القسم الثقافي  |  القسم العربي  |  القسم الكوردي |  أرسل  مقال  |   راسلنا
 

تقارير خاصة | مقالات| حوارات | اصدارات جديدة | قراءة في كتاب | مسرح |  شعر | نقد أدبي | قصة | رياضة | الفنون الجميلة | الارشيف

 

twitter


البحث



Helbest

 

 
 

مقالات: «جمال سعدون يغني الموال الأخير.. ويسدل الروح عن قلبه»

 
الثلاثاء 01 نيسان 2014


عمر كوجري

رأيت الفنان الراحل جمال سعدون أول مرة في حفلة عرس بقريتنا سويدية فوقاني، عام 1978 على ما أذكر، كان شاباً يافعاً، يعزف على آلة الجمبش، ويغني، بمكبرة صوت بدائية وبلاقط بدائي، لم تستطع المكبرة العتيقة تغييب عذوبة صوت جمال، ويومها أطرب كل الراقصين والراقصات ثلاثة أيام بلياليها..
وتكررت لقاءاتي بالفنان، فرغم تزايد أعداد الفنانين والمطربين بقي محافظاً على شعبيته ومحبي صوته، فصدح صوته في كل أماكن تواجد الكرد من عين ديوار وحتى دمشق، حيث كان لا يعرف الكلل وهو يغني، ويفرح قلوب العرسان، والمحتفلين في مئات بل آلاف الأعراس التي أحياها.


في العام 1980 كنت طالباً في الأول الإعدادي أقيم في ديريك بجوار منزل حبيبته، كان يعطيني العطور، والورود والهدايا كي أوصلها لحبيبته ليلى.. والتي ستصير زوجته فيما بعد، وسينجب منها أولاداً، وسيحزن قلبه على إصابتها بالسرطان ومعاناتها مع المرض، ووفاء الفنان لزوجته طيلة مرضها إلى أن توفاها الله.
جمال سعدون المكافح، ظل على نبله مع أصدقائه ومحبيه، وتواضعه الجم، حتى بعد أن صار فناناً مشهوراً حيث يتسابق الشباب للظفر بيوم شاغر له، ليصدح في أعراسهم.
ظل على تواصل حميمي معهم كل الوقت، رغم انشغاله الكبير بالعمل وإحياء حفلات الأعراس.
لم يدخل جمال المدارس، كان أمياً، ولم يتفقه ويتبحر في النوطات الموسيقية، مع ذلك كان يتقن، ويجيد العزف السماعي والأداء الممتاز للأغنيات " التراثية الكوجرية" خاصة، دون تشويه أو اختلال.
اليوم، كل من عرف الفنان جمال، حزين، ومتفاجئ على رحيله، اليوم العرسان الذين أحيا جمال بصوته العذب أعراسهم حزانى..
وديرك.. معشوقته الممشوقة القوام.. اليوم غارقة في بحر الحزن..
طوبى لصوتك الذي سيقهر الموت بعد قليل، وفي الغد الأبعد أيضاً.
طوبى للموسيقا التي انتصرت للحياة رغم كل هذا الموت الزؤام الرخيص.
لنبقِ اسم جمال سعدون حياً وآثراً.. غداً في أحاديثنا، وليالي أفراحنا الملاح، لنبق صوته على أكثر من مجرد معهد موسيقي، أو قاعة موسيقية، أو كروب فني، لنطلق اسمه في أكثر من جائزة، هو وغيره من مبدعينا الكرد الذين لم نفعل لهم شيئاً مهماً في حياتهم... 
والآن نتسابق لتعداد خصالهم ومحامدهم..
عن صفحة الكاتب
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=426726150806482&set=a.141715159307584.47124.100004073028729&type=1&stream_ref=10

 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
 

تقييم المقال

المعدل: 5
تصويتات: 3


الرجاء تقييم هذا المقال:

ممتاز
جيد جدا
جيد
عادي
رديئ

خيارات