الآخر ادريس عمر" سوريا من الاضطهاد السياسي إلى الكارثة الإنسانية، 2016 "، أما كان مفيداً للباحث لو – تصفَّحه – واستفاد، ولو مجدداً، من عناوين مصادره، وأنا أذكّر بأن أحدث مصدر" وهو مقال " في كتاب اليوسف، يرجع إلى نهاية الشهر الرابع من عام " 2016 "، وهذا يطرح سؤالاً عليه، وقد انشغل بموضوع كتابه في النصف الثاني من عام " 2014، ص 10 "، بصدد النظرة الحزبية في ذلك: سؤال العائق النفسي بشقيه: الشعوري واللاشعوري.
وإذا كان لي أن أضيف أمراً آخر، وهو يحز في النفس كثيراً، وأنا أذكر بالمقابل، بمقالي الذي كتبتُه عن كتاب إدريس عمر: سوريا من الاضطهاد السياسي إلى الكارثة الإنسانية، 10 نيسان 2016 "، في موقع ولاتي مه ، وللاثنين معاً، واليوسف هو التالي، وفي ضوء ما تابعته في كتاب اليوسف: أما كان من الإنصاف، ولو على سبيل الإشارة العابرة، إلى مقال لي" مقال واحد فقط "،  وقد كتبت مئات المقالات ذات العلاقة بموضوع الاثنين" عن انتفاضة قامشلو 2004 "، وما نعيشه الآن، في ظل " الانفجار السوري " وسياسينا يعلم بذلك تماماً، ومن خلال علاقة شخصية، وقد نشرت مئات المقالات،عدا عن كتبي ذات الصلة بالمقابل، في الوقت الذي أنوّه إلى ورود أسماء لم يكن لها من وزن في كتابيهما، وحتى الآن في هذا المنحى، لدى الاثنين، إلا من منظور محسوبياتي وعلى طريقة " هكذا يريد رفاقنا الحزبيون!!!"، إنه الأسف الذي يصعب إيجاد تبرير له، أو التخفيف من وطأته، ومع من أعرفهما ويعرفاني عن قرب، أتراها عقدة الحزبية و" الحكحكات " السياسية الكردية الطابع، وهي تذكّر بوهم الأعمى الذي كان يعتقد أنه بمجرد أن يغمض عينيه يختفي العالم .
ومازلنا نطالب " الآخرين " بحقوقنا، ووجوب الاعتراف بنا ككرد. إن نظافة العالم تبدأ بتنظيفي لعتبة بيتي أولاً .
أتراها حساسية ابراهيم محمود الفارطة، أم ماذا ؟ أترك الجواب لسياسييْنا ومن يتشيَّع لهما !
م: ما كنت لأكتب ما كتبت لولا أنني استلمت نسخة من كتاب " الانفجار السوري "، بمثابة هدية من الكاتب، وأنا في دهوك، عن طريق وسيط، طبعاً دون كلمة إهداء، وهذا مشكل آخر في العلاقة البينية، وأنا أدرك أن الكاتب كان يقدّر أنني سأكتب مقالاً ما عن كتابه هذا، وها قد كتبت، إنما كما أقدّر أنا تحديداً....!؟ ولعلم من يريد أن يعلَم، فإن تعرضت له بهذا الصدد في كتاب ثلاثي الأجزاء، وكردستان ضمناً، وتحديداً في المضمار السوري، من المفترض أن يصدر عن دار نشر بيروتية، وهو مسَّلم لها منذ قرابة ثمانية أشهر!
دهوك- في 25-2/ 2017 .
 

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 3.66
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات